تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - فقه الواقع: أو ما يمكننا الاصطلاح عليه بالواقع الثقافي للأمة الإسلامية خاصة، والبشرية عامة، باعتبار القرآن الكريم رسالة عالمية، يقتضي دراسة الواقع المعيش دراسة علمية و موضوعية تعتمد مبادئ البحث الميداني وآلياته، والمفروض أن مثل هذه الأعمال تحتاج إلى فريق بحث متعدد التخصصات: علم الاجتماع، وعلم النفس، وعلم الاقتصاد، وعلم السياسة، والعلوم الشرعية، والثقافة و الفكر.

ومن هنا يتضح أن الأمر ليس بالهين، و لكنه ليس مستحيلا متى صحت العزائم، بحيث يمكن تكوين فريق بحث متعدد التخصصات، ومنسجم، ومتكامل، يمكنه وضع خطة عمل والشروع في تنفيذها.

3 - دراسة التفاسير الموجودة بين أيدينا دراسة علمية رصينة تكشف اللثام عن صلة التفسير بالواقع الثقافي للمفسر، بغية الوقوف على كيفية تنزيل النص على الواقع، وماهي الآثار الإيجابية للواقع على التفسير، وتمييزها عن الآثار السلبية. وهذا يحتاج منا إلى وضع ضابط علمي وموضوعي يمكننا من ذلك، ونحن نقترح أن يكون مذهب أهل السنة في التفسير، و ذلك بناء على تجربة سابقة في البحث في المجال، واستشارات موسعة لأهل العلم و التخصص.

إن ربط التفاسير بواقع المفسر هي الحلقة الغائبة اليوم في دراستنا للتفاسير، اللهم بعض الأعمال الجزئية واليتيمة:

أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير الحديثة: أحمد بزوي الضاوي، رسالة ماجستير، نوقشت بجامعة القاهرة، كلية دار العلوم، قسم الشريعة الإسلامية، تخصص علوم القرآن والتفسير، تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد بلتاجي، و الأستاذ الدكتور نبيل غنايم.

نوقشت سنة 1987 م.

أثر الواقع الثقافي في أهم التفاسير المغربية في القرن الرابع عشر الهجري للأستاذ عبد الهادي السبيوي، رسالة ماجستير، نوقشت بجامعة شعيب الدكالي كلية الآداب، شعبة الدراسات الإسلامية، وقد كنت مشرفا على هذه الرسالة، نوقشت سنة 1999م.

إن هذه الدراسات تنتهي بنا إلى اكتشاف نتيجة مهمة:

التفسير مشروع حضاري يتوخى تنزيل النص القرآني على الواقع،

بغية تعبيد الحياة كل الحياة لله رب العالمين.

4 - إدراك الواقع في كل تجلياته: أي المعرفة العلمية والموضوعية بالواقع المعيش، مع الاستفادة من أصول الفقه: فقه الأولويات، فقه التدرج، فقه المآلات.

5 - فريق البحث: إن هذا المشروع لا يمكن للأفراد النهوض به إلا في حدود جزئية، أما البحث العلمي الدقيق والشامل فيحتاج إلى فريق بحث إن لم نقل فرق البحث. وهذا الأمر يكشف عن عوار منظومتنا التعلمية عامة والجامعية خاصة، حيث لم نستطع تكوين فرق البحث، لأننا بكل بساطة لم نتعلم العمل في إطار فريق البحث. مما يحتم علينا اليوم إيلاء أهمية خاصة لتكوين كفاءات علمية متعددة التخصصات، و قادرة على العمل في إطار فريق بحث متكامل و منسجم.

إنها إحدى المهام الكبرى الملقاة علينا اليوم كجامعيين.

وفقنا الله جميعا لخدمة كتابه الكريم.

و تفضلوا أخي العزيز بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير