تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما من تجربة ٍ تستحق الذكر .. فتجربتي قصيرة القامة ويعيبها كثيرا وقوفها بين هذه التجارب العملاقة ..

لكن ّ الطريف الذي أود ذكره أن بدايتي المتواضعة كانت بعكس تجربة الأستاذ حازم أو الأستاذ علي المعشي ..

فأسرتي تحمل قناعات أن التخصص الأدبي لا يليق بأبنائها وأنه حكر ٌ على ذوي المعدلات المتدنية أهل العلوم النظرية التي لا تناسب العصر؛ لذا لم يكن لي خيار غير القسم العلمي في منزل أفراده ذكورا وإناثا بين الطب والهندسة والعلوم الطبيعية ..

ولكني كنت مولعة بالإعراب منذ المرحلة المتوسطة , وفي الصف الأول الثانوي أهدتني معلمتي كتاب النحو الوافي والبيان والتبيين ولا يزالان مطرزين بتوقيعها في مكتبتي. .. "تلك المعلمة كانت المؤثر الأكبر والأعمق في توجيهي .. وهي سورية الجنسية؛ لذا دوما أؤكد أن المعلم قائد خفي حتى بعد رحيله بسنوات " ..

بعد الثانوية العامة / القسم العلمي التحقت بقسم الرياضيات على مضض , وطوال عام دراسي كنت أترنح على المحور السيني والصادي بكثير من المجاهيل وفي فراغية لا منتهية .. لم أشعر فقط أني في مكان لا أريده , بل وفي مجال ٍ لن أجيده رغم المعدل العالي .. بعد العام الأول كان لا بد من حركة تصحيح وقمت بما يشبه الانقلاب والتمرد المنفرد دون صوت واحد معي في طلبي التحويل لقسم اللغة العربية ,, كانت الصعوبات كثيرة أقساها رضا والدتي -حفظها الله على طاعته – الذي افتقدته أيامها لأنها اعتبرت دخولي "قسم الأناشيد " ذنبا لا يُغتفر ,ولا تزال تسألني بين فترة وأخرى: أما ندمت ِ؟ وأجيبها: ليس بعد ..

وصعوبة النظام لأنه لا يسمح لطالبات العلمي دخول قسم اللغة العربية وقتها .. فالممكن قسم الدراسات الإسلامية أو اللغة الإنجليزية ..

وبقيت شهرين في قسم اللغة الإنجليزية حتى تم اختباري –استثناء ً- في البلاغة والإنشاء حيث أني لم أدرسها سابقا ..

وتخرجت من كلية التربية بالرياض عام 1417هـ بمرتبة الشرف وتقدير امتياز ولله وحده الحمد والمنة .. وأنهيت المرحلة التمهيدية في رسالة الماجستير حول " طرق تدريس النحو " ولا تزال محفوظة تحت درجة التجمد حتى الآن ..

ومن أهم الصعوبات: أنه مع ممارسة تدريس اللغة العربية تزداد قناعتي أنني لم أدْرُس اللغة العربية كما كنت أحب , ولم أُدَرِّسها كما كنت أحلم .. فالولع بها أمواج تصطدم بعوائق كثيرة كالمناهج والطالب والإمكانات المادية والتعليمية و الحقيقة أن أهمها: قوة الدافعية ..

أما الكتاب فهو السراج الوهَّاج , والمنبع الثجَّاج: النحو الوافي , شرح ابن عقيل , مغني اللبيب , شذور الذهب , قطر الندى , إعراب القرآن للزجاج وفي مرحلة أنضج كتاب سيبويه ... كلها كتب ٌ نحوية بلورت أفكاري الأولى , ولكن كتب الأدب والبلاغة هي التي لوّنتها , وهي الأقرب بالذات مع تقدم العمر , وأنين الرفوف ..

ولا أفتر أردد أننا ما وهبنا لغتنا من جهدنا وحبنا وبحثنا ما تستحق .. ولا حتى جزءا يسيرا مما تستحق ..

جزيت خيرا أستاذ مغربي على هذه اللحظات الماتعة ..

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 12:04 م]ـ

وتخرجت من كلية التربية بالرياض عام 1417هـ بمرتبة الشرف وتقدير امتياز ولله وحده الحمد والمنة .. وأنهيت المرحلة التمهيدية في رسالة الماجستير حول " طرق تدريس النحو " ولا تزال محفوظة تحت درجة التجمد حتى الآن ..

ومن أهم الصعوبات: أنه مع ممارسة تدريس اللغة العربية تزداد قناعتي أنني لم أدْرُس اللغة العربية كما كنت أحب , ولم أُدَرِّسها كما كنت أحلم .. فالولع بها أمواج تصطدم بعوائق كثيرة كالمناهج والطالب والإمكانات المادية والتعليمية و الحقيقة أن أهمها: قوة الدافعية .. جزيت خيرا أستاذ مغربي على هذه اللحظات الماتعة ..

لا تيأسي أختنا الكريمة فالنجاح حليف كل مثابر , أجعلى رجاءك في الله فهو خير معين , أسأل الله أن يعطيك ما تتمنين

وفقك الله وسدد خطاك آمين

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 12:09 م]ـ

تجربة ماتعة أخية، حقق الله أمانيك

ـ[سيبويه العرب]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 01:09 م]ـ

كنت اظن نفسي بالغ من العلم مبلغا ولكن بعد ما قرات قصص اساتذتي العامرة بالكفاح والمرصعة بالنجاح ادركت كم اني كنت واهما, فتحية اجلال وتقدير واحترام لكل من سجل لنا تجربته وتحية اجلال وتقدير لك استاذنا المغربي علي تلك النافذة التي تتيح لنا فرص التعرف علي اخواننا في منتدانا فلسيادتكم مني كل الشكر والتقدير الذي انت اهل له ومستحقه.

وان كنت اتفق مع ضرورة ان تقدم لنا مشوارك وسجلك الذهبي في بحر اللغة والذي لاشك فيه سيكون ممتعا ومفيدا لنا جميعا.

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 01:24 م]ـ

وان كنت اتفق مع ضرورة ان تقدم لنا مشوارك وسجلك الذهبي في بحر اللغة والذي لاشك فيه سيكون ممتعا ومفيدا لنا جميعا.

أي سجل ذهبي في بحر اللغة يا عزيزي، أخوك ما يزال مستكينا لرذاذ الغبطة على الشاطىء، ولك أن تتخيل كيف أمد بصري إلى لجة البحر فأصرخ:

إني أغرق، أغرق، أغرق!:)

رفع الله قدرك , وأعلى منزلتك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير