ـ[أبو ماجد]ــــــــ[29 - 12 - 2007, 10:21 م]ـ
جزيت خيرا أخي أشرف على الإجابة
ـ[أبو تمام]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 12:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفعنا بكم
أخي منذر المسألة بسيطة ولا تحتاج لهذا البعد كما ذكر أخي الفاضل أبو ماجد، وهي ببساطة أنّ الظرف إذا أضيف لجملة فعلية صدرها فعل ماض جاز الإعراب، وجاز البناء بلا خلاف بين النحاة، إلا في المصدرة بالفعل المضارع.
ومن الظرف المبني للجملة التي صدرها فعل ماض قول الشاعر:
عَلَى حِينَ عَاتَبْتُ المَشِيب على الصِّبَا ** وقُلْتُ ألَمَّا أَصْحُ والشَّيْبُ وازِعُ
وقال الآخر:
على حين َ ألهى الناسُ جلُّ أمروهم ** فندلا - زريقُ- المالَ ندلَ الثعالبِ
فبني الظرف (حين) على الفتح مع أنه اسم مجرور، وحقّه الجر بالكسر، والسبب هو إضافته لجملة صدرها فعل ماضٍ مبني.
ومن الظروف المبنية أيضا ما أضيف لـ (إذ ْ)، ومنه قوله تعالى: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}، فقد قرأ الكسائي، ونافع - رحمها الله- (يومَ) بالبناء على الفتح لأضافتها لـ (إذ)، وحقها الجر، وقرأ الباقون بالجر (يوم ِ) على أنها معربة مضاف إليه مجرور، والمضاف (خزي).
أخي أبا ماجد، ألا لك التحية على ما تفضلت به، وثانيا أرى أنّ استشهادك ببيتي ابن مالك - رحمه الله- ليس في محله، فالرجل يفرق بين الظرف المتصرف، وغير المتصرف، ولا صلة له بالكلام هنا لا من قريب ولا من بعيد!
الأمر الآخر إن كنت تريد رأيه في ذلك فهو يقول في باب الإضافة:-
وابن أو أعرب ما كإذ قد أجريا **واختر بنا متلو فعل بنيا
وقبل فعل معرب أو مبتدا **أعرب ومن بنى فلن يفندا
فكلامه واضح - رحمه الله-.
والله أعلم
ـ[أبو ماجد]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 06:23 ص]ـ
أخي أبا تمام:
جزيت خيرا على المشاركة القيمة.
لقد حاولت تذكر الأبيات التي ذكرتها دون جدوى فجزاك الله كل الخير.
ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 12 - 2007, 08:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الكرام، ونفعكم ونفع بكم.
وتحية خاصة لأبي تمام: وكالعادة إطلالة سريعة لكنها لطيفة المأخذ دقيقة المسلك!!!.:):)
وإضافة إلى ما تفضل به الإخوة الكرام:
سبب البناء عموما في مثل هذه الصور هو إضافة الظرف أو الكلمة إلى مبني، فالإضافة إلى مبني تكسب المضاف خاصية البناء من المضاف إليه.
وفي التنزيل: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)، فبني: "مثل" على الفتح، مع أن محله الرفع باعتباره صفة لـ: "حق"، لما أضيف إلى "ما" المصدرية، وهي مبنية، فاكتسب منها البناء العارض.
وفي قول أبي تمام:
وجاز البناء بلا خلاف بين النحاة، إلا في المصدرة بالفعل المضارع.
خلاف إذ الفعل المضارع قد يبنى عرضا إذا اتصل بنون التوكيد أو نون النسوة، فينزل منزلة المبني الأصيل في باب البناء، فيبنى الظرف إذا أضيف إليه، وقد مثل له ابن هشام، رحمه الله، بقوله:
لأجتذبنْ منهنّ قلبي تحلُّماً ******* على حينَ يستصبينَ كلَّ حليمِ
فبني المضارع: "يستصبين" لاتصاله بنون النسوة، فبني الظرف المضاف إليه: "حينَ"، وهو أرجح من الإعراب عند ابن مالك رحمه الله.
بل جوز بعض النحاة البناء وإن كان الفعل المضارع معربا، وإليه أشار ابن هشام، رحمه الله، بقوله:
فإن كان المضاف إليه فعلاً معرباً أو جملة اسمية، فقال البصريون: يجب الإعراب، والصحيح جواز البناء، ومنه قراءة نافع: (هذا يومَ ينفعُ الصادقينَ) بفتح يوم، وقراءة غير أبي عمرو وابن كثير: (يومَ لا تملكُ نفس) بالفتح. اهـ
ومثل للبناء عند الإضافة لجملة اسمية بنحو:
ألمْ تعلمي يا عمرَكِ الله أنّني ******* كريمٌ على حينَ الكرامُ قليلُ
والله أعلى واعلم.