تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتكون مصدراً بمعنى ترك، النائب عن اترك، فتستعمل مضافة، نحو: بله زيد. وهو مصدر مضاف إلى المفعول، وقال أبو علي: مضاف إلى الفاعل. وروى أبو زيد فيه القلب، إذا كان مصدراً، تقول: بهل زيد. وحكى أبو الحسن الهيثم فتح الهاء واللام، فتقول: بهل زيد.

وأجاز قطرب، وأبو الحسن، أن تكون بمعنى كيف، فتقول: بله زبد؟ بالرفع. ويروى قوله:

تذر الجماجم ضاحياً هاماتها. . . بله الأكف كأنها لم تخلق

بنصب الأكف على أن بله اسم فعل، وبجره على أنها مصدر، وبرفعه على انها بمعنى كيف.

وقيل: هي اسم فعل، بمعنى: بقي وأنكر أبو علي الرفع بعدها. وذكر، عن قطرب، أنه رواه.

وعدها الكوفيون والبغداديون من أدوات الاستثناء، وأجازوا النصب بعدها، على الاستثناء، نحو: أكرمت العبيد بله الأحرار. رأوا ما بعدها خارجاً مما قبلها في الوصف، فجعلوه استثناء. إذا المعنى أن إكرامك الأحرار يزيد على إكرامك العبيد.

وذهب جمهور البصريين إلى أنها لا يستثنى بها، وأنه لا يجوز فيما بعدها إلا الخفض. وليس بصحيح، بل النصب مسموع من كلام العرب.

وذهب بعض الكوفيين إلى أن بله بمعنى غير. فمعنى بله الأكف: غير الأكف.

وذهب الأخفش إلى أن بله حرف جر. ولهذا ذكرتها. في هذا الكتاب.

وبله ليست مشتقة. وذهب العبدي إلى أنها مشتقة من البله" اهـ.

جاء في تهذيب اللغة للأزهري (2/ 337): " قال أبو بكر الأنباريّ: في بَلْهَ ثلاثة أقوال:

قال جماعة من أهل اللغة: بلهَ معناها على، وقال الفراء: مَن خَفضَ بها جَعَلها بمنزلة على وما أشبهها من حروف الخفض، وذكر ما قاله الليث أنها بمعنى أَجَلْ.

وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " أَعدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رَأَتْ، ولا أُذُن سَمِعتْ، ولا خطر على قلبِ بشَر، بله ما أطَلْعتُهم عليه ".

وقال أبو عبيد: قال الأحمر وغيرُه: بله معناه كيف ما أطْلعتُه عليه.

وقال الفراء: معناه كيف ودَع ما أَطْلعتهم عليه.

وقال كعب بنُ مالك يصفُ السيوفَ:

تَذَرُ الجماجِمَ ضاحياً هاماتُها. . . بَلْهَ الأكُفِّ كأنها لم تُخلَقِ

قال أبو عبيد: الأكُفّ يُنشَد بالخفض والنّصب: النصب على معنى دَعْ الأكفَّ.

وقال أبو زُبيد:

حمَّالُ أَثقالِ أَهْلِ الوُدّ آوِنةً ... أُعْطيهُمُ الجَهدَ مِني بلهَ ما أَسَعُ

أي أعطيهم مالا أَجِد إلا بجَهْدٍ، معناه فَدعْ ما أحِيطُ به وأَقْدِر عليه" اهـ.

قال ابن الأثير في النهاية: " ((بله)) في حديث نعِيم الجنة ((ولا خطَر على قَلْب بَشَر بَلْهَ ما اطَّلَعْتُم عليه)) بَلْهَ من أسماء الأفعال بمعنى دَعْ واتْرك تقول بَلْهَ زيْداً. وقد يُوضَع مَوْضع المصدر وَيُضاف فيقال بَلْهَ زَيْدٍ أي تَرْكَ زَيدٍ. وقوله ما اطَّلَعْتُم عليه: يحتمل أن يكون منصوب المحَلّ ومجروره على التَّقْدِيرَين والمعنى: دَعْ ما اطَّلَعْتم عليه من نَعيم الجنة وعرَفْتُموه من لذَّاتها " اهـ.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير