ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 11:12 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي على المعشي
ما تقوله أوافقك عليه تماما
ليس موضع الخلاف في كون هنيئا هي الحال أولا , وهل العامل محذوف أولا ومن صاحب الحال
النقاش يتمحور حول الاسم المرفوع بعد هنيئا
أنت تقول انها جملة اسمية مكونة من المبتدأ والخبر , وهذا ما لم يستسغه عقلي , وانا قد نقلت ألقول المشهور عند النحويين وهو أن يكون الاسم بعد هنيئا فاعل هنيئا لأنه صفة مشبهة تعمل عمل فعلها وهذا ما اقتنعت به.
أنا لا أنكر عليك أخي من ملاحظات أو مآخذ حول هذا التخريج فهي قناعتك التي أحترمها وقد تكون صائبة وفيها وجه الحق فأنت ولا شك لديك سعة أفق وعمق في الإدراك والتصور ما لم يبلغه عقلي بما يحمل من علم قليل وسطحية في التفكير
واعذرني أخي على إطالتي للمسألة
وتحياتي إليك
ـ[علي المعشي]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 04:59 م]ـ
أخي الحبيب الفاتح
أعتذر عن التأخر إذ لم أكن البارحة من أهل النت!
فأنت ولا شك لديك سعة أفق وعمق في الإدراك والتصور ما لم يبلغه عقلي بما يحمل من علم قليل وسطحية في التفكير
أما هذه فإني بريء منها، وما هي إلا شيء من تواضعك بارك الله فيك، ولعمري إنه سمة من أجل سمات أهل العلم، أسأل الله أن يرفعك به قدرا، وأما الرأي لاسيما في المسائل الخلافية كهذه فيظل قابلا للأخذ والرد .. وتقبل وافر شكري واحترامي.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 07:18 م]ـ
أخي الغالي الفاتح
بودي إيضاح الأمور التي ألمحتُ إليها في بعض مشاركاتي السابقة بشأن تخريج الجملة على تقدير فعل محذوف (وجب أو ثبت هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم) حيث قلتُ:
وربما أمكن التخلص من هذه الإشكالات لكنْ ليس على أساس الأمور التي ذكرتَها
والأمور التي أعنيها هي قولك:
هنيئا حال حقيقية وليست سببية والعامل فيها الفعل المحذوف وجب
وصاحب الحال هو أرباب العقول أو الضمير المتصل في نعيمهم
أما شبه الجملة فمتعلق بهنيئا كما اسلفنا سابقا أي تهنئتنا أو هنيء لأرباب العقول نعيمهم
أما نعيمهم فهي فاعل هنيئا ,لأنها صفة مشبهة تعمل عمل الفعل , والتقدير هنيء لأرباب العقول نعيمهم.
وسأتناولها واحدا واحدا:
1ـ قولك إن الحال حقيقية صحيح ولكن بشرط ألا يكون (نعيمهم) فاعلا للصفة المشبهة التي هي الحال (هنيئا) لأن ذلك يجعلها سببية لا حقيقية.
2ـ صاحب الحال ليس (أرباب النعيم) ولا الضمير في (نعيمهم) لأن كلا منهما يوجب تأخر الحال وهي متقدمة هنا. كما أنه لو كان (أرباب النعيم) صاحب الحال لكان الصواب أن تطابقه الحال في الجمع وهي هنا مفردة، أضف إلى ذلك أن المعنى على هذا التقدير يقتضي كون (نعيمهم) هو صاحب الحال أي (وجب النعيم هنيئا لأرباب العقول)، وحتى على الوجه الآخر الذي رأيتُه (أي كون ما بعد هنيئا مبتدأ وخبرا) يكون النعيم صاحب الحال من حيث المعنى ولكن لكون (نعيم) على ذلك الوجه مبتدأ لا يصلح صاحبا للحال جعلت صاحب الحال ضميرا يعود على (نعيمهم) ليستقيم المعنى.
3ـ قولك (نعيمهم) فاعل للصفة المشبهة فيه إشكالان أحدهما أنه يجعل الحال سببية كما ذكرت أعلاه، والآخر أنه وفقا للتقدير (وجب .... ) يكون (نعيمهم) صاحبا للحال فإذا قلنا إنه فاعل للصفة المشبهة أعملنا الحال الحقيقية في صاحبها وهذا غير صحيح.
وللتخلص من هذه الإشكالات أرى أن يكون التخريج على وجه (تقدير فعل محذوف) كما يلي:
التقدير هو ما تفضلت به: (وجب هنيئا لأرباب العقول نعيمهم)
هنيئا: حال منصوبة بالفعل المقدر (وجب أو ثبت)
لأرباب العقول: جار ومجرور ومضاف إليه، والجار والمجرور متعلقان بـ (هنيئا).
نعيمهم: نعيم صاحب الحال وهو فاعل للفعل المقدر وليس للصفة المشبهة، والهاء مضاف إليه.
وعلى هذا التخريج نكون قد وافقنا قواعد الحال وتخلصنا من الإشكالات السابقة، فلتنظر أخي العزيز:
العامل في الحال هو العامل في صاحبها وهذا هو الغالب حينما يكون العامل فعلا.
توسط الحال الحقيقية بين عاملها المقدر وصاحبها المتأخر (الفاعل) جائز ولا إشكال فيه.
الحال الحقيقية هنا مطابقة لصاحبها (نعيم) في التذكير والإفراد.
هذا ولك أزكى تحياتي.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[22 - 08 - 2007, 10:13 م]ـ
أحسنت أخي علي المعشي أحسن الله إليك ونفعنا بعلمك
وبارك الله فيك