[أصول النحو العربي لمحات حول تعريف العلماء عنه]
ـ[عبد الله المهنا]ــــــــ[26 - 10 - 2008, 10:01 م]ـ
تعريف أصول النحو عند السيوطي وابن الأنباري والفرق بينهما:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فلقد تكلم العلماء في العصور السابقة عن علم أصول النحو ونشأته وقد ذكروا لعلم أصول النحو تعريفات مختلفة منها تعريف السيوطي في الإقتراح يقول (أصول النحو علم يبحث فيه عن أدله النحو الإجمالية من حيث هي أدلته وكيفية الإستدلال بها وحال المستدل) 1
وقد ذكر السيوطي شرحا مفصلا لتعريفه هذا حيث يقول (فقولي علم أي صناعة فلا يرد ماأورد على التعبير به في حد أصول الفقه ... وقولي عن أدله النحو يخرج كل صناعة سواه وسوى النحو وأدله النحو الغالبة أربعة ... وقولي الإجمالية احتراز من البحث عن التفصيلية ... وقولي من حيث هي أدلته بيان لجهة البحث عنها أي البحث عن القرآن بأنه حجة في النحو لأنه أفصح الكلام سواء كان متواتراً أم آحاداً وعن السنة كذلك بشرطها الآتي وعن كلام من يوثق بعربيته كذلك ... وقولي وحال المستدل أي المستنبط للمسائل من الأدلة المذكورة أي صفاته وشروطه وما يتبع ذلك ... ) 2
وبعد هذه الوقفات مع شرح السيوطي لتعريفه لأصول النحو فإن الملاحظ عليه هو أن أصول النحو أقرب لعلم أصول الفقه حيث التثبت في النقل وصفاته وشروطه فالإطار العام لأصول النحو متصل بعلم أصول الفقه.
أما تعريف أبي البركات الأنباري فقد ذكره السيوطي في كلامه وقال (بأن أصول النحو أدله النحو التي تفرعت منها فروعه وفصوله كما أن أصول القفه أدلة الفقه التي تنوعت عنها جملته وتفصيله)
وقد ذكر الإمام اللغوي المحدث أبي عبدالله الفاسي تعليقا جميلا حو تعريف حول تعريف الأنباري لأصول النحو حيث قال (قوله أصول النحو ... إلخ قد أراد حد هذا التركيب الإضافي على أنه علم من قبيل الألقاب أي العلم المسمى بأصول النحو وقد أبدى في هذا الحد من البراعة والاقتدار على التفنن في العبارة مالا يخفى حيث استعمل أولاً تفرعت وثانيا تنوعت الجملة والتفصيل وعبارته صريحة في أنه عرف العلم بنفس الأدلة ... وقد عرف السيوطي أصول النحو بأنه علم مبحوث فيه وابن الأنباري عرفه بها والمآل واحد لأن مراد ابن الأنباري العلم المبحوث عنها فيه لا هي نفسها ولعله أراد بيان المعنى الإضافي ... ) 1
ولعل المتأمل في التعريفين السابقين وهما تعريف السيوطي والأنباري يجد اتفاقا في بعض التعريف واختلافا في بعضه الآخر فلعلهما يتفقان في أن علم أصول النحو ذو صلة قوية بعلم أصول الفقه وهذا ظاهر في تعريفهما لهذا العلم وقد أشرت لهذه الظاهرة عند تعريف السيوطي آنفاً وكذا عند ابن الأنباري حين قال وكذا أصول الفقه أدلة الفقه التي تنوعت عنها جملته وتفصيله
وقد ظهر لي اختلاف بينهما ولا أظنه اختلافاً يؤثر في هذا العلم وهو أن السيوطي قال بأنه علم يبحث فيه عن أدلة النحو بخلاف ذلك عند ابن الأنباري حيث قال هو أدلة النحو فلم يتطرق إلى كونه علم بل أشار إلى أنه هو الأدلة النحوية ويتبين لي من خلال ماأشار إليه الفاسي في تعليقه على تعريف ابن الأنباري إلى أنه أراد بيان المعنى الإضافي والله تعالى أعلم.
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[27 - 10 - 2008, 09:50 ص]ـ
بارك الله فيك لتوضحيك للتعريف والفرق