ـ[أبو تمام]ــــــــ[09 - 09 - 2007, 11:21 م]ـ
أشكرك أخي العزيز علي على ما تفضلت به.
لا يشترط أخي علي في (إذ تنكرني) أن تقدر من لفظها إن اعتبرتها دليلا على المحذوف، ألا ترى إلى تقديرهم في قوله تعالى (صبرٌ جميلٌ): أمري صبرٌ جميلٌ، على أنّ المحذوف مبتدأ.
وقدّروا أيضا: صبرٌ جميلٌ أمثلُ.
ولو أنهم اتبعوا الصفة لقالوا: الجميلُ صبرٌ جميلٌ.
فليس شرطا أن تأتي بلفظ الدال.
ثم أخي علي أرى أنّ تقدير (إنكار) لا يناسب المعنى المراد، فالشاعر تعجب من ذات خولة حين أنكرته، لا من الإنكار! وذلك لأنها محط التعجب حين أنكرت.
وما المانع أخي من تقديرنا (خولة ذات عجبٍ إذ تنكرني)، أو (خولة عجيبة إذ تنكرني)، ونسلم من تقدير أرى أنّ المعنى فيه غير مراد.
أخي علي
ماذا نقول عن الظروف في:
الصدق إذ تصدُقُ الناس.
النجاة حين تتصدّق على الفقراء.
أخي علي إذا سمحت لي هل بالإمكان تثيبت ما قلت من مراجع، ومصادر إن وجدت، ونقل ما يؤيد ذلك، لأني والله والله أريد أن أستفيد لا غير، وأنت تعلم ما في نفسي، وأنا أقصد ما يخص الظرف الواقع حالا أو صفة.
لك التحية وأشكرك
ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 12:11 ص]ـ
مرحبا بالعزيز أبي تمام
لا يشترط أخي علي في (إذ تنكرني) أن تقدر من لفظها إن اعتبرتها دليلا على المحذوف، ألا ترى إلى تقديرهم في قوله تعالى (صبرٌ جميلٌ): أمري صبرٌ جميلٌ، على أنّ المحذوف مبتدأ.
هذا صحيح لكن ما المانع أن نقدر من اللفظ إن كان ذلك ممكنا ومحققا المراد؟
ثم أخي علي أرى أنّ تقدير (إنكار) لا يناسب المعنى المراد، فالشاعر تعجب من ذات خولة حين أنكرته، لا من الإنكار! وذلك لأنها محط التعجب حين أنكرت.
أخي بل هو المراد بعينه! هل ترى الشاعر متعجبا من خولة لو لم تنكره؟
ثم إنه لو لم يكن لـ (إذ تنكرني) دلالة غير كونه زمن وقع فيه العجب لكان بالإمكان فهم سبب العجب بدونه .. فهل يمكنك فهم سبب عجب الشاعر لو أنه اكتفى بقوله (عجب خولة)؟
وما المانع أخي من تقديرنا (خولة ذات عجبٍ إذ تنكرني)، أو (خولة عجيبة إذ تنكرني)، ونسلم من تقدير أرى أنّ المعنى فيه غير مراد.
وهل سلمنا هنا من التقدير أخي؟
فأنت في الأولى قدرت (ذات) مضافا إلى (عجب) كما قدرتُ (إنكار) مضافا إلى (خولة)! يعني هنا (تعادل)!
أما الثانية فقد أولتَ فيها المصدر بالمشتق، وإنما يصح التوسع في ذلك في باب الحال وإن قصره بعضهم على السماع، أما الخبر عن الذات فلا يجيء مصدرا مؤولا بالمشتق إلا في استعمالات قليلة جدا وفي حدود المسموع كقولهم (فلان عدل) أي عادل أو ذو عدل. ومن ذلك (غورا) في الآية أي (غائرا).
ولو جاز التوسع في ذلك لصح: زيد نجاحٌ، وعمرو سرعة .. على تقدير ناجح وسريع!
أخي علي
ماذا نقول عن الظروف في:
الصدق إذ تصدُقُ الناس.
النجاة حين تتصدّق على الفقراء.
لا أقول إلا خيرا! لا خلاف في أن ظرف الزمان يجيء خبرا عن المبتدأ المعنى مثل: الصدق، النجاة، السفر، الصبر ... إلخ، وإنما الممنوع مجيء ظرف الزمان خبرا عن الذات فهل يصح استبدال أبي تمام وعلي بالصدق والنجاة في الجملتين مع تمام الفائدة؟
إن هذا غير ممكن إلا أن يدل دليل على أن المبتدأ الحقيقي معنى لا ذات، ولكنه حذف فأقيمت الذات مقامه فإذا قلت (أبو تمام اليومَ) لم يصح إلا أن يكون السامع يعلم أن اليوم إنما هو خبر في الأصل عن معنى محذوف، ومثال ذلك:
(اتفقنا على تنفيذ عدة زيارات للأصدقاء، فأبو تمام اليوم، وحازمٌ غدا، وخالدٌ يومَ الأربعاء) فقد تضمن الكلام ما يجعل السامع يفهم أن المراد: زيارة أبي تمام اليوم، وزيارة حازم غدا، لكن لما حذف المعنى المضاف وكان مفهوما صح أن تكون الذات مبتدأ وخبره ظرف الزمان على التقدير الذي ذكرت.
ومثل ظرف الزمان المصدر حيث لا يصلح خبرا إلا عن المعنى، وقد يصح الإخبار به عن الذات إذا دل دليل على أن المبتدأ الحقيقي معنى لكنه محذوف حلت الذات محله بعد حذفه كما فعلنا مع ظرف الزمان، وعلى هذا الأساس قدرت (إنكار خولة عجبٌ).
أخي علي إذا سمحت لي هل بالإمكان تثيبت ما قلت من مراجع، ومصادر إن وجدت، ونقل ما يؤيد ذلك، لأني والله والله أريد أن أستفيد لا غير، وأنت تعلم ما في نفسي، وأنا أقصد ما يخص الظرف الواقع حالا أو صفة.
أخي الحبيب لا موجب للحلف فكلانا طالب فائدة، وليس عندي أكثر مما عندك ولكنها المذاكرة والتدارس في ظلال الفصيح، ولعلك تمهلني لآتيك بالنقل من الغد موثقا إن شاء الله؛ لأني الآن خارج الدار، على أن ما تريده موجود في كثير من كتب النحو في المباحث الخاصة بالحال شبه الجملة والصفة شبه الجملة وكذا صلة الموصول شبه الجملة ... وغير ذلك.
أعتذر عن الإطالة ولك أزكى تحياتي.
ـ[أبو تمام]ــــــــ[11 - 09 - 2007, 01:09 ص]ـ
أهلا بك أخي علي
لا شكّ أن الظرف (إذ تنكرني) لتقييد العجب، لا أتى من أجل أن يدلّ على المحذوف المبتدأ؟
أما تقديري بـ (ذات) فهو الأولى والأحق، لأنّ المقصود التعجب من ذات خولة نفسها حين أنكرته، وكما قلت لأنها محط العجب.
"""أما الثانية فقد أولتَ فيها المصدر بالمشتق، وإنما يصح التوسع في ذلك في باب الحال وإن قصره بعضهم على السماع، أما الخبر عن الذات فلا يجيء مصدرا مؤولا بالمشتق إلا في استعمالات قليلة جدا وفي حدود المسموع كقولهم (فلان عدل) أي عادل أو ذو عدل. ومن ذلك (غورا) في الآية أي (غائرا).
ولو جاز التوسع في ذلك لصح: زيد نجاحٌ، وعمرو سرعة .. على تقدير ناجح وسريع! """
أخي علي أنا أمام بيت وجب تأويله، لا أمام تحليل هذه المسألة، وإن اقتصر على السماع في ذلك فوجب تأويل ذا البيت باعتباره من عصور الاحتجاج إن صح ذلك، لذا قلبنا الوجوه الإعرابية على ما نراه سواء أكانت مسموعة أو مقيسة.
ثم إنّ مسألت تأويل المشتق ليست مقتصرة على الحال، أو الخبر، فأين النعت الذي ورد بكثرة مقيسة؟
ثم أخي كلامك الآن من المسلمات عندي، أما في الرد السابق فلم تفرق بين المبتدأ إن كان معنى أو ذات، لذا أتيتك بالمثالين لتراجع ذلك، وإلا فلا خلاف بيننا فيما ذكرته.
والله أعلم