تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[باب الشبهات]

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:30 ص]ـ

باب الشبهات ذات الإيحاءات اللغوية والنفسية الضمنية!

كثرت الشبهات المعقدة ذات الإيحاءات اللغوية والنفسية الضمنية التي تهدف إلى زعزعة المفاهيم اللغوية والدينية والثقافية تمهيدا لاستبدالها هي وما تمثله من مؤسسات دينية وثقافية بغيرها، وانتشر أصحابها والمروجون لها في المواقع الأدبية انتشاراً كبيراً. لذلك أقترح هذا الرابط لإثبات ما نكتشف من الشبهات القديمة/الجديدة عليه تنبيها للناس. وأرجو من الزملاء والزميلات ممن يلاحظ شبهة من هذا الجنس أن يثبتها على هذا الرابط جمعا وتبويبا تعميما للفائدة.

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:32 ص]ـ

في فرقة القرائين اليهود، ونحلة القرآنيين العرب

1. فرقة القرائين اليهود:

كانت التوراة أصبحت في القرن الثاني الهجري نسياً منسياً لدى جمهور اليهود بسبب طغيان التلمود البابلي عليها. وأدى هذا الوضع إلى نشوء فرقة لدى اليهود أطلق عليها فيما بعد اسم "القرائين" (????????: قَرائِيم) نسبة إلى كثرة "قراءة المقرأ" (????: مِقرَأ) وهو كتاب "العهد القديم"، المصدر الأول والأهم لليهودية [1]. أسسس هذه الفرقة في بغداد عنان بن داود الذي ظهر زعيماً للفرقة أيام أبي حعفر المنصور المتوفي سنة 158 هجرية (775 ميلادية)، لذلك تعرف فرقته في المصادر الإسلامية باسم "العَنانِية" [2]. وتركز نقد عنان لأحبار اليهودية في مسائل كثيرة أهمها على الإطلاق رفضه القاطع لكتاب "المشناة" (سنة اليهود المتواترة وتشكل متن التلمود) وكتاب التلمود، واعتباره إياهما بدعة ابتدعها الحاخامات ونسبوها إلى موسى عليه السلام وهو منها براء حسب تعبيره، وكذلك في مطالبته بالعودة غير المشروطة إلى كتاب العهد القديم مصدر الديانة اليهودية الوحيد حسب قوله، ورفض التشبيه في التوراة وتأويله على المجاز، ومأسسة صلاة اليهود على غرار صلاة المسلمين (يصلي القراