ـ[أبو قصي]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 02:03 م]ـ
لا يُهمني القائلُ؛ إنما يعنيني الكلامُ على هذا المنهج في التفكير الذي ينسَى أصحابُه أنَّ اللغة نظام مترابط الأوصال، مُداخَل الخَلق. ولست أعني بكلامي مَن عُرف بسلامة منهجه، وسعة علمه، ثم أخطأ؛ فلو أسقطنا كلّ أحدٍ يخطئ، لما بقي لنا عالم؛ فقد أخطأ كثيرٌ من جِلة العلماء، كأبي عمرو بن العلاء، وأبي بكر الأنباري، وثعلب، وابن السكيت ... إلخ
فينبغي أن يَّكون بيّنًَا لنا فرقُ ما بين الصنفين. ومن الحَيف أن نسويَ بين العلماء الراسخين المجتهدين، وبينَ غيرهم ممَّن لا أحبُّ أن أذكرَهم؛ فقد أطنبت في بيان أمرهم غيرَ مرَّةٍ.
تنبيه:
ليس عيبًا أن يجتهد الرجل - وإن كانَ من صغار طلبة العلم -؛ فيخطئ؛ ولكن العيبَ والحقيقَ بالملامة أن يتكلم في المسألة من غير بحثٍ، ولا تقصّ، ولا نظرٍ؛ وإنما يتكلم بالرأي المجرَّد، والهوى، والاستحسان.
أو يحاول أن يسوقَ عندنا نظريات الغرب، وآراءه، ويفرض قوانين لغاتهم على لغتنا؛ فهذا هو العيب، وهذا هو الذي أعنيه في ردودي.
أرجو أن أكون قد أديت رأيي بوضوح.
ـ[أبو حازم]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 02:35 م]ـ
لا فض الله فاك يا أبا قصي
لقد أثلجت صدري بكلامك لا عدمت خيرا، وأعجب من ذلك أن تراهم يثلبون النحاة القدامى وينتقصونهم ما وجدوا إلى ذلك سبيلا، وليسوا يألون جهدا في رد كلامهم ونقض قواعدهم بما تلقفوه عن أسيادهم الغربيين من اصطلاحات محدثة ركيكة ليست من الفصاحة في شيء، ولكن الله جاعل من يذب عن هذا العلم ويقيم أركانه بالحق المبين والبرهان السديد
وأنا مع ذلك لا أنكر على الباحث المحقق المدقق أن يرد شيئا من كلام القوم بحجة قائمة بالغة والله الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو قصي]ــــــــ[21 - 10 - 2008, 01:47 م]ـ
أمتع الله بك أخي أبا حازم
هؤلاء القوم كما قلتَ. وما زلتُ ولا أزالُ أحذّر الناس من مغبَّة الاعتداد بآرائهم، لأن مقتضَى ذلك إفساد نِظام النحو المتواشِج، ونقض عُقَدِه بعد إبرامِها؛ ولكنَّ قومي لا يزالون يحسِنون الظنَّ، ويلتمسون المعاذيرَ. وأخشى أن يفيقوا بعد حينٍ وقد تغلغلَ ضررُ هذه المناهجِ المبطِلة في عقولهم، وعلومهم، وآرائهم؛ فيسعوا في طلبِ الإصلاح، فلا يطاوعُهم؛ فعسيرٌ على الطبيبِ معالجة الداء إذا هو استفحلَ!
فيا ليت قومي يعلمون.