[هل يكون النون عوضا عن التنوين في الاسم المفرد؟]
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 04:51 م]ـ
حين يتناول المعرب سياقا نحو: جاء طالبان، فإنه ينظر إلى النون في آخر المثنى ويقيس عليها التنوين في المفرد، وعندها يبرر إعرابيا بقوله: والنون عوضا عن التنوينفيالاسم المفرد .. وذلك حق، ولكن ليس على إطلاقه
فإشكال يتجلى في نحو: جاء الطالبان، ويعمم أمر النون على كونها عوضا عن التنوين .. وذلك هو التوهم حقيقفة
إذ إن (الطالبان) مفردها (الطالب)، ولا تنوين فيه، إذ يمتنع التنوين فيه لعلة التعريف بأل، هكذا يقول النحويون، ونردد قولهم في كثير من الأحيان دون إعمال لفكر أو حتى سؤال نستجلب من خلاله الجواب ..
حسنا، قلنا من علامات الاسم: التنوين، ودخول أل و ... الخ، وقد تجتمع أكثر من علامة في الاسم، إذ يمكن اجتماع الجر وأل مثلا نحو: (في البيتِ)، كما يمكن اجتماع التنوين والجر مثلا في (في بيتٍ)
لكن مسألة اجتماع التنوين وأل في اسم ما فلا يمكن إطلاقا، إذ كيف يتأتى لنا أن نقول (البيتٌ)!!
أل + بيت + تنوين، وعلة المنع أن أل تكون للتعريف فحين نقول (كتابٌ) فهو اسم شائع يصدق على أي كتاب فهو نكرة إذن، والتنوين فيه يسمى تنوين التمكين إذ أنه مكن الاسم من الإسمية والإعراب ثم أنه صرفه إلى التنكير
فالتنكير أصل في الاسم والتعريف فرع ..
وإذا كان ذلك كذلك، فإن أل تقلب النكرة إلى معرفة (كتابٌ - الكتابُ) نلاحظ اختفاء التنوين من الاسم المعرف بأل لعلة أنه لا يجتمع الضدان هنا فهل ثمة كلمة نكرة ومعرفة في آن؟!!
أمثل هذه الحالة بقطعة مغناطيس لها قطبان (+) و (-)، وإذا ما أتينا بقطعة أخرى نجد أن القطبين المختلفين يتجاذبان أطراف الحوار بينهما، أما القطبان المتشابهان فيتنافران ..
إذن التنوين ليس عوضا عن المفرد في الاسم (الطالبان) لأن مفرده (الطالبُ).
حسنا، كيف نقول عن النون إذن في (الطالبان) إن لم تكن عوضا عن التنوين؟!
النون هنا لرفع اللبس بين المفرد والمثنى، فلو قلنا: جاء الطالبان، وحذفنا النون: جاء الطالبا، لتوهم السامع أننا نريد المفرد لا المثنى، وكذا الحال مع: شرح المعلمون الدرس، فلو حذفنا النون لتوهم السامع أننا نريد المفرد لا الجمع، فالنون هنا (فارقة) لرفع التوهم وإزالة اللبس ..
أيضا تكون النون لرفع توهم الإضافة في قولنا: رأيت بنين كرماء، فلولا النون لاختلف المعنى المقصود وصارت الجملة: رأيت بني كرماء
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 08:01 م]ـ
أستاذي الكريم: مغربي، بارك الله فيك:
رأي رائع وممتع ومقنع، واسمح لِي أن أخالفَك على صِغري:
1 - النون في المثنى والجمع عند سيبويه: بدل من الحركة والتنوين في المفرد كما في: طالبان.
وبعض النحاة يرى أنها بدل من الحركة في المفرد وهو منسوب للزجاج في نحو: الطالبان. ورُدَّ بأن الحروفَ نائبة عنها.
ومنهم من يرى أنها بدل من التنوين دون الحركة، كما في نحو: عصوان، رحيان.
2 - يرى ابن مالك أن النون لرفع توهم الإضافة كما في نحو: رأيت بنين كرماء، وناصرين باغين، وبنين أبطال.
3 - وقيل: هي التنوين نفسه، ولما التقى ساكنان لزم التحريك فقُلب التنوين نونًا فثبت نونًا وهذا سرُّ بقائه مع ما فيه " أل " أو الممنوع من الصرف. وقد نقله ابن هشام الخضراوي وأبو حيان. وهو ما أميل له.
بارك الله فيكم. ولي عودة لو أذنتم.
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 09:22 م]ـ
تكملة لما بدأته:
ذكر الرضي أن علة سقوط التنوين مع لام التعريف هو منع اجتماع حرف تعريف " أل " مع ما يكون في بعض المواضع علامة تنكير " التنوين "، بينما النون لا تكون تنكيرًا أصلا، فلذلك ثبتت مع " أل ".
ـ[الأحمر]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 09:29 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي العزيز
ما رأيك في الممنوع من الصرف حيث إن (أحمدان) مثنى (أحمد) و (أحمد) ممنوع من الصرف؟
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 09:53 م]ـ
أستاذي:
أحمد ممنوع من الصرف، لكونه علم، وهل أحمدان علم؟
العلم - كما تعرفون أستاذي - إذا ثُنِّيَ أو جُمع زال تعريفه. واحتاج إلى معرف، فتقول: الأحمدان، فيلتقي مرة أخرى (أل و النون) وفيه ما قلناه.
ـ[الأحمر]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 02:12 ص]ـ
أستاذي:
أحمد ممنوع من الصرف، لكونه علم، وهل أحمدان علم؟
العلم - كما تعرفون أستاذي - إذا ثُنِّيَ أو جُمع زال تعريفه. واحتاج إلى معرف، فتقول: الأحمدان، فيلتقي مرة أخرى (أل و النون) وفيه ما قلناه.
أخي العزيز أبا عمار
لو سألت اثنين فقلت لهما: أأنتما جوعانان؟
فهل النون في (جوعانان) عوض عن التنوين في الاسم المفرد؟
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 06:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا عمار
ولك الشكر على مرورك تفاعلك
واسمح لي أخي أن أعقب عليك بعد أن أبارك لك تميزك على نافذة ستقلة
مبارك أخي
¥