ثم يظهر الثناء على الله (عز وجل) بذكر صفات الله سبحانه وتعالى، يقول: (أنه الله الذي لاَ إله إلا هو، الذي لاَ عِدْلَ له معادل ولا مثلَ له مماثل، ولا شريكَ له مُظاهِر، ولا وَلدَ له ولا والد، ولم يكن له صاحبةٌ ولا كفوًا أحدٌ؛ وأنه الجبار الذي خضعت لجبروته الجبابرة، والعزيز الذي ذلت لعزّته الملوكُ الأعزّة، وخشعت لمهابة سطوته ذَوُو المهابة، وأذعنَ له جميعُ الخلق بالطاعة طوْعًا وَكَرْهًا، كما قال الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه)
فيصف الله عز وجل بأنه لا مثيل له، ولا شريك له في الظاهر ولا شريك له في الخفاء، ولا ولد ولا والد، ولا صاحبة له ولا زوجة، وليس له مثيل وليس له كفئ. فهو الجبار العزيز.
7ـ الاستشهاد بآيات قرآنية كريمة في المقدمة
يستشهد المؤلف في مقدمته بآيات قرآنية كريمة منها: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} [سورة الرعد: 15].
وفي مكان آخر من مقدمته يستشهد بالآية القرآنية الكريمة التالية: ({لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [سورة النساء: 165])
وفي مكان آخر من مقدمته يستشهد بالآية القرآنية الكريمة التالية: {مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ * وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [سورة المؤمنون: 33 - 34]
وفي مكان آخر من مقدمته يستشهد بالآية القرآنية الكريمة التالية {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [سورة المائدة: 16].
8ـ التحدث عن صفات البشر
ثم تحدث المؤلف في مقدمته عن صفات البشر الناقصة المحتاجة، يقول: (فكل موجود إلى وَحدانيته داع، وكل محسوس إلى رُبوبيته هاد، بما وسَمهم به من آثار الصنعة، من نقص وزيادة، وعجز وحاجة، وتصرف في عاهات عارضة، ومقارنة أحداث لازمة، لتكونَ له الحجة البالغة.)
9ـ بيان هدف إرسال الله للرسل
ثم يبين المؤلف هدف إرسال الله للرسل، يقول المؤلف: (ثم أرْدف ما شهدتْ به من ذلك أدلَّتُه، وأكد ما استنارت في القلوب منه بهجته، برسلٍ ابتعثهم إلى من يشاء من عباده، دعاةً إلى ما اتضحت لديهم صحّته، وثبتت في العقول حجته، {لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [سورة النساء: 165])
10ـ التحدث عن رسل الله عز وجل
بعد ذلك يبدأ المؤلف حديثاً مفصلاً عن الرسل، في العناصر التالية:
أـ تأييد الله للرسل بالمعجزات:
يوضح المؤلف أن الله أرسل مع الرسل ما يؤيد صدقهم، يقول:
(وليذَّكَّر أولو النهي والحلم. فأمدَّهم بعوْنه، وأبانهم من سائر خلقه، بما دل به على صدقهم من الأدلة، وأيدهم به من الحجج البالغة والآي المعجزة، لئلا يقول القائل منهم (1) {مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ * وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [سورة المؤمنون: 33 - 34])
ب ـ الرسل سفراء وأمناء على الوحي:
يوضح المؤلف أن الرسل سفراء الله وأمناء على وحيه، يقول المؤلف في مقدمته: (فجعلهم سفراءَ بينه وبين خلقه، وأمناءه على وحيه، واختصهم بفضله، واصطفاهم برسالته).
ج ـ تفضيل الله للرسل بعضهم على بعض:
ثم يوضح المؤلف أفضلية بعض الرسل على بعض ودرجات كل واحد منهم، ودرجة قربه من الله عز وجل، يقول: (ثم جعلهم -فيما خصهم به من مواهبه، ومنّ به عليهم من كراماته- مراتبَ مختلفة، ومنازل مُفترقة، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، متفاضلات متباينات. فكرَّم بعضهم بالتكليم والنجوى، وأيَّد بعضهم برُوح القدس، وخصّه بإحياء الموتى، وإبراء أولى العاهة والعمى).
د ـ تفضيل الله لسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)
¥