تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثالثاً: المصدر المنون وهو المجرد من أل والإضافة: وعمله أقيس من إعمال المحلي بأل. نحو قوله تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً} 14 – 15 البلد.

تابع معمول المصدر:

المضاف إلى المصدر العامل إما أن يكون فاعلاً في الأصل فمحله الرفع، أو يكون مفعولاً به فمحله النصب. لذلك إذا اتبعت المعمول بوصف جاز فيه الجر مراعاة للفظ المتبوع والرفع مراعاة للمحل إذا كان المعمول فاعلاً، والنصب إذا كان مفعولاً به.

نحو: سررت من احترام سعيدٍ المجتهدِ معلّمَه.

فيجوز في إعراب كلمة " المجتهد " الجر على اللفظ صفة لسعيد المجرورة بالإضافة إلى المصدر، ويجوز فيها الرفع على المحل صفة لسعيد المرفوعة في الأصل لأنها فاعل للمصدر.

ونحو: يعجبني مكافأة التلميذِ المهذب أستاذُه.

فيجوز في إعراب كلمة " المهذب " الجر على اللفظ صفة للتلميذ المجرورة بالإضافة إلى المصدر.

كما يجوز فيها النصب على المحل صفة للتلميذ المنصوبة في الأصل لأنها مفعول به للمصدر.

فائدة:

1 ـ القائل باتباع معمول المصدر على المحل هم الكوفيون وجماعة من البصريين، أما سيبويه وبقية البصريين فقالوا بعد جوازه. واكتفوا بالاتباع علىاللفظ، وفي رأيي هذا هو الأنسب ولا حاجة إلى التذحلق في الإعراب ما دام الإعراب الظاهر يؤدي الغرض المطلوب ويفي به.

2 ـ جاء مصدر فعّل على فِعَّال مثل كذب كذاب، وقد ذكرنا ذلك في موضعه، وقد جاء مصدره أيضاً على تفعال نحو: طوّف تطواف، وكرر تكرار، ونظائرهما وهي سماعية لا يقاس عليها.

3 ـ قد يجيء مصدر أفعل على وزن فَعَال، نحو: أنبت نبات، وأثنى ثناء.

ومنه قوله تعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً} 17 نوح.

4 ـ قد يرد المصدر علىوزن اسمي الفاعل والمفعول نحو: العافية والعاقبة، والميسور والمعقول.

وقد يأتي بمعنى اسمي الفاعل والمفعول نحو: عدل بمعنى عادل، وغور بمعنى غائر، وخلق بمعنى مخلوق.

تقول: هذا خلق الله ما أبدعه. أي مخلوقه.

5 ـ يعمل اسم المصدر والمصدر الميمي عمل المصدر في جميع أحواله وبشروطه السابقة. مثال عمل اسم المصدر: أنت كثير العطاء الناس.

ومنه قول الشاعر:

أكفراً بعد رد الموت عني وبعدعطائك المئةَ الرِّتاعا

ومثال عمل المصدر الميمي: أعجبني مسعى أخيك للصلح بين المتخاصمين.

6 ـ لا يعمل المصدر المؤكد للفعل عمل الفعل، فلا يصح أن نقول: عاقبتُ معاقبةَ مهملَ الواجب. باعتبار المفعول به " مهمل " معمول للمصدر معاقبة، بل هو مفعول به للفعل عاقب.

كما أن المصدر المبين للعدد لا يعمل عمل الفعل، فلا يصح أن نقول: كافأت مكافأتين الفائز. " فالفائز " مفعول به للفعل لا للمصدر.

ولكن يجوز في المصدر المبين للنوع أن يعمل عمل الفعل.

نحو: كتبت الرسالة كتابة المحبين رسائلهم.

" فرسائل " مفعول به للمصدر كتابة مع أنه مبين لنوع الفعل بإضافته للمحبين.

7 ـ اشترط في عمل المصدر أن يكون مفرداً ولا يصح أن يعمل مثنى أو مجموعاً، والصحيح جواز عمله بصيغة الجمع كما في قول الشاعر:

قد جربوه فما زادت تجارتهم أبا قدامة إلا المجد والنفعا

فالمصدر " تجارب " جمع للمصدر " تجربة " وقد نصب المفعول به " أبا " غير أن هذا شاذ وما ورد في البيتين خاص بالشعر ولا يقاس عليه.

8 ـ لا يجوز تقدم معمول المصدر عليه، فلا يصح أن نقول: ليس لي به علم.

على اعتبار أن الجار والمجرور " به " متعلق بالمصدر " علم " والصحيح: ليس لي علم به."

منقول

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 06:33 م]ـ

جزاك الله خيرا ابن قدامة وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير