تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

• ? أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدّا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا {مريم 77 ـ 79

• ? لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق {عمران 181

• ? وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون {الزخرف 19

• ? ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون {الأنبياء 94

• ? وإنّ عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون {الانفطار 10 ـ 12

وتعني هذه المثاني وغيرها أن أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقوم الحساب.

أعودُ وقد أذنتم لي من قبلُ بالسؤال عما أشكل علي لأبدأ من حيثُ انتهيتُ بالسؤال عنه وهو أنَّ من العجيب عندي التصريحُ بأنَّ من القرآن ما لم يشإ الله لأحد من خلقه فهمهُ قبلكم.

ثمَّ أستشكلُ أيضاً وأقول:

ما بالكم يا شيخنا الكريمُ سردتمُ الآيات التي جيء فيها بأفعال المضارعة في سياق الكتابة للأعمال وإحصائها , وتركتمونا حيارى أمام غيرها من آيات القرآن التي جاءت فيها آيات كتابة الأعمال وتسطيرها وإحصائها بصيغة المضارع في الحياة الدنيا أو الماضي , إذ تعوَّدنا من أئمة الإسلامِ سلفاً وخلفاً عند التأليف أن يدرأ أحدهم في الغالب ما يظنُّ وروده على ذهن القارئ من استشكالات تعيق فهمه للتأليف واستفادته منه , فكيف بالاستشكالات المتيَقَّنة.

قال الله تعالى (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد) فالتعبير جاء بالماضي (أحصاه)

وقال تعالى (وإذا الصُّحف نُشرت) وجاء نشرُ الصُّحف هنا في سياق أهوال الساعة من تكوير الشمس وانكدار النجوم وغيرها , ولم يذكَر فيها كتابةٌ في الصحف بل ذكر النَّشر الدالُّ على طيها من قبلُ على ما دونته الكتبةُ فيها من أعمال بني آدم.

وقال تعالى (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) أي عندهم وهذا لا يكون إلا في الحياة الدنيا.

وقال تعالى (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) ومعلومٌ ما للتعبير بـ (كُنَّا) من دلالةٍ على المُضي.

وقال تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)

وقال تعالى (وكل شيء أحصيناه كتابا)

وقال تعالى عن المشركين (ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها).

فائدة:

قال الزمخشري -عفا الله عنه وغفر له - دافعاً الاستشكال في الآيات التي جاء التعبير في كتابة الأعمال فيها بالمضارعة كقول الله تعالى (سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مداً) ما نصه:

فإن قلت: كيف قيل: " سنكتب " بسين التسويف وهو كما قاله كُتِبَ من غير تأخير قال الله تعالى: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "؟

قلت: فيه وجهان:

أحدهما: سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله على طريقة قوله:

(إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمةٌ) أي تبيَّن وعُلِم بالانتساب أني لست بابن لئيمة.

والثاني: أن المتوعد يقول للجاني: سوف أنتقم منك يعني أنه لا يخل بالانتصار وإن تطاول به الزمان واستأخر فجرد ههنا لمعنى الوعيد.

ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 Jul 2008, 12:14 م]ـ

نعم، هكذا يكون النقاش في جزئيات المسائل العلمية بعيدا عن تصوير وتصور النوايا والمقاصد وافتراض التزكية بأن لازم بحوثي أني اطلعت على ما غاب عن الأمة كلها، وهل يسلم من الحساب من كتم علما خشية أن يتهم بتلك التهم التي لا تعني في ميزاني شيئا.

أما ما اعترضت به من الأدلة فلا أسلم باحتجاجك به بل إن احتجاجك بصيغ الماضي الذي يراد به المستقبل أقوى وأفصح من احتجاج الزمخشري عندي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير