ولذلك صرفوا (عريانا) لكون مؤنثه عريانة فلا يقال رجل عريان وامرأة عريا كما قالوا سكران وسكرى والله أعلم
[اختلط على المؤلف فُعلان بـ فَعلان]
346
لكن رأيت الإمام موهوب بن الجواليقي قد جر مميز خمسين في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لكل خمسين امرأةٍ قيم واحد) وجدنا ذلك كذلك بخطه في غير موضع من مسند الإمام أحمد بن حنبل / رضي الله عنه الذي كتبه وهو موجود بخزانة الكتب بمدرسة الشيخ عبد القادر الجيلي رحمه الله تعالى وراجعت في ذلك جماعة من فضلاء النحويين، فمنهم من أحجم عن الجواب، وقال: ما أعرف ذلك، ومنهم من منع جوازه، ومنهم من أجازه ووجهه، فقال: وهذا وإن كان يخالف ظاهر الاستعمال فإنه جائز لغة وغير ممتنع عربية، ومن أوجه جوازه أن يكون قد حذف منه (من) الجارة، وأصله (خمسين من امرأة) / فحذف (من) وأبقى عملها بعد الحذف، وهذا مما جاء منه كثير في كلام العرب، ونبه عليه أكثر النحاة في تصانيفهم، فقالوا بعد ذكرهم ما يقاس حذف حرف الجر منه وقد يحذف حرف الجر منه ويبقى عمله فأشاروا بذلك إلى ما يجيء من هذا وأمثاله.
قال: وإن كان قد كتب بحذف النون من خمسين فيكون الجر على إضافة خمسين إلى (امرأة) وحذف النون للإضافة، وهو وجه ظاهر، لا مانع منه، فإنه قد صرح ابن مالك في غير ما كتاب من كتبه، وغير ابن مالك أيضا بجواز إضافة عشرين وأخواته إلى التمييز حتى قال الكسائي / إن من العرب من يضيف العشرين وأخواته إلى المفسر منكرا أو معرفا.
وإن كتب بثبوت النون وضبط بكسرها فإن الجر أيضا يكون جائزا بإضافة خمسين إلى امرأة ويكون الخمسون مما أعرب في نونه وألزم الياء، وهذا مما نص على جوازه ابن مالك فأجاز في نحو (رقين، وعشرين) أن يجعل الإعراب في النون ويلزم الياء، وعلى هذا أنشدوا:
وماذا يدري الشعراء مني ............. وقد جاوزت سن الأربعين
[بكسر النون ليتفق] مع ما قبله.
وقد رأيت هذا الحرف من هذا الحديث بهذا الضبط بخط غير ابن الجواليقي من الفضلاء.
وقد ورد في المسند أيضا من حديث أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الأضحية بالكبشين عنه وعن أمته وعن أهل بيته، وقال في آخره (فمكثنا سنينا ليس رجل من بني هاشم يضحي وقد كفاه الله المؤنة برسول الله صلى الله عليه وسلم والغرم) فجعل الإعراب في النون على هذا الوجه.
377
فأما الضم فإنه وقع منه في الأسماء ولم يقع في فعل البتة، ووقع في حرف واحد وهو منذ على قول من جعلها حرفا.
378
ولا يجوز أن يقال: لا أكلمه قط، وإن كانت العامة تولع به
[المحقق: وقد وقع في كثير من كلام العلماء، انظر دراستنا على المحرر ص 36 من القسم الأول]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 03:32 م]ـ
انتهت الفوائد المنتقاة، والحمد لله رب العالمين
ـ[جلمود]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 06:30 ص]ـ
أستاذنا أبي مالك العوضي،
سلام الله عليكم،
جزاك الله خيرا، وبارك فيكم ولكم، فلقد استفدنا من هذا الجمع المبارك، فضلا عن تعريفنا بكتاب نحوي ربما كنا نجهله. فبوركت مفيدا دائما!
ولا ننسى أن ندعو لمؤلف هذه المنظومة وشارحها، فنسأل الله عز وجل أن يغفر له ويرحمه!
