تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أصل علامات التأنيث العربية]

ـ[عابر السبيل]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 07:30 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

باختصار وإلى صلب الموضوع مباشرة ... يظهر من من التمحص في اللغة أن تاء التأنيث التي تلحق أواخر الأسماء ما هي بأصلا بتاء تأنيث، والدليل هو لحوقها أسماءً من قبيل أسئلة وكتبة ودببة وقضاة وخيالة وبحارة وغيرها من أوزان جمع التكسير ... والتاء في هذه الأوزان ليست هي علة التأنيث لأن جمع التكسير مؤنث بذاته كما تدل على ذلك أوزانه الأخرى الخالية من التاء وجميعها الأصل فيها التأنيث بدون التاء ...

وأيضا تلحق التاء باسم الفاعل وصيغة المبالغة دون أن تدل على التأنيث، كقولهم طاغية وراوية وداهية وعلاّمة ورحّالة إلخ ... ناهيك عن الأعلام المذكرة كأسامة ومعاوية وقتادة وحذيفة إلخ ...

وتلحق التاء باسم الجنس فتدل على إفراده لا على تأنيثه، كقولهم بقرة وشجرة وعنبة وتمرة إلخ ... يقصدون بذلك الإفراد والتحديد لا التأنيث ...

فهذا كله يدل على أن تاء التأنيث ليست بتاء تأنيث ... فما هي؟

يظهر أن هذه التاء إنما دخلت على الاسم أول ما دخلت بغرض تحويله إلى جمع من النوع المسمى في اللغات الأعجمية collective noun وهو اسم مفرد نحوا ولكنه جمع معنًى ... كقولك هذه أفئدة وتلك أعمدة ... ناديتها بالمفرد مع أن معناها هو الجمع ...

ومثال آخر كلمة خيّال التي هي مفرد، وعند إضافة التاء إليها صارت جمعا "خيالة" ...

ثم تطور المعنى لديهم من معنًى يفيد الجمع (التكثير) إلى معنى يفيد المبالغة والتهويل ... فقالوا "داهية" بإضافة التاء إلي "داهي" يقصدون بذلك أنه شديد الدهاء ... ومثلها طاغية وعاتية وقاضية إلخ ...

وهناك معنى آخر للتاء هو معنى معاكس يفيد التقليل ... وهذا وجد عند إضافة التاء إلى أسماء الجنس التي هي أصلا تفيد الكثرة بذاتها، فانعكس المعنى وصار يفيد التقليل ... فقالوا "بقرة" يقصدون واحد البقر، و"تمرة" يقصدون واحد التمر إلخ ...

ثم تطور هذا المعنى لديهم من معنًى يفيد التقليل إلى معنى يفيد التصغير والتحقير ... وهذا للأسف هو أصل تاء التأنيث ... فهم عندما قالوا "امرأة" أول ما قالوها إنما قصدوا بها "امرأ قليل الشأن"، وهكذا صارت علامة التصغير والتحقير علامة تأنيث ...

الخلاصة هي أن الأصل في الاسماء في اللغة العربية هو عدم التذكير أو التأنيث (الخنوثة) ... ثم صارت علامة التقليل علامة تأنيث ...

ونأتي إلى علامة التأنيث الثانية وهي الألف الممدودة ... كقولهم حمراء وخضراء وعمياء وحولاء وهبلاء ... وفي الحقيقة أن لا أعلم شيئا عن أصل هذه العلامة، وأتمنى إن كان أحد يعلم شيئا عن أصلها أن يخبرني به ...

وجدت تفسيرا في غاية السخف هو أن أصل حمراء هو حمراا بألفين ثم صارت الثانية همزة ... وهذا كلام عديم المعنى ...

لدي احتمالان ... الأول أن أصلها حمراو أو حمراي، وهذا عندي غريب ... هل الواو أو الياء علامات تأنيث في أي من اللغات السامية؟

والاحتمال الثاني أن أصلها "حمراة" بالتاء ... صارت "حمراه" ثم "حمراء" ... والدليل على ذلك كلمة "حياة" وامثالها التي تظهر فيها تاء التأنيث مسبوقة بالألف ... وأيضا في اللغة العبرية كثير من الكلمات على هذه الشاكلة فيقال "يشوت" (تعريبها "وَساة") ومعناها الكون والوجود ... فهذا هو أصل ألف التأنيث العربية الممدودة ...

ما قولكم؟

والسلام عليكم ...

ـ[عابر السبيل]ــــــــ[17 - 10 - 2008, 08:08 م]ـ

إضافة:

ويبدو أن الألف والتاء في حياة (مصدر) وحمراة (صفة) وكتابات (جمع مؤنث) هي من أصل واحد ... وأنها كانت أصلا لا تدل على التأنيث بل الجمع أو التقليل وتطورت مثل تطور التاء المربوطة ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير