ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 09:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم.
وأود الإشارة إلى مسألة منهجية خطيرة جدا، لها عظيم التعلق بمسألة الدفاع عن النحو العربي.
وهي أن هذا النحو بناء متكامل يشد بعضه بعضا، بناه على مر عقود طويلة جمع من الأفذاذ الجهابذة، وكمله بعد ذلك خلق من الأذكياء العباقرة، وصقلته قرون من التأليف والبحث والتدريس.
فإذا أردنا أن نغير لبنة أو لبنات من الأساس الذي قام عليه، فلنحذر أن نهدم البناء كله من حيث لا ندري. وحينئذ نحتاج إلى وضع بناء آخر متكامل، مباين للبناء الأول، نجمع فيه المتماثلات، ونفرق بين المتباينات، وندفع الإيرادات، ونرد الاعتراضات.
والخطأ الذي يمكن أن يقع فيه بعض الناس يتلخص في أمرين:
- أنهم يغيرون بعض الأصول، في بعض الأبواب، ويغفلون عن لوازم ذلك من تغييرات في أبواب النحو كلها.
- لا يقترحون نظريات متكاملة، في أصول النحو (أي قواعده العامة) وفروعه (أي تطبيقاته على الأبواب).
وهذا يشبه من أوجه كثيرة، ما يفعله بعض مدعي الاجتهاد في هذا العصر، حين يلغون فقه المذاهب، بحجة إبطال التقليد، والأخذ من الكتاب والسنة مباشرة (وهذا في حد ذاته صحيح إجمالا)، لكنهم يقترحون فقها مختزلا في أبواب مخصوصة من العبادات، فإذا احتاجوا إلى أبواب المعاملات والعقود مثلا، اضطروا إلى الرجوع إلى كتب المذاهب يستنطقونها.
ويعجبني في هذا الباب نموذج مغاير هو نموذج العلامة ابن حزم، فإنه لم يكتف بإبطال القياس في كتبه الأصولية، وإنما مر على الفقه كاملا، في المحلى وأصله الذي لم يصل إلينا، من ألفه إلى يائه، وطبق عليه نظريته الجديدة (فأصاب في أمور وأخطأ في أخرى).
لذلك نقول في الفقه:
- لا بأس بالرجوع إلى الكتاب والسنة مباشرة، بشرطين اثنين: استكمال أداة الاجتهاد + اقتراح فقه متكامل، يستعاض به عن فقه المذاهب.
ونقول في النحو:
- لا بأس بالرجوع إلى ''الظواهر اللغوية'' مباشرة، بشرطين اثنين: استكمال أداة الاجتهاد اللغوي (وهذا شرط ثقيل ثقيل ثقيل)، + اقتراح قانون نحوي متكامل، يعوض نحو القدامى.
والله أعلم
ـ[جلمود]ــــــــ[01 - 11 - 2008, 11:01 م]ـ
فإذا أردنا أن نغير لبنة أو لبنات من الأساس الذي قام عليه، فلنحذر أن نهدم البناء كله من حيث لا ندري. وحينئذ نحتاج إلى وضع بناء آخر متكامل، مباين للبناء الأول، نجمع فيه المتماثلات، ونفرق بين المتباينات، وندفع الإيرادات، ونرد الاعتراضات.
بارك الله فيكم أستاذنا عصام،
فلقد أتيت على بيت القصيد، لاسيما إذا كانت البنة لبنات ولبنات، لذلك تراني أقول في مشاركتي التي فُهمت خطأ:
ا
أظن أنه كان يجب عليه أن يكتب النحو كاملا وفق ما يرى ثم يعرضه؛ لننظر هل منهجه متناقض أم متناسق، ولننظر ما قدم من جديد أو تلاشى من عيوب؛ فأستاذنا العزيز ليس له رأي في باب نحوي فقط، وإنما له أراء في أبواب نحوية كثيرة ...
وربما إذا انتهى منه وجدنا فيه من التناقض والتعقيد أكثر مما يجده في نحونا السلفي، وربما نجد فيه من الحسن ما يجعلنا نترك نحونا ونتحول إلى نحوه، ربما وربما ...