ويعني حرف الأعراف أن الذي سيبعثه رب العالمين ليسوم بني إسرائيل سوء العذاب هو رجل من عامة الناس سيبلغه ربه الغفور الرحيم من الأسباب والتمكين ما يبلغ به من الملك أكثر وأكبر مما أوتيه بنو إسرائيل من قبل وما لم يكن يقدر على مثله لنفسه، كما بينت في كلية الآيات وكلية النصر في القتال في سبيل الله.
ويعني حرف الكهف أن تأخير العذاب عن المكذبين الذين عاصروا نزول القرآن وعن أهل الأرض بما كسبوا من الظلم إنما بمغفرة ربنا ورحمته ولا يقدر على مثله أهل الأرض لأنفسهم.
العزيز الحكيم
وإن اسم الله "العزيز" حيث وقع الكتاب المنزل في سياق ما كلّف الله به العباد فإنما للدلالة على قضاء قضى الله به وحكم حكم به كرهه كثير من الناس، رغم ما فيه من الحكمة البالغة كما هي دلالة اسمه "الحكيم" بعد اسمه "العزيز" وإنما هو تكليف قضى به الله فمن شاء أطاع ومن شاء عصى كما في قوله:
• ? ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم {البقرة 220
• ? ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم {البقرة 228
• ? والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم {البقرة 240
• ? والسارقة والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم {المائدة 38
ولقد كره كثير من الناس صيانة الشرع أموال اليتامى.
وكرهوا درجة الرجال على النساء.
وكرهوا أن تتزوج امرأة سيدهم بعد موته ولو كانت دون سن العشرين.
وكرهوا قطع يد السارق وعدوه تجاوزا في حقه.
وإن اسم الله "العزيز" حيث وقع بعد في الكتاب والقرآن فإنما لبيان قضاء قضى به بين الفريقين وعد بإنفاذه، ودلالة اسمه "الحكيم" بعده تعني أن لإنفاذ القضاء الموعود ميعادا متأخرا لحكمة بالغة، ومنه قوله:
• ? إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم {لقمان 8 ـ 9
• ? ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم {غافر 8
• ? إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم {المائدة 118
• ? ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم {البقرة 129
• ? وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم {التوبة 40
• ? يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم {النمل 9
ويعني دعاء حملة العرش ومن حوله وعيسى وكلهم من المقربين أنهم تعلقوا بقضاء الله يوم القيامة ووعده أن يغفر للمؤمنين، وإنما سألوا الله ما علموا منه أنه من قضائه ووعده وكذلك كان دعاء إبراهيم وإسماعيل إذ علما بالوحي إليهما أن الله سيبعث في مكة رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم فتعلقا بقضاء الله ووعده الذي كرهه المشركون من قريش وقالوا كما في قوله} وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم {الزخرف 31.
وكره أهل الكتاب كذلك أن يكون خاتم النبيين r من غيرهم.
ولما سأل نوح ما لم يعلم من قبل أنه من قضاء الله ووعده أوحي إليه كما في قوله} فلا تسألنّ ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين {هود 46 وكما بينته مفصلا في الدعاء من تفصيل الكتاب.
ويعني حرف التوبة أن الله قضى ووعد أن تكون كلمته هي العليا، وهو وعد سيتم بقوّة الله لا بجهود المؤمنين كما في قوله} كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز {المجادلة 21.
ويعني حرف النمل أن الله وعد نبيا قبل موسى ـ ولعله والله أعلم يوسف الذي أدخل بني إسرائيل مصر ـ أن سيرسل رسولا من بني إسرائيل في مصر ليخرجهم منها إلى الأرض المقدسة التي كتب الله لهم، وقد تم ذلك الوعد بعزة الله رغم تأخره حتى ذاق بنو إسرائيل سوء العذاب من فرعون، وإنما تأخر لحكمة بالغة، وهكذا كان إخراج بني إسرائيل من مصر هو أول ما أمر به موسى فرعون لما جاءه وهو رسول من رب العالمين كما في قوله} فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم {طه 47 وقوله} فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل {الشعراء 16 ـ 17 وقوله} وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل {الأعراف 104 ـ 105.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 Jul 2008, 06:37 م]ـ
هذه جزئيات من مقمة التفسير قد نشرتها سابقا ولم أشأ بعد نشر التالي من التفسير
لإدراكي أنه ثورة ستنسف كثيرا من التراث الإسلامي بالدليل الشرعي القرآن والحديث النبوي، ولأجل الإنصاف فقد نشرت هذه الجزيئات لتسهيل إبطالها ودحضها بالدليل الشرعي القرآن والحديث النبوي لا غيرهما من المألوف لدى الناس ولأرجع وأعلن الرجوع.
وإلا يبطل السادة المتخصصون هذه الجزئيات بالقرآن والحديث فسأنشر بحوثا في التفسير ستحدث زلزالا في التفسير والعقائد وليعلم الناس أن القرآن أعمق مما تصوروا وأن الأمة لم تتدارسه بعد
¥