تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالأفعال كلها بالنسبة إلى قدرته ـ تعالى شأنه ـ متساوية في السهولة ..

وللعلم .. فإن الأمر مبنيّ على ما ينقاس عليه اًصول المتكلمين

ويقتضيه معقولهم، وذلك من أن الإعادة للشيء أهون من ابتدائه؛

وذلك لأن من أعاد منكم صنعة شيء، كانت أسهل عليه، وأهون من

إنشائها، فالإعادة محكوم عليها بزيادة السهولة.

وهناك جواب آخر:وهو: أن تكون أهون ليست للتفضيل؛ بل هي صفة بمعنى هيّن

كقولهم:

الله أكبر؛ أي: كبير

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[13 May 2008, 05:35 م]ـ

وفي كتاب:

الدر المصون، في إعراب الكتاب المكنون؛ لابن السمين الحلبي:

اعراب الآية رقم (27) من سورة (الروم):

{وَهُوَ ?لَّذِي يَبْدَؤُاْ ?لْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ ?لْمَثَلُ ?لأَعْلَى? فِي ?لسَّمَ?وَ?تِ وَ?لأَرْضِ وَهُوَ ?لْعَزِيزُ ?لْحَكِيمُ}

قوله: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}:

في "أَهْوَن" قولان،

أحدهما: أنها للتفضيل على بابِها. وعلى هذا يُقال: كيف يُتَصَوَّرُ التفضيلُ، والإِعادةُ والبُداءة بالنسبةِ إلى اللَّهِ تعالى على حدٍّ سواء!!؟

في ذلك أجوبة،

أحدها: أنَّ ذلك بالنسبةِ إلى اعتقاد البشرِ باعتبارِ المشاهَدَة: مِنْ أنَّ إعادَة الشيءِ أهونُ من اختراعِه لاحتياجِ الابتداءِ إلى إعمالِ فكر غالباً، وإن كان هذا منتفياً عن الباري سبحانَه وتعالى فخوطبوا بحسَبِ ما أَلِفوه.

الثاني: أنَّ الضميرَ في "عليه" ليس عائداً على الله تعالى، إنما يعودُ على الخَلْقِ أي: والعَوْدُ أهونُ على الخَلْقِ أي أسرعُ؛ لأن البُداءةَ فيها تدريجٌ مِنْ طَوْرٍ إلى طَوْر، إلى أنْ صار إنساناً، وَالإِعادةُ لا تحتاجُ إلى هذه التدريجاتِ فكأنه قيل: وهو أقصرُ عليه وأَيْسَرُ وأقلُّ انتقالاً.

الثالث: أنَّ الضميرَ في "عليه" يعودُ على المخلوق، بمعنى: والإِعادةُ أهونُ على المخلوقِ أي إعادتُه شيئاً بعدما أَنْشأه، هذا في عُرْفِ المخلوقين، فكيف يُنْكِرون ذلك في جانب اللَّهِ تعالى!!؟

والثاني: أنَّ "أهونُ" ليسَتْ للتفضيل، بل هي صفةٌ بمعنى هَيِّن، كقولهم: اللَّهُ أكبرُ [أي]: الكبير.

والظاهرُ عَوْدُ الضمير في "عليه" على الباري تعالى ليُوافِقَ الضميرَ في قوله: {وَلَهُ ?لْمَثَلُ ?لأَعْلَى?}.

قال الزمخشري: "فإن قلتَ: لِمَ أُخِّرَتِ الصلةُ في قوله {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} وقُدِّمَتْ في قولِه {هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}

قلت: هنالك قُصِدَ الاختصاصُ، وهو مَحَزُّه فقيلِ: هو عليَّ هيِّنٌ وإن كان مُسْتَصعباً عندك أن يُوْلَدَ بين هِمٍّ وعاقِر،

وأمَّا هنا فلا معنى للاختصاص. كيف والأمرُ مبنيٌّ على ما يعقلون من أنَّ الإِعادةَ أسهلُ من الابتداء!!؟

فلو قُدِّمَت الصلة لَتَغيَّر المعنى".

قال الشيخ: "ومبنى كلامِه على أنَّ التقديمَ يُفيد الاختصاصَ وقد تكلَّمْنا معه ولم نُسَلِّمه".

قلت: الصحيحُ أنه يُفيده، وقد تقدَّم جميعُ ذلك.

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[15 May 2008, 01:28 م]ـ

الإخوة الكرام

جاءني هذا الرد من الأخوةفي مركز نون للدراسات القرآنية

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في الآية 27 من سورة الروم: " وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ... ".

يقول الزمخشري عند تفسير هذه الآية:" وهو أهون عليه فيما يجب عندكم ويُقاس على أصولكم ويقتضيه معقولكم؛ لأنّ من أعاد منكم صيغة شيء كانت أسهل عليه وأهون من إنشائها ... ". ويقول الألوسي:" أهون للتفضيل، أي والإعادة أسهل على الله تعالى من المبدأ، والأسهلية على طريقة التمثيل بالنسبة لما يفعله البشر مما يقدرون عليه، فإنّ إعادة شيء من مادته الأولى أهون عليهم من إيجاده ابتداءً، والمراد التقريب لعقول الجهلة المنكرين للبعث وإلا فكل الممكنات بالنسبة إلى قدرته تعالى عز وجل سواء ... ".

ليس من السهل على المسلم الموحد المؤمن بطلاقة القدرة الإلهيّة أن يطمئن إلى مثل هذه التأويلات، ولا يزال في النفس منها شيء. والمتتبع لأقوال المفسرين يلحظ عدم اطمئنانهم إلى ما يقرّرونه من معنى للآية الكريمة.

الذي نراه أنّ الأمر أهون من ذلك، فليس في الآية الكريمة ما يُشكل، لأنّ (أهون) هنا يمكن أن تكون من الهوان. وقد ورد في الأحاديث الشريفة ما يدل على صحة ذلك لغة؛ جاء في الحديث المتفق عليه، في حق الدّجال: " هو أهون على الله من ذلك"، وجاء في الحديث الحسن الذي رواه الترمذي – عندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم شاة ميتة ملقاة- فقال:" الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها"، وورد في الحديث أيضاً:" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم". فحياة المسلم إذن أكرم على الله.

وعليه يمكن أن نفهم الآية الكريمة كالآتي:" وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وإعادة الخلق عنده أقل شأناً من ابتدائه. وهذا أمر مفهوم لأنّ إعادة الخلق تعني إرجاعه إلى الحالة التي كان عليها في البداية، والإعادة فرع عن البداية، ولا ننسى أنّ الأوليّة قد تعني الأولوية، انظر قوله تعالى:" إنّ أول بيت وضع للناس للذي ببكة". وعليه يمكن أن نستنتج من هذا التفسير أنّ بداية الخلق أكرم على الله من إعادته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير