تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[دعبل الخزاعي]ــــــــ[17 - 08 - 2007, 08:01 م]ـ

أحسنت أخي علي المعشي وأنت كذلك أيها الفاتح مرة أخرى .......

ـ[الخريف]ــــــــ[17 - 08 - 2007, 11:27 م]ـ

سدد الباري خطاكم ..

ـ[علي المعشي]ــــــــ[18 - 08 - 2007, 12:14 ص]ـ

أخي الحبيب الفاتح

لا أخفيك أني قد اطلعت على التوجيه الذي تفضلت به من قبل، ولكني لما وجدت أنه بالإمكان تخريج التركيب على المعنى نفسه ولكن بمؤونة أقل آثرت ما خف وحقق المراد.

وقبل التعليق على ما تفضلت به أود التنبيه إلى سهو وقع مني حيث قلت إن (هنيئا) حال من (نعيمهم) والصواب أن صاحب الحال على الوجه الذي قلت به إنما هو الضمير الذي مرجعه (نعيمهم) وهو الضمير المنتقل إلى شبه الجملة (لأرباب النعيم) بعد حذف متعلقها الكون العام.

أما ما وجدته في الرابط الذي أشرت إليه فهذا نقل لأهم ما فيه:

أما عن إعرابها فالإعراب المشهور فيها على رأي الأكثرين كما جاء في شرح الكافية للرضي 1/ 116 وفي همع الهوامع للسيوطي1/ 194 وفي شرح المفصل أنها حال مؤكدة لعاملها الواجب إضماره والتقدير: ثبت لك ذلك هنيئاً.

ولي عليه تعليق:1ـ يقول إن الحال هنا مؤكدة لعاملها المحذوف، ثم يجعل التقدير (ثبت لك ذلك هنيئا) فهل تكون (هنيئا) من الحال المؤكدة لعاملها هنا إذا كان العامل (ثبت أو وجب)؟

ألا يشترط لإدخالها في قسم المؤكدة لعاملها أن تشارك عاملها إما في اللفظ والمعنى أو المعنى على الأقل؟

والصواب أن أصحاب الرأي القائل بتقدير فعل محذوف يقدرونه على صورتين إحداهما كون عام مثل (ثبت، حصل) وتكون الحال عليه مؤسسة، أما من عدها من المؤكدة فإنما هو على تقدير (هنأك كذا هنيئا) أو (ليهنأك كذا هنيئا) هذا للعلم.

(الاستقرار، الحصول، الثبوت، الكون) وأفعالها والأوصاف منها كل ذلك له دلالة واحدة عند النحاة وهو ما يعرف بالكون العام.

ولما كان الفعل المقدر في تقديرهم: (ثبت لك ذلك هنيئاً) كونا عاما أمكن الاستغناء عنه لنقول: (لك ذلك هنيئا)، وفي هذه الحالة لا يلزمنا تقدير الفعل (ثبت) لأن ذلك تحصيل حاصل إذ لو جاءتك الجملة هكذا (لك العيد هنيئا) ألست قائلا:

(لك): جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف مقدم وهذا المتعلَّق به إنما هو كون عام (بمعنى ثبت، ثابت، حصل، حاصل ... إلخ)

(العيد): مبتدأ مؤخر.

هنيئا: حال.؟

فما العامل في الحال هنا؟ أليس الكون العام الذي تعلق به الجار والمجرور؟

ولما كان شبه الجملة التام متعلقا بكون عام محذوف أجاز النحاة أن يعمل شبه الجملة التام في الحال على اعتبار ذلك المتعلق.

وعليه تكون هنيئا في (لك العيد هنيئا) حالا وعاملها الجار والمجرور أو ما هما متعلقان به تحديدا أي الكون العام. وصاحبها الضمير في (لك).

لم تبق إلا مسألة التقديم والتأخير ليصبح التركيب مطابقا تماما للتركيب الذي معنا، وتقدم الحال على عاملها شبه الجملة الواقع خبرا جائزوإن كان قليلا، إذ يمكن أن تتقدم عليهما معا بشرط أن يتقدم الخبر شبه الجملة على المبتدأ مثل (هنيئا لك العيد) وهذه هي الصورة التي نحن بصددها.

لكن لا يجوز (هنيئا العيد لك) لأن الخبر شبه الجملة واجب التقديم إذا كانت الحال متقدمة على المبتدأ والخبر معا. ومن هذا الوجه الممنوع ما لم تستسغه (وأنت على حق) حيث قلت:

وكيف تقدر الجملة حينئذ في بيت المتنبي: (هنيئا العيد لك كائن) هل العيد يكون ملكا لأحد دون آخرين

وما مُنع إلا لكونه غير مستساغ، لكنك لو قدمت الخبر (لك) وقدرت المتعلَّق في الذهن فقلت: (هنيئا لك العيد) لأصبح مستساغا وهو التركيب محور المسألة.

أما قولك إن العيد ليس ملكا لأحد فاحمل المعنى على قولك (عيدك مبارك) فأنت لا تقصد الملكية وإنما تقصد العيد في محيط حياة المخاطب.

ملحوظة:

شرط تقدم الخبر (شبه الجملة) على المبتدأ عند تقدم الحال عليهما معا جعل الجار والمجرور يليان الحال مباشرة ما أدى إلى قول بعضهم بأنهما متعلقان بالحال فقالوا إنهما متعلقان بـ (هنيئا) في (هنيئا لك العيد)، ولا أرى ذلك لازما حتما لأنه على اعتبار هذا الأصل: (لك العيد هنيئا)، يتعلق (لك) بكون عام يعرب خبرا في هذا التركيب.

وإن شئت فانظر إلى تقدير من قدر (ثبت لك ذلك هنيئا) فقد علق (لك) بـ (ثبت) وهذا التعليق يوافق ما ذهبتُ إليه من حيث المعنى لأن (ثبت لك) بمعنى (ثابت لك أو حاصل لك).

أما تقدير من قدر: (وجب العيد هنيئا لك) فالفعل المقدر أيضا في إطار الكون العام وإنما استعمل (وجب) لتأكيد الحصول. أما التعليق فليس بالضرورة أن يتعلق (لك) بهنيئا إذ لا مانع من (وجب لك العيد هنيئا) وبحذف وجب يصير (لك العيد هنيئا ـ خبر فمبتدأ فحال) وبالتقديم يصير (هنيئا لك العيد ـ حال فخبر فمبتدأ).

أعتذر عن الإطالة ولكن كان لا بد لي منها لأبين أن الوجه الذي أعربتُ عليه موافق لما ذكرتم من حيث المعنى، ولم يخرج عن أصول الصناعة النحوية.

ولكم وافر الود وأزكى التحيات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير