تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

17ـ بيان أهمية القرآن الكريم في تقويم حياة الإنسان

بعد ذلك يوضح المؤلف أهمية القرآن الكريم في تقويم حياة الإنسان بصفة عامة، يقول المؤلف: (ولا يجوز عن قصد المحجَّة تابعه ولا يضل عن سُبُل الهدى مُصَاحبه. من اتبعه فاز وهُدِى، ومن حاد عنه ضلَّ وغَوَى، فهو موئلهم الذي إليه عند الاختلاف يَئِلون، ومعقلهم الذي إليه في النوازل يعقلون وحصنهم الذي به من وساوس الشيطان يتحصنون، وحكمة ربهم التي إليها يحتكمون، وفصْل قضائه بينهم الذي إليه ينتهون، وعن الرضى به يصدرون، وحبله الذي بالتمسك به من الهلكة يعتصمون.

18ـ الدعاء بالتوفيق في إصابة التفسير

ثم يدعو المؤلف بأن يوفقه الله عز وجل في إصابة الهدف الذي يسعى إليه، يقول: (اللهم فوفقنا لإصابة صواب القول في مُحْكَمه ومُتَشابهه، وحلاله وحرامه، وعامِّه وخاصِّه، ومجمَله ومفسَّره، وناسخه ومنسوخه، وظاهره وباطنه، وتأويل آية وتفسير مُشْكِله. وألهمنا التمسك به والاعتصام بمحكمه، والثبات على التسليم لمتشابهه. وأوزعنا الشكر على ما أنعمتَ به علينا من حفظه والعلم بحدوده. إنك سميع الدعاء قريب الإجابة).

ثم يصلي المؤلف علي سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، مرة أخرى فيقول: (وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما).

19ـ إخبار الناس أن غاية العلم هو خدمة كتاب الله.

ثم يوضح المؤلف للناس هدف العلوم المختلفة وأنها جميعها يجب أن تخدم كتاب الله عز وجل، يقول: (اعلموا عبادَ الله، رحمكم الله، أن أحقَّ ما صُرِفت إلى علمه العناية، وبُلِغت في معرفته الغاية، ما كان لله في العلم به رضًى، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى، وأن أجمعَ ذلك لباغيه كتابُ الله الذي لا ريب فيه، وتنزيله الذي لا مِرْية فيه، الفائزُ بجزيل الذخر وسنىّ الأجر تاليه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيلٌ من حكيم حَميد).

20ـ بيان منهج التفسير الذي يتبعه في كتابه.

بعد ذلك يأتي المؤلف إلى الهدف من مقدمته وهو بيان المنهج الذي سوف يتبعه في تفسيره، يقول: (ونحن - في شرح تأويله، وبيان ما فيه من معانيه- منشئون إن شاء الله ذلك، كتابًا مستوعِبًا لكل ما بالناس إليه الحاجة من علمه، جامعًا، ومن سائر الكتب غيره في ذلك كافيًا. ومخبرون في كل ذلك بما انتهى إلينا من اتفاق الحجة فيما اتفقت عليه منه واختلافها فيما اختلفت فيه منهُ. ومُبيِّنو عِلَل كل مذهب من مذاهبهم، ومُوَضِّحو الصحيح لدينا من ذلك، بأوجز ما أمكن من الإيجاز في ذلك، وأخصر ما أمكن من الاختصار فيه).

21ـ الدعاء

بعد ذلك يته المؤلف بالدعاء إلى الله عز وجل بأن يكون هذا العمل مما يقرب لمحبة الله سبحانه وتعالى، يقول: (والله نسألُ عونه وتوفيقه لما يقرب من محَابِّهِ، ويبْعد من مَساخِطه. وصلى الله على صَفوته من خلقه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا).

22ـ بيان أول ما سيبدأ به في كتابه

ينهي المؤلف مقدمته ببيان أول ما سيبدا به كتابه، يقول: (وأولُ ما نبدأ به من القِيل في ذلك: الإبانةُ عن الأسباب التي البدايةُ بها أولى، وتقديمها قبل ما عداها أحْرى. وذلك: البيانُ عما في آي القرآن من المعاني التي من قِبَلها يدخل اللَّبْس على من لم يعان رياضةَ العلوم العربية، ولم تستحكم معرفتُه بتصاريف وجوه منطق الألسُن السليقية الطبيعية).

وبذلك فإن مقدمة الطبري لتفسيره مقدمة جامعة جمع فيها كل ما يتعلق بالإسلام من توضيح هدف المعجزة وهدف إرسال الرسل، وما تعرضوا له، وكذلك أفضلية بعضهم على بعض وتفضيل الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وتفضيل أمته، وفظ الله تعالى لكتابه الكريم، وهدف هذا الكتاب تقويم حياة الإنسان.

فمقدمة الطبري في تفسيره جامعة لمعظم تعاليم الإسلام التي يجب على الإنسان معرفتها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير