كما أنه لا يلزم ضرورة أن نكون متوافقين في الأفكار المطروحة مع كل من يطرح، ولو عملنا هذا لضاقت علينا الدائرة، ولصرنا في صندوق صغير في هذا الفضاء الكبير، ونحن نحب أن نكون للعالمين، وليس لفئة دون فئة، فإن استطعنا أن نوصل رسالتنا إلى الناس، فهذه أمنية نتمنها، ونسعى إليها.
ومع هذا فإننا حينما نرى أن الموضوع سيدخلنا في إشكالات نحن في غنى عنها؛ نجتهد في حذفه، وياليت صدوركم تتسع لذلك، وتعلموا أننا إن أصبنا؛ فمن الله، وإن أخطأنا؛ فمن عند أنفسنا، وليسعنا فضاء الإسلام الرحيب في التعاذر والتغافر.
وأحب أن يكون عندكم ـ حفظكم الله ـ وعند جميع الأعضاء هذا المبدأ، وأتمنى أن لا تبخلوا علينا بمثل هذه الملاحظات، فما وقفنا على هذا الملتقى ليكون لنا نحن فقط، إنما نحن نديره لكم، ونتمى أن نحسن الإدارة والتوجيه.
أما ما ذكرتم من قولكم: (أما المواقع الإسلامية فقد وقعت في هوة الشعور بقدسية التراث وأنه كالوحي المنزل القرآن والحديث النبوي، ذلك الشعور الذي يقيد المسلم عن الارتباط بالقرآن والحديث ويثاقل به عن البحث العلمي ومنه تدبر القرآن الذي خوطبت به البشرية جميعا منذ نزل القرآن إلى آخر الحياة الدنيا).
فأحب ـ يا أخي الكريم ـ أن نكون وسطًا في هذا، فليس كل اجتهاد منَّا يكون إبداعًا، وأنتم قد نلتم شرف العلم، وترون كم مَّرت هذه القرون على المسلمين، وهم ينهلون من علمائها المحققين، ويشربون علمهم صفوًا عذبًا زلالاً، فتركُ ما وصولوا إليه أو الإعراض عنه أو نقده بغير علم = ليس هو السبيل الصحيح، ولا أظن أن هذا يخفاكم، وأني أرى أن الأمر كما قال القائل:
نبني كما كانت أوئلنا تبني ... ونفعل (فوق) ما فعلوا.
فما بناه الأوائل أصل نعتمده، ونجتهد في البناء عليه والتصحيح فيه.
وأما ما يتعلق بمقالكم ("نعم إن من القرآن ما لا يعلم أحد اليوم معناه ")، فالموضوع يحتاج إلى تحليل ومناقشة، ولست أرى ما توصلتم إليه ـ بارك الله فيكم ـ، ولعلي أتمكن من العودة إلى نقاش هذا الموضوع معكم مرة أخرى، إن شاء الله تعالى.
وإني لأسأل الله الكريم أن يجمعنا على الحق، وأن يرفع عنا الشحنا والبغضاء، وأن يرينا في أنفسنا وأهلينا وإخواننا ما يحبه من عباده الصالحين.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[12 Jul 2008, 07:05 م]ـ
أخي مساعد الطيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأهنئك على هذا التعاطي الكبير والجميل مع ملاحظاتي
وإني لفخور بأسلوبك الهادئ المتواضع الذي جعلني أتراجع وأسحب ما وجدت من موجدة
وألتمس لكم العذر فيما حذفتم من قبل من مشاركاتي.
وأسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن يتواصون بالحق وبالصبر وممن يهتدون بالقرآن إلى التي هي أقوم وإلى الرشد
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Jul 2008, 12:49 ص]ـ
[مساعد الطيار] وليسعنا فضاء الإسلام الرحيب في التعاذر والتغافر. عبارة كبيرة في معناها، عظيمة في مرماها، سخية في مبناها، أشكر د. مساعد عليها، وعلى ما تفضل به عموماً.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[13 Jul 2008, 06:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمّا أنا فأشهد بالله غير محاب ولا متردد أني ما رأيت مثل موقع أهل التفسير في الانضباط والتجديد وسعة الأفق مع الأدب في المناقشة والعرض وسعة الصدر في المسائل العلمية
وأكثر من ذلك أنه موقع خدمي للباحثين وطلاب العلم متجرد من كل التبعيات والإعاقات التي نشتكي منها في الجامعات والمعاهد والمؤسسات عادة
وهو مع ذلك يخدم شريحة لم أكن أتصور مداها إلا بعد المشاركة فيه من حيث المستوى العلمي والرقعة الجغرافية والتباين في السن ونمطية التفكير مما جعله ثريا نديا
فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء
ونعترف بتقصيرنا تجاه إعانتهم على هذه المهمة العظيمة
ونسأل الله أن يخلف ويبارك لهم في المال والجاه والوقت والعلم والذرية
وأن ينفعهم به يوم لا ينفع مال ولا بنون
وأوصي إخواني بكثرة الدعاء لهم سرا وعلانية فهم والله قدواتنا في النجاح والمثابرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 06:31 م]ـ
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
شكر الله لكم جميعاً هذا النقد العلمي البناء، وهذا التشجيع على المزيد من العطاء.
نحن بأمس الحاجة إلى أن نكون فريقاً علمياً واحدا متكاتفاً للارتقاء بالملتقى من حيث:
- جودة الموضوعات المثارة للنقاش.
- أسلوب النقاش والحوار العلمي، حيث ينبغي أن يكون أهل الملتقى هم النموذج المحتذى في لغة الحوار الراقية، وسعة الأفق في النظر، والرغبة في الوصول للحق.
- التعاون في إنجاز المشروعات العلمية النافعة بشكل علمي وإيجابي.
وأنا على ثقة أن المتخصص في الدراسات القرآنية الذي يقرأ أو يشارك في هذا الملتقى لديه الكثير من الأفكار والموضوعات التي يمكنه أن يفيد إخوانه من خلالها، وهي فرصة ثمينة لتبادل الرأي العلمي حول الكثير من القضايا.
نسأل الله أن يجعلنا جميعاً مفاتيح للخير، متعاونين عليه.
¥