[ابن حميد: تفضيل اللغات الأجنبية احتلال عقلي وضياع للأمة]
ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 05:21 م]ـ
انتقد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد دعوات إهمال اللغة العربية والتركيز على تعلم اللغات الأجنبية حيث اعتبر ذلك جزءاً من "الاحتلال العقلي" و"ضياعاً للأمة ومقدمة طبيعية لفنائها واستئصالها".
وقال ابن حميد في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام في مكة المكرمة ظهرت دعوات هنا وهناك وانبرى قوم من أهل العربية يدعون إلى تعجيم التعليم والمصيبة ثم المصيبة إن كانوا لا يعلمون أن إهمال اللغة ضياع للأمة ومقدمة طبيعية لفنائها واستئصالها فتلكم هي علة العلل وأم المشكلات فليس في العالم أمة عزيزة الجانب صادقة الانتماء تقدم لغة غيرها على لغتها, فاللغة الأجنبية طاردة للانتماء وهي احتلال عقلي في الشعوب التي ضعف انتماؤها وإذا هانت عليهم لغتهم سادت لغة الأجنبي ومن ثم أثرت في السلوك والمسيرة أما إذا عزت اللغة عند أهلها فلن تكون اللغة الأجنبية إلا خادمة ينتفع بها ويصبح كل شيء أجنبي خاضعا لقوة الإيمان بحق الأمة ومجدها واستقلالها.
وقال الشيخ ابن حميد: إن الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا في التعليم باللغة الأجنبية واهمون ثم واهمون، إنهم يخسرون ولا يربحون ويفشلون ولا ينجحون ويتأخرون ولا يتقدمون. لا يوجد صورة انهزامية ولا شعور بالنقص أشد من انتقاص الفرد للغته وعزوفه عنها وإذا أردتم مزيد إيضاح لصور الانهزامية وضعف الإدراك وضيق النظرة فانظروا كيف الحال مع أقوام يرون اللغة الأجنبية مهمة لعامل بدالة الهاتف وخادم الفندق وحامل الحقائب وسائق سيارة الأجرة والحافلة ونادل المطعم والمقهى ومندوب المبيعات مع أن هؤلاء جميعا يتعاملون مع أصحاب اللغة الأم وليس مع الأجانب".
وأضاف: ومن مزيد الضعف والانهزام وغرائب هذا المسار ربطهم بين التعلم باللغة الأجنبية والتعليم بها وبين التفوق والتقدم، ولو كان الأمر كذلك لكان كثير مما يسمى بالعالم الثالث ممن يتحدث لغة الأجنبي وصارت اللغة الرسمية متقدمة متفوقة والواقع أن ذلك لم يزدهم إلا خسارا وأن هذه الشعوب الممسوخة هي من أكثر الشعوب تخلفا وأشدها فقرا وأكثرها حاجة وقبولا للمساعدات الخارجية المشروطة منها وغير المشروطة وأسرعها تبعية مع أنها تعلم بلغات أجنبية، وإن من يربط بين اللغة الأجنبية والتقدم كمن يظن أن لبس النظارة كاف في محو الأمية وأن وضع العمامة على الرأس كاف في الانتساب إلى أهل العلم، يقابل هؤلاء أمم خرجت من التخلف إلى التقدم وهي لم تعلم ولم تتعلم إلا بلغة أهلها وشعبها وسبقت دولا تتكلم بالأجنبية وتعلم بها وتتعلم بها.
وختم إمام المسجد الحرام بالقول: إن الحديث ليس عن أهمية اللغة الأجنبية وتعلمها والاهتمام بها فذلك لا مانع منه وأهميته وفائدته ظاهرة والحاجة إليه قائمة ولاسيما لبعض الفئات والمجالات كما أن الدعوة إلى التمسك باللغة الأم ليست دعوة إلى التقوقع والانغلاق والانكفاء على الذات وليست دعوة إلى منع تعلم لغة أجنبية أو أكثر ولكنها دعوة إلى منع التعليم بها، فتعلم اللغة الأجنبية شيء وقلب مناهج التعليم ومواده لتكون بغير لسان الأمة ولغتها شيء آخر بل هذا مضر ماسخ للهوية والسيادة والقوة والعزة والاستقلال.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 05:26 م]ـ
إن الحديث ليس عن أهمية اللغة الأجنبية وتعلمها والاهتمام بها فذلك لا مانع منه وأهميته وفائدته ظاهرة والحاجة إليه قائمة ولاسيما لبعض الفئات والمجالات كما أن الدعوة إلى التمسك باللغة الأم ليست دعوة إلى التقوقع والانغلاق والانكفاء على الذات وليست دعوة إلى منع تعلم لغة أجنبية أو أكثر ولكنها دعوة إلى منع التعليم بها، فتعلم اللغة الأجنبية شيء وقلب مناهج التعليم ومواده لتكون بغير لسان الأمة ولغتها شيء آخر بل هذا مضر ماسخ للهوية والسيادة والقوة والعزة والاستقلال.
هذا هو الكلام ....................
ـ[أبو طارق]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 05:40 م]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء
وجزاك الله خيرًا على نقلك الطيب أستاذ محمد
ـ[نزار جابر]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 06:05 م]ـ
جزى الله شيخنا خير الجزاء
كنا ننتظر من زمن نصرة اللغة من شيوخنا الأفاضل
بوركت أخي على الموضوع
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[26 - 07 - 2008, 11:10 م]ـ
بارك الله فيك-أخي المفضال الدكتور محمد الرحيلي المدني- وبارك الله في الشيخ المفضال ابن حميد، جزاه الله عن الإسلام والقرآن ولغته خير الجزاء، وأرجو نقل نص الخطبة كاملة إن أمكن؛ فكلام منه ليس ككلام من كل أحد؛ لما يمثله من ثقل ديني واجتماعي وسياسي عند جميع المسلمين وغيرهم، بإمامته في الحرم الشريف قبلة المسلمين، ورئاسته مجلس الشورى في أكبر بلاد الإسلام مكانة بلا منازع، وكثير من الخطباء في العالم ينقلون من خطبه حرفيا أحيانا وبالمعنى أحيانا. وهذه الخطبة وأمثالها تظل مراجع في مثل هذا الموضوع من موضوعات الساعة وكل ساعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
¥