إذا أحصينا أعداد آيات القرآن ابتداء من البسملة وحتى الآية 13، سنجد أن عددها هو 4914. (4901 + 13)
إننا في رحاب إحصاءات القرآن الذاتية؟
العدد 4914 يساوي 63 × 78.
تقول لنا هذه العلاقة أن عدد آيات سورة الرحمن هو 78 آية.
العدد 78 هو عدد آيات سورة الرحمن.
السر الآخر: العدد 4914 يساوي أيضا 14 × 351.
العدد 351 هو عدد كلمات سورة الرحمن. إننا في رحاب إحصاء قرآني لعدد آيات سورة الرحمن، ولعدد كلماتها. وقد تم تخزين ذلك في موقع ورود الآية " فبأي آلاء ربكما تكذبان " للمرة الأولى.
[هل نكذب هذا الإحصاء القرآني المحكم، ونقول إن المرة الأولى للآية " فبأي آلاء ربكما تكذبان " جاءت في موقع الترتيب رقم 14 كما هو الحال في المصحف برواية ورش؟ وهل نكذب هذا الإحصاء ونقول إن عدد آيات سورة الرحمن هو 77 آية وليس 78 كما في رواية ورش؟ إن مجيء الآية " فبأي آلاء ربكما تكذبان " في المرة الأولى في موقع الترتيب 13، والمرة الأخيرة في موقع الترتيب 77 هو غاية الإحكام في الترتيب القرآني .. وافتراض أن موقع الآية في موقع الترتيب 14 يعني هدم هذا الترتيب المحكم).
ولنا فيما يلي مزيد من الأدلة التي لا ينكرها أحد إلا عنادا واستكبارا ..
8 – ترتيب محكم للآيات الـ 31:
عرفنا أن عدد مرات تكرار الآية " فبأي آلاء ربكما تكذبان " هو 31 مرة. وبما أن عدد آيات سورة الرحمن هو 78 آية، نستنتج أن عدد الآيات الباقية هو 47 آية.
هنا يعطيك القرآن مفتاح الظاهرة، ويفتح لك الباب للتدبر، لماذا 47؟
بما أن عدد الآيات هو 31، فهذا العدد يسمح لإحدى الآيات أن تتوسط العدد 31، وتقسمه إلى مجموعتين، 15 آية قبلها و 15 آية بعدها. (15 - 1 - 15).
المفاجأة الأولى هنا أن الآية التي تتوسط مجموعة الآيات الـ 31 تأتي في موقع الترتيب 47 في سورة الرحمن .. العدد 47 هو عدد آيات سورة الرحمن غير الآية " فبأي آلاء ربكما تكذبان ".
المفاجأة الثانية، الآية المتوسطة هي في الحقيقة الآية رقم 16 في تكرار آيات " فبأي آلاء ربكما تكذبان " وقد جاءت في موقع الترتيب 47، لتشكل بموقعيها 16 و 47 العدد 63. . (16 + 47) يا لعظمة الترتيب القرآني.
تعالوا نجمع أرقام ترتيب الآيات الـ 15 السابقة للآية المتوسطة في الترتيب. سنجد أن مجموعها هو 441، أي 7 × 63.
والآن إلى المجموعة الثانية، الآيات الـ 15 التالية للآية المتوسطة. سنجد أن مجموعها هو 945، هذا العدد هو أيضا من مضاعفات العدد 63، إنه يساوي 15 × 63.
أليس واضحا أن مواقع هذه الآيات محدد بنظام في غاية الإحكام؟
كل آية في مكانها الذي هي عليه في المصحف المتداول بين أيدينا (مصحف المدينة النبوية) ولا يمكن أن تكون في غيره.
إن توزيع هذه الآيات على هذا النحو هو أسلوب قرآني في الإحصاء والترتيب، يشد بعضه بعضا.
ولنتذكر هنا الإحصاء السابق المخزن في موقع الآية 13: إن أعداد آيات القرآن ابتداء من البسملة وحتى الآية 13، هو 4914. (4901 + 13)
العدد 4914 يساوي 63 × 78.
إنه يختزن إشارتين، واحدة إلى العدد 63 (نظام ترتيب الآيات) والأخرى إلى العدد 78 (عدد آيات سورة الرحمن).
(ومن الملاحظ هنا: إن مجموع أرقام ترتيب الآيات الـ 31 هو 1433. نلاحظ في العدد 1433 العددين 33 و 14 ومجموعهما 47، وقد عرفنا أن الآية المتوسطة جاءت في موقع الترتيب 47. ومما يذكر هنا أن آخر آية في ترتيب آيات القرآن رقم ترتيبها 78 هي الآية 78 في سورة الواقعة، وهي إحدى سور النصف الأول من القرآن. الملاحظة هنا أن عدد الآيات التالية للآية رقم 78 في سورة الواقعة وحتى نهاية النصف الأول من القرآن هو 47).
9 - تقسيم الآيات في سورة الرحمن:
... يتبع الجزء الثاني
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Apr 2008, 03:12 م]ـ
.. ويسأل البعض: هل نزل القرآن من أجل هذا؟
الجواب: لا .. ولكنه نزل مزودا بهذا الترتيب، كما نزل مزودا ببيانه وفصاحته ..
فكما أن لغته دليل على مصدره، فكذلك ترتيبه دليل على مصدره ..
ولعل صاحب هذا السؤال كغيره وهم ممن يعتقدون بأن بلاغة القرآن هي سر إعجازه الوحيد .. أقول:
القرآن كذلك لم ينزل من اجل البلاغة ..
نزل مزودا بتلك البلاغة للدلالة على مصدره. وحتى لا يأتي أحد فيدعي النبوة وأنه أوحي إليه كتاب إلهي.
المشكلة هي: أن كل ما أكتبه هو مما لم يسبقني إليه أحد .. إنها ضريبة الإبداع.
لو كتب أحد موضوعا عن الوضوء، لن تكون هناك مشكلة، فالكل يكتب عن الوضوء .. ولكن هل هناك من يكتب عن إعجاز الترتيب القرآني؟
إن ما كتبته عن سورة الدخان، وعن سورة المدثر، وما اكتبه الان عن الآية " فبأي آلاء ربكما تكذبان " يتطلب من محبي القرآن والحريصين عليه ان يكون لهم موقف أكثر تقديرا، وأنا لا أطالب إلا باحترام الحقيقة والحق.
¥