62
والنصب والجر لا يوجدان حتى يتقدم الرفع كقولك (ضرب زيد عمرا ومررت بزيد)
أظن ـ والله أعلم ـ أن النصب والجر قد يوجدان بلا رفع، كقولنا: مِرّ بزيد (مبني للمجهول).
94
وكان أصلها [يعني النون في التثنية] السكون لكن لما سكن ما قبلها كسرت لئلا يلتقي ساكان. ومن حكم الساكنين إذا التقيا كسر أولهما إلا أن الألف لما لم يمكن تحريكها كسرت النون
أظن أن هذا التعليل لا يسلم، فعندما يلتقي ساكنان ولا يمكن تحريك الأول يحذف، مثل: قال ـ قل، باع ـ بع.
123
وتختص [الباء] على اختلاف مواقعها بحركة الكسر، وكل حرف من حروف المعاني لا يوجد إلا مفتوحا، وإنما خصت الباء بالكسر لأنها في كل مواقعها تجر، فجعلت حركتها من جنس عملها.
أظن أن هذا الحكم لا يختص بالباء فقط، فاللام أيضا تكسر.
135
ولا يجوز أن يكون أول المضافين معرفا بالألف واللام بحال
وهذا القول ليس صحيحا على الإطلاق؛ حيث إنه يجوز كون أول المضافين معرفا بالألف واللام بشروط معروفة.
137
ومما لا يتعرف بالإضافة وإن أضيف إلى المعرفة (مثل وغير وسوى) قال الشاعر:
يا رب غيرك في النساء غريرة ............. بيضاء قد متعتها بطلاق
فأدخل (رب) على (غير) وهي لا تدخل إلا على نكرة
وفي هذا الكلام نظر؛ حيث يمكن أن تتعرف (غير)، كقولنا: الحركة غير السكون، وهو قول السيرافي.
147
فإن لم يحسن / إضمار (في) في الظرف وجب رفعه، كقولك (يوم الوصال حلا) و (أمامُك واسع)
هناك ظروف لا يحسن فيها إضمار (في) ومع ذلك يجب نصبها، مثل: زيد عندك.
148
اعلم أن العرب حذفت خبر المبتدأ حذفا لازما في ثلاثة مواضع
/ أحدها في قولهم (لعمرك إن زيدا خارج) وتقدير الكلام (لعمرك قسمي) أو يميني فحذفت الخبر اكتفاء بجواب القسم عنه.
والثاني بعد لولا التي معناها امتناع الشيء لوجود غيره كقولك (لولا زيد لزرتك) وتقديره لولا زيد حاضر لزرتك) ولا يجوز أن تلفظ بهذا الخبر.
......
والموضع الثالث في مثل قولهم (أخطب ما يكون الأمير قائما) و (أطيب ما يكون السمك مشويا) ونحوه
قوله هذا يوهم بالحصر والقصر وهو غير صحيح، فهناك مواضع أخرى يجب حذف الخبر فيها.
150
ولما توسعوا في حذف الخبر كان حذف العائد منه إلى الاسم أولى، كقولك (السمن منوان بدرهم) أي منوان منه بدرهم
أظن أن قوله (توسعوا) فيه شيء كثير من المبالغة، فالعرب لم يتوسعوا في ذلك، وكيف يفعلونه والخبر هو المقصود بالذكر!
162
وإذا شككت في الاسم الواقع بعد الفعل ولم تدر أفاعل هو أم مفعول؟ فاحذفه واجعل مكانه ضمير نفسك فإن وجدت الضمير تاء فالاسم هو الفاعل وإن وجدت الضمير نونا وياء فالاسم هو المفعول
وهذا ضابط غير منضبط، فالدور فيه بين؛ فلن تستطيع أن تعرف الضمير اللائق بالفعل (التاء أم الياء) إلا إذا عرفت الموقع الإعرابي للكلمة، وإذا أردت أن تعرف الموقع الإعرابي فانظر أي الضميرين يصح في هذا الموضع! وهذا هو الدور نفسه.
والسلام!
¥