تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مِنْ نوادر الحُفَّاظ

ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 06:08 م]ـ

[من نوادر الحفاظ]

قال التَّنوخي: لم أر أحفظ من محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب (345 هـ) أملى مِنْ حفظه ثلاثين ألف ورقة، ولِسعة حِفْظه نُسب إلى الكذب .. وبلغ من شدة حفظه: أنه حضر ابن دريد، وابن الأنباري، وابن مِقْسَم عند القاضي، فعرض عليهم تلك المسائل – ثلاثين مسألة في اللغة وذكر غريبها، وختمها ببيتين من الشعر.

فما عرفوا منها شيئاً، وأنكروا الشعر، فقال لهم القاضي: ما تقولون فيها؟ فقال ابن الأنباري: أنا مشغول بتصنيف مشكل القرآن، ولا أقول شيئاً.

وقال ابن مِقسْم كذلك، وقال: أنا مشغول بالقراءات.

وقال ابن دريد: هذه المسائل من مصنوعات أبي عُمر، ولا أصل لها في اللغة؛ فبلغه ذلك، فاجتمع بالقاضي وسأله إحضار دواوين جماعة من قدماء الشعراء سمّاهم، ففتح القاضي خزانته، وأخرج له تلك الدواوين، فلم يزل أبو عمر يعمد إلى كل مسألة، ويخرج لها شاهداً من كلام العرب، ويعرضه على القاضي، حتى استوفاها، ثم قال: وهذان البيتان أنشدهما ثعلب بحضرة القاضي وكتبهما القاضي بخِّطهِ على ظهر الكتاب الفلانيّ، فأحضر الكتاب فوجد البيتين على ظهره بخطه كما قال.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 06:11 م]ـ

وكان محمد بن القاسم بن محمد أبو بكر الأنباري (327 هـ) يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهداً في القرآن، وكان يملي من حفظه لا من كتاب … ومرض يوماً فعاده أصحابه، فرأوا من انزعاج والده أمراً عظيماً، فطيبوا نفسه، فقال: كيف لا أنزعج وهو يحفظ جميع ما ترون؟ وأشار إلى خزانة مملؤة كتباً، وكان يحفظ مائة وعشرين تفسيراً بأسانيدها.

وقال أبو الحسن العروضيّ: اجتمعت أنا وأبو بكر الأنباري عند الراضي بالله على الطعام، وكان الطباخ قد عرف ما يأكل فكان يطبخ له قليّة يابسة، قال: فأكلنا نحن ألوان الطعام وأطايبه، وهو يعالج تلك القلية، ثم فرغنا وأتينا بحلواء، وقمنا وملنا إلى الخيش فنام بين الخيشين، ونمنا نحن في خيشين ولم يشرب ماء إلى العصر، فلما كان العصر قال: يا غلام الوظيفة، فجاء بماء من الحُبّ [الزير الكبير] وترك الماء المزمّل [المغطى] بالثلج، فغاظني ذلك، فَحُمْتُ، فأمر الراضي بإحضاري؛ وقال: ما قصتك؟ فأخبرته، وقلت: هذا يا أمير المؤمنين يحتاج أن يحال بينه وبين تدبير نفسه؛ لأنَّه يقتلها، ولا يحسن عشرتها، فضحك، وقال: يا أبا بكر، لِمَ تفعل هذا؟ قال: أُبقي على حفظي، قلت له: قد أكثر الناس في حفظك، فكم تحفظ؟ قال: ثلاثة عشر صندوقاً.

وسألته يوماً جاريةٌ للراضي عن شيء في تعبير الرؤيا، فقال: أنا حاقن، ثم مضى من يومه، فحفظ كتاب الكرماني، وجاء من الغد وقد صار معبراً للرؤيا، وكان يأخذ الرطب فيشمه ويقول: إنك لطيب، ولكن أطيب منك حفظ ما وهب الله لي من العلم.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 06:12 م]ـ

بارك الله فيك سيدي الكريم ....

ـ[محمد سعد]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 06:45 م]ـ

بارك الله فيك سيدي الكريم ....

شكرا لك أخي بحر الرمل

ومنكم نستفيد، ودٌّ يصل لروحك الطيِّبة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير