تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يتمثل في نبل يقترب بقدر الإمكان من الكمال، مقروناً بالسرور وبالأمل (ص 674).

الخاتمة

يختم العلامة محمد عبد الله دراز حديثه عن الأخلاق النظرية قائلاً " لو افترضنا أن الإنسانية سوف تبقى أبداً، وأنها سوف تغير ظروف حياتها إلى ما لا نهاية، فإننا نؤمل أن تجد في القرآن أنى توجهت قاعدة لتنظيم نشاطها أخلاقياً، ووسيلة لدفع جهدها، ورحمة للضعفاء، ومثلاً أعلى للأقوياء. وأدنى ما يمكن أن نقوله في الأخلاق القرآنية: إنها كفت نفسها بنفسها على وجه الإطلاق، فهي أخلاق متكاملة" (ص 684).

وبدورنا في ختام هذا العرض الشامل يمكننا القول إن دراسة الأخلاق من خلال القرآن تمثل مدخلاً أساسياً لفهم النظرية الأخلاقية في الإسلام، وبالتالي فهم كثير من المشكلات التي تحول بين المسلمين وبين تمثل تلك الأخلاق، فهي أخلاق متكاملة ولا بد من التعامل معها ككل، وتمثل دراسة الدكتور دراز نقلة نوعية في دراسة الأخلاق في الإسلام، لكنها التبست بمداخل الفلسفة الأخلاقية الحديثة وفرضت المقارنة عليه الانطلاق في التأصيل من مصطلحات غير قرآنية، لكن دراسة أخرى قريبة العهد به شكلت نقلة نوعية أيضاً في دراسة الأخلاق القرآنية، وهي دراسة الباحث الياباني توشيهيكو إيزوتسو حول "المفهومات الأخلاقيّة ـ الدّينيّة في القرآن" Ethico – Religious Concepts in the Quran ، وتميزت باكتشاف المنظومة القرآنية للأخلاق من خلال المفهومات القرآنية لكنها اقتصر على الأخلاق الدينية، ولعل الدكتور دراز كان يطمح أن يقوم بعمل من هذا النوع، أعنى أن تكون دراسته قرآنية بحتة، لكن شروط البحث الجامعي اقتضت منه المقارنة، ومع ذلك فإن كلا الدراستين لم تحظ بالاهتمام الذي يليق بهما رغم مضي زمن على صدورهما، ولعل مرور نصف قرن على رحيل الشيخ دراز يكون فرصة لإعادة الاهتمام بأعماله، وكذلك صدور ترجمة عربية لكتاب المرحوم ايزوتسو [3] توفر فرصة للتعرف على إنتاجه المهم، وبالخصوص في مجال دراسة الأخلاق القرآنية.

ـــــــــــــــــــ

(*) أعد هذا العرض لموقع ببليوإسلام

الإحالات:

[1] انظر: عبد الرحمن حللي، نصف قرن على رحيل محمد عبد الله دراز، موقع الملتقى الفكري للإبداع http://www.almultaka.net/index.php).

[2] ألف الأصفهاني كتابه لبيان مكارم الشريعة التي يستحق بها الإنسان أن يوصف بكونه خليفة الله، وقد نقل صاحب كشف الظنون أن الإمام الغزالي كان يستصحب كتاب الذريعة دائماً ويستحسنه لنفائسه, والغزالي عموماً متأثر بكتب الراغب وينقل عنها.

[3] ترجم الكتاب الأستاذ الدكتور عيسى علي العاكوب، وقدر صدرت الترجمة هذا العام عن دار الملتقى بحلب، وكان المترجم عرَّب كتاب إيزوتسو الآخر "بين الله والإنسان في القرآن: دراسة دلالة لنظرة القرآن إلى العالم"، وقد صدر عن نفس الدار عام 2007.

ـ[أبو المهند]ــــــــ[01 Jun 2008, 07:01 م]ـ

عرض موجز جيد وتفصيل البحث الممتع للدكتور محمد عبد الله دراز وحيد عصره وفريد دهره، أكثر إمتاعاً، خاصة أن الشيخ المرحوم ـ بإذن الله تعالى ـ والذي وافته المنيَّة في مؤتمر في باكستان كالشيخ الغزالي الذي وافته المنية في مؤتمر الجنادرية بالرياض، كان ملهما فيما كتب إذ أنه لم يكن من المكثرين إلا أنه كان من الموفقين، ولنا أن نقف على مدى موسوعية الشيخ من خلال عطاء الرحمن له في كتابه " النبأ العظيم نظرات جديدة في تفسير القرآن " لكأنه تنزيل من التنزيل أو قبس من الذكر الحكيم.

شكر الله للأستاذ محمد بن جماعة وأثابه خيراً كثيراً.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير