وقال ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة: أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي. (2)))
إنما يصف قراءة النبي صلي الله عليه وسلم وليس بيان فضل الترتيل، وذكر المد
وأظن أن المد من أحكام التجويد!!.
وقول فضيلته: "فإن المسلمين قد أجمعوا على أن جميع الشرائع العلمية تجب على العبد بحسب قدرته، وأن العاجز عن الكمال لا يسقط عنه ما يقدر عليه ولو على وجه ناقص،)) ا. هـ
فقد تقدم الجواب عليه في المداخلة السابقة عند قول د/جلغوم:هل كل هؤلاء آثمون؟؟
وقول فضيلته: "ومعلوم أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه سهلة وافية بالمقصود لا يتكلف فيها كما يفعله كثير."ا. هـ
لست أدري من أين علم د/طارق سهولة قراءة النبي صلي الله عليه وسلم؟؟ فلا بد من نقل، وهذا النقل تواتر إلينا بهذه الطريقة، فلا يمكن أن نقول إنهم أدغموا بلا سماع أو مدوا بلا سماع أليس كذلك؟؟ وفي النشر ما يشفي الغليل في رد ابن الجزري علي ابن الحاجب فارجع إليه.
قال فضيلته "وقراءة النبي صلى الله عليه وسلم في بعض ركعات صلاته بسور البقرة وآل عمران والنساء، تُثْبتُ لنا عدم التزامه بما التزموه من التجويد، لأنه لو قرأ هذه السور حسبما يقرؤونها اليوم، لاستغرقت الركعة أكثر أجزاء الليل، أو جميعه، بحيث لا يستطيع أحد الوقوف معه، ولا يمكن أن تقره سماحة الدين.)) ا. هـ
هل هذا استدلال يقبله العقل؟؟ ألم تكن لياليهم مباركة؟؟ فإن لم تكن قراءة النبي صلي الله عليه وسلم بالتجويد فكيف يتعقب ابن مسعود ويمد "الفقراء" وكيف ينسبه ابن مسعود للنبي عليه السلام؟؟ والحديث صححه اللألباني،، وماذا يقول د/ طارق لو قيل بصلاة عثمان رضي الله عنه بالقرآن كله في ليلة؟؟ فظهر فساد هذا القول وهذا الاستدلال.
وقول فضيلته:ولو طلب من هؤلاء أو من أشياخهم إلى الأبد إقامة دليل عن الله ورسوله على إيجاب الإدغام الذي توالوا بوجوبه في مواضعه المزعومة عندهم، .... )) ا. ه
استغفر الله العظيم من هذا الكلام، هل القرآن يقرأ بغير نقل؟؟ فأبو عمرو ناقل باب الإدغام لم ينقل حرفا إلا بأثر، ولو علم طريقة نقل القراء لما قال هذا القول .. وهذا يقال فيه ما قاله أبو حيان: وإنكار هؤلاء فيه نظر، لأن أئمة القراءة لم يقرأوا إلاَّ بنقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومتى تطرق إليهم الغلط فيما نقلوه من مثل هذا، تطرق إليهم فيما سواه، والذي نختاره ونقوله: إن نقل القراآءات السبع متواتر لا يمكن وقوع الغلط فيه.) ا. هـ
وقال أيضا: وأعجب لعجمي ضعيف في النحو يرد على عربي صريح محض قراءة متواترة موجود نظيرها في لسان العرب في غير ما بيت وأعجب لسوء ظن هذا الرجل بالقراء الأئمة الذين تخيرتهم هذه الأمة لنقل كتاب الله شرقاً وغرباً، وقد اعتمد المسلمون على نقلهم لضبطهم ومعرفتهم وديانتهم.) ا. هـ
وأكتفي بهذا القدر وفي مرة قادمة أتناول بقية المقال بإذن الله.
والسلام عليكم
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[07 Nov 2008, 12:46 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول، وبعد،،،
الآية صريحة في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع نهج القراءة الذي نص عليه الرحمن بقوله "فإذا قرأنه" والمتأمل لسبب نزول الآية يتورع عن الحكم بفساد الاستشهاد المذكور،
الأمر الثاني، ليس مجرد قراءة كثير من الناس العجم منهم والأميين للقرآن بمهارة، وهم ليسوا على دراية بعلم التجويد النظري دليل على فساد الاستشهاد المذكور. كلنا يعلم أن تفصيل علم التجويد على النحو الذي عليه الآن متأخر عن نزول القرآن وحمله في الصدور وقراءته وكتابته، فقاريء القرآن وإن كان لا يعلم تفصيل حكم التجويد نظريا إلا أنه ماهر به عمليا وإن سمع ما يخالفه أدرك الشذوذ والنشوذ في القراءة وأسرع إلى تصويب القاريء،
والآية تأمر صراحة باتباع القراءة، وهذا لا يكون إلا عن حسن إنصات وتلقي واتباع بلا ابتداع في القراءة أو إهمال لصفة القراءة المسموعة أو غيره،
يفيد الأمر "فاتبع قرآنه" المراقبة البصرية والسمعية والمحاكاة اللسانية والهيأة النطقية، وعليه يصح الاستشهاد المذكور،
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[07 Nov 2008, 09:15 ص]ـ
بارك الله في الأخوة وفي الأقوال المطروحة حوله, ولي سؤال واحد: ما هو الدليل على أن الخطاب في الآيات للرسول الكريم؟ الظاهر من سياق الآيات أن هذا القول سيكون يوم القيامة للإنسان صاحب الأعذار وليس في الدنيا للرسول!
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[05 Mar 2009, 08:45 ص]ـ
بارك الله في الأخوة وفي الأقوال المطروحة حوله, ولي سؤال واحد: ما هو الدليل على أن الخطاب في الآيات للرسول الكريم؟ الظاهر من سياق الآيات أن هذا القول سيكون يوم القيامة للإنسان صاحب الأعذار وليس في الدنيا للرسول!
قال ابن كثير: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} أي: إذا تلاه عليك الملك عن الله عز وجل، {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} أي: فاستمع له، ثم اقرأه كما أقرأك،) انتهي
وثبت في الصحيح عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعالج من الوحي شدّة، فكان مما يحرّك لسانه، فأنزل (4) الله هذه الآية (5) يعني: أنه، عليه السلام، كان إذا جاءه جبريل بالوحي، كلما قال جبريل آية قالها معه، من شدّة حرصه على حفظ (6) القرآن، فأرشده الله تعالى إلى ما هو الأسهل والأخف في حقه؛ لئلا يشق عليه. فقال: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} أي: أن نجمعه في صدرك، ثم تقرأه على الناس من غير أن تنسى منه شيئًا، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} وقال في هذه الآية: {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} أي: بل أنصت، فإذا فرغ الملك من قراءته عليك فاقرأه بعده، {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} أي: زدني منك علمًا.
تفسير ابن كثير