تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jun 2008, 08:00 ص]ـ

سبحان الله العظيم.

نحن بطبيعة الحال نشك في أي عمل يصدر عن اليهود يتعلق بديننا ولنا مبررات كثيرة معقولة لهذا الشك والتوجس، لكن الفكرة التي أشارت إليها الطالبة فكرة جيدة ويمكن من خلال تطبيقها استخراج الآيات التي تتعلق بالجانب التربوي في القرآن الكريم وهو ما كتب عنه بعض الباحثين تحت عنوان (التفسير التربوي للقرآن الكريم) كالأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري وغيره، وهو موضوع لا يزال في حاجة إلى عناية وخدمة، ومن أمثل من رأيته يتناول الموضوعات التربوية من خلال القرآن على وجازة كتاباته تلك هو الأستاذ الدكتور ماجد عرسان الكيلاني وفقه الله (1).

وكما قال الدكتور البحراوي: (هناك عدة نقاط لابد من استيفائها، من أهمها الإطلاع على نسخة الكتاب المتداولة، ومراجعة النص القرآني وتفسيره المقدم من جانب علماء التفسير في الجامعات الاسلامية المتخصصة، ونوعية الآيات القرآنية المختارة دون سواها من القرآن، ووقتها نستطيع ادارك الحقيقة الكامنة وراء هذا الكتاب) وهذا إنصاف منه قبل إصدار الحكم على العمل العلمي نفسه، وليتنا نرى نموذجاً من هذا التفسير لنستطيع الحديث في الجانب العلمي والمنهجي فيه.

والله المستعان على هذا الزمان العجيب الذي تدعم فيه إسرائيل نشر كتاب في تفسير القرآن الكريم، في حين تضع المؤسسات الإسلامية العراقيل الكثيرة دون إنجاز بعض المشروعات العلمية في خدمة القرآن وهي تظن بذلك أنه تحسن صنعاً. ولكن ثقافة البحث العلمي في الغرب أكثر حيوية منها عندنا في هذا الزمان.

وقد حدثني أحد جيراني وهو من المعنيين بالاستثمار وتوطينه في السعودية ومحاولة التبشير بالاستثمار في السعودية لدى الخارج أنه ذهب ليعرض على أحد العلماء المسلمين المتميزين العمل في مشروع كبير واعد يتم الإعداد له في السعودية لاستقطاب الكفاءات من العلماء والباحثين فبعد أخذ ورد رفض العالم المسلم العرض المقدم، وقال له: عندما أقدم هنا في أمريكا لتبني بحثي أو اختراعي الذي يكلف ثلاثة ملايين دولار فإنني أعطى ستة ملايين دولار دون تردد. في حين لو تقدمت به لكم لاتهمتموني مباشرة بأنني لص وحرامي، وسوف نبقى في مماكسة ومفاوضة حتى لا يبقى ما يفي بالغرض على وجهه كأنني أبيع بامية! وشتان بين الثقافتين.

وذكرني هذا بموقف طريف عندما كنت أناقش ميزانية بند البحث العلمي في جامعة من الجامعات السعودية مع الممثل المالي في وزارة المالية فعرضتُ عليه الميزانية المتوقعة بعد دراسة علمية للاحتياج الفعلي، فأخذ يماكسني في المبلغ ويخفضه حتى اختصره إلى الربع وظن أنه بهذا يوفر على الدولة أموالها، فقلتُ له بكل بساطة: إذن فلا داعي للميزانية أصلاً حيث لن تفي بالغرض ولن تساعد على البدء في أي مشروع علمي بحثي، وإذا كنت ترى نفسك - وأنت لا تملك إلا القدرة على المماكسة مثل أي تاجر يبيع ويشتري - حكماً ومتحكما في ميزانيات البحث العلمي في الجامعات فعلى البحث العلمي السلام! فلم يعرني اهتماماً وذهب إلى مكتبه جذلان بما حفظ من أموال الدولة كما يقول.

وذهبت بعدها لرئيسه المباشر وقلت له: لن يمسني شخصياً أي أذى بتعنتكم في اعتماد الميزانية الفعلية للبحث العلمي للجامعة فهذا شأن يهم المجتمع بأسره والجامعة بأسرها، وأنا راتبي لن ينقص منه ريال واحد بفعلكم هذا، وظنكم أنكم قد وفرتم على الدولة مالها بطريقتكم هذه ليس في محله وهذا جناية على البحث العلمي في الجامعات التي هي المحاضن الفعلية للبحث العلمي وتطويره، لكنني الآن عرفت سر تخلفنا في البحث العلمي وعجز ميزانياته دوماً. والحديث في هذا ذو شجون، واقرأوا إن شئتم كتاب (هجرة العلماء من العالم الإسلامي) لمحمد عبدالعليم مرسي وكتاب (نزيف العقول) ففيه تفاصيل حول هذه المعضلة التي نعانيها في العالم الإسلامي من معوقات ومحبطات البحث العلمي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير