تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأصمعي يقول أخذت شعر هذيل عن الشافعي، وأحدهم يقول هممت أن آخذ القراءات من الحسن بن هانئ (أبو نواس) لولا ماعرفت عنه، وكذلك السياسة أنت لا تفهم المتنبي إلا إذا عرفت التاريخ والسياسة. لابد من السعي والمشقة.

العلم لايؤتيك بعضه حتى تؤتيه كلك فإذا كان أعطاك بعضه.

إن تكوين العقل أشق مايمكن، وقد سئل أحدهم بم تحقق الآمال، قال: أولا: الصبر، ثانيا: الصبر، ثالثا: الصبر.

لا تقل قرأت الكتاب مرة أو مرتين أو ثلاثة، فهناك كتب لا تحصى عدد قراءتها، فالمطلوب ترسيخ العلم، كل نفيس في الحياة لا ينال إلا بالمكابدة.

هذه القدرات في الكفاح هي الفرق بين الأقوى والأضعف وبين المتقدم والمتخلف ليس هناك فرق إلا من هذا الباب العمل والمشقة وتنظيم الوقت.

قد تبدأ القراءة وأنت تضيق بها فإذا صدقت انعقدت الألفة وحين تألفها فأنت قد بدأت الطريق الصحيح، لابد أن أقرأ وأضيق ثم أقرأ ثم أقرأ ... فلا يذوق حلاوة الإيمان إلا من صبر نفسه على الطاعة وباب العلم وباب الإيمان واحد. ولأجل ذلك قرن خروج طالب العلم بالجهاد فسمي (نفر) وفي سورة تتحدث عن الجهاد.

وعلماؤنا كانت لهم رؤى في علوم متنوعة السيد صقر كان عالما باللغة وعالما بالحديث ومحي الدين عبد الحميد كان كذلك، ولقد اشترط في المجتهد أن يكون مثل سيبويه في النحو فلا يؤخذ عن لحّان.

وعليك أن تعلم أن مناهج الكلية إنما هي إضاءات ومفاتيح وأوليات وعليك أن تعد نفسك لعمل أشق إن أردت أن تكون شيئا.

لابد من المحافظة على الحروف العربية، وإخراجها من مخارجها،لابد من الجد والرسول صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من العجز والكسل لأنهما داء الأمم والجد والصبر طريق الرجال.

بعض الأشياء في حياتنا تحتاج مراجعة، محاولة نزع العلم وغرس آخر هذه محاولة مجترئة لايجوز أن ندخل على العربية ماليس منها، ولا على القرآن علما وافدا، ولا علما عربيا لم يصنعه علماؤنا من أجل القرآن.

هذه علوم حمت هذا اللسان صحة وبلاغة فأقنعني وأنا سأخلعها معك.ابتعدوا عن الاجتراء على علوم هذا اللسان ولا تهدموا الجدار الذي حمى هذا اللسان.

هناك حملة شرسة على الحفظ، إذا كان المراد الحفظ غير الواعي فهو مرفوض لكن لا يوجد نصف ذكي يحفظ ولا يعي، والعلم لايسكن إلا بطول المراجعة والروية، وهذا يؤدي للحفظ، المرفوض هو الحفظ الأعمى.

هناك أشياء لابد فيها من الحفظ مثل العروض، القرآن، الحديث لم تنقل إلا بالحفظ وكان ابن السراج يقول لطلابه إذا لم تفهموا فاستعينوا بالحفظ على الفهم ونقلها الفارسي لطلابه ثم أثبتها ابن جني في كتابه.

تعودنا أن نقرأ الكتاب لنحصل مادته العلمية، وفي الكتاب أشياء لا تقل قيمة عن المادة العلمية، فلا بد أن تحسن القراءة لتتبين مراد المصنف وتتبع حركة عقله. وكتب العلماء تنقسم قسمين:

أولا: كتب أوائل العلماء الذين أسسوا العلوم.

ثانيا: كتب المتأخرين الذين لخصوا العلوم وشرحوها وكتبوا فيها الحواشي والتقريرات.

الكتب المؤسسة اقرأها بلغة من أنتج هذا العلم مثل كتاب الرسالة للشافعي، ففي الرسالة مادة علمية من إنتاج عقل المؤلف، وأجل مافي الرسالة حركة عقل الشافعي وهو ينتج المادة العلمية.

المزني يقول: قرأت الرسالة خمس مئة مرة وكل مرة أجد شيئا لم أجده في المرات السابقة.

وليس أجل من تعرف كيف بنى العلم من بناه، ولا تكون مستهلكا للعلم والمعرفة فقط.

الجرمي يقول: منذ ثلاثين سنة وأنا أفتي من كتاب سيبويه.

وقد أشار المبرد إلى أن المقصود أن كتاب سيبويه يعلم التفتيش والنظر والبحث والاستنباط والجرمي نقل ذلك إلى الحديث فأمده بالفتوى.

وقل مثل هذا في كتاب الخصائص لابن جني ففيه يؤسس علما من خلال سطر واحد.

عبد القاهر يؤسس علما على كلمة طائرة من رواة الشعر ومن خبر طائر يضع قاعدة بلاغية.

والكتب المتأخرة لم تنتج معرفة لا لضعفهم إنما السياق التاريخي أعطى فرصة للمتقدمين لم يعطها للمتأخرين، فاستأثر المتقدمون بثوابت اللغة أما المتأخرون فإن جهدهم لم يظهر في إنتاج المعرفة إنما في تصنيفها وتحريرها ومراجعتها وطريقة الحوار فيها وقل مثل هذا عن الخطيب القزويني فكل ماقاله راجع إلى أربعة: عبد القاهر، الزمخشري، الرازي، السكاكي، وإنما علمه في مناقشته واستخراجه وجه الخطأ والدليل الذي يحتج به وسعد الدين التفتازاني كذلك يحسن العرض ثم ينفذ لاختلال الرأي.

وقد أثيرت حملة شرسة على الحواشي في مصر، وذكرت شروح التلخيص في مجلس محمود شاكر فقال رجل: لا تصنع بلاغة، فرد الشيخ شاكر ولكنها تعلمنا العقل والحوار.

انتهت محاضرة الشيخ

الأسئلة

كان هناك سؤال يدور حول ذكرياته مع الشيخ محمود شاكر.

فذكر أن مايميز الشيخ فصله بين الخلافات والعلاقات الإنسانية فلم تنفك علاقته بطه حسين وطلاب طه حسين، ومما ذكره أن الشيخ كان ملما بالإنجليزية حتى إنه ليترجم منها شعرا،وقد صحح محمود شاكر للويس عوض في ترجمته، كما كان الشيخ شاكر ملما بالفرنسية والألمانية.، إنه كان يقرأ كل شيء ويحيط بكل شيء ولكن إذا كتب في العربية لا يقحم فيها من غير العربية.

أما المداخلات

فقد داخل د. الطلحي مستعيدا ذكرياته مع الشيخ ثم راجعه في مسألة الحفظ ومسألة جهود ابن هشام.

أما الدكتور زيني فقد داخل مستعيدا ذكرياته مع الشيخ أبو موسى والشيخ الطناحي في مجلس محمود شاكر في الصيف.

وختمت المداخلات بمداخلة الدكتور علي الحارثي مشيرا إلى قضية الحفاظ على المصطلح الأصيل في العربية وعدم إقحام اللسان الأعجمي.

أما بعد:

فهذا جهد المقل فإن كان من خطإ فيما كتبت فهو من خطإ مقيده، فإن ضيق الوقت لم يسعف بمراجعة ماكتبت.

والله أعلم، والحمد لله رب العالمين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير