تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

متقنا للقرآن، وكذا أخى الأكبر، وقبلهما جدى، فقد كانوا يرجَّعون ويرددون ويصدحون بالقرآن تختلط أصواتهم فى جنبات البلدة متعانقة لتصعد إلى السماء يسمعها القاصى والدانى، وظلت فى مدرستى الثانوية ترمقنى أعين معلمى اللغة العربية ناقمة تارة ومتحسرة أخرى، ولسان حالهم يقول:"باب النجار مخلَّع"ولقد سمعتها مرارا وتكرارا، إلى أن جاء الحدث الأعظم وهو تنسيق الثانوية العامة، فقد وجدتنى قابعا بين طلاب كلية التربية قسم اللغة العربية، ورحت أتهرب من الجامعة متحايلا للتحويل إلى قسم آخر وفى ذهنى عبارة تردد:"إلا اللغة العربية"لكن الله - عز وجل - أراد لى الخير فانتظمت رغم أنفى أعبر مخاضة اللغة من وجهة نظرى كى أحصل على وظيفتى وينتهى الأمر، وقد تأثرت كثيرا بإمام مسجدنا حينما كان يلوك الأحرف بسهولة ويسر ليصوغ لآلئ اللغة غير مخطئ او متلجلج، ثم رأيته يحمل حملة شعواء على مدرسى اللغة العربية متهما إياهم بالقصور وحملهم تبعة دينية جسيمة، بل أوجب عليهم العلم بالقرآن الكريم، وصار اللوم يلاحقنى من هنا وهناك، وصرت نقطة ضعف جدى وأبى وأخى، وقد بلغ منى الغيظ مبلغه فأقسمت على نفسى أن أنفض عن جبينى تراب المعرَّة، وقد أملنى البعض بأن خامتى طيبة، فرحت أطالع الكتب بنهم وشغف شديدن، أحسست نظرة الرضا من أهلى، وكان اول ما اطلعت عليه عينى هو كتاب " شرح بن عقيل وكتاب الشذور لابن هشام، ورحت ألتهم كل ما وقع بين يدى من كتب اللغة، ثم جاء المخطط الثانى وهو حفظ كتاب الله وانا فى سن الثلاثين، ووفقنى الله إليه، ورحت أردد القرآن الكريم بصوت جميل، وراح القوم يهنئون أبى وجدى بذلك الوليد الجديد، وكانت غرفتى فى المسجد وهى غرفة الإمام تعج بطلاب العلم من الأزهر وغيره من المدارس، ليس قدومهم لأجلى وإنما لأن الغرفة كانت معتركا علميا فى علوم اللغة بين كل الطلاب مفيدين ومستفيدين.

هذه هى الحلقة الأولى واسمحوا لى بتقديم حلقة ثانية أصف فيها كيفية تحولى من كاره للغة إلى إمام مسجد يحفظ القرآن ويعشق اللغة.

ـ[هيثم محمد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 11:19 م]ـ

فى انتظار الحلقة الثانية شيخنا:)

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[26 - 08 - 2007, 12:08 ص]ـ

أخي حازم قصتك مؤثرة معبرة

ومرحبا بالعائد الأواب

وهنيئا لك حفظ الكتاب

فقد صرت من الله في الأهل والأحباب

بوركت وبورك مسعاك

ـ[محمد سعد]ــــــــ[26 - 08 - 2007, 01:05 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية أشكر لك أخي مغربي، هذا الاهتمام بأعضاء الفصيح، هذا المنتدى الذي يضم نخبة من المميزين في تخصصاتهم، الذين لا يألون جهداً في خدمة لغتهم، أما من حيث مسيرتي العلمية، فقد بدأ تأثري باللغة منذ الحادية عشرة من العمر، فقد لفت انتباهي معلم اللغة العربية، وكان في العقد الرابع من عمره رزين، متزن الحركات، ومن هنا عقدت العزم على أن أتخصص في لغة العرب، وبدأت في تكوين مكتبة لي، أقتني فيها ما طاب لي من الكتب، وكان للغة النصيب الأكبر، حتى أنهيت المرحلة الثانوية بنجاح وكانت علامة اللغة العربية مميزة، مما أهلني للجامعة ولكن ظروف والدي المادية حالت دون ذلك، فدخلت كلية المعلمين، وتخرجت عام 1978. ولكن اتجهت بعدها للعمل في وظيفة بعيدة عن اللغة نظراً لتدني الرواتب في التعليم، ولكن الاهتمام في اللغة استمر، ووسعت من القراءة فشملت كتب النحو المتخصصة، وبقيت حتى عام 1987، فالتحقت بوزارة التربية، وعملت معلماً للمرحلة الإعدادية، وفي عام 1993 التحقت بجامعة اليرموك الأردنية بتشجيع من زوجتي، وتخرجت فيها بعد ثلاثة أعوام 1996، بتقدير ممتاز فتحولت لتدريس الملرحلة الثانوية، وكان لزاماً علي أن أتوسع في القراءة، وخاصة في النحو والصرف، وكان ما أردت، ولكن شوقي للمتابعة بدأ يزداد وتغلبت على الظروف المادية التي لازمتني، حتى جاء العام 2003م فالتحقت بالجامعة الهاشمية لدراسة الماجستير، وتخصصت في النحو والصرف، فرع اللغويات الحديثة، وفي هذه المرحلة اطلعت على معظم كتب النحو والصرف، وخاصة الكتب الأصول، وتخرجت في الجامعة عام 2006، بتقدير ممتاز، وكانت رسالتي بعنوان" التعريب الصرفي " وهي رسالة تُعد فتحاً في الدراسات الحديثة نظراً لموضوعها، وفي هذه الفترة تعرفت إلى الفصيح بطريق الصدفة فاستهواني، ولم أغادره حتى هذه اللحظة، وبدأت مشاركتي في كل أنواع اللغة، واستمر طلب العلم فدخلت الجامعة الأردنية لدراسة الدكتوراة وأنا الآن على مقاعد الدراسة، انهل من علوم اللغة ولكن بشكل أكثر دقة. آسف لهذه الإطالة. وشكراً لحسن أخلاقكم.

ـ[محب العلم]ــــــــ[26 - 08 - 2007, 09:46 ص]ـ

جزاكم الله خيراً اساتذتي الكرام على هذه التجارب المثيرة التي تشحذ الهمم , فنحن طلابكم بحاجة لكم ولعلمكم.

وأقول لكم لا تبخلوا علينا بعلمكم فنحن بحاجة ماسة إليه ... فقد استفدت من هذا المنتدى ما لم أستفده طيلة أربع سنوات في الجامعة.

بارك الله في الجميع.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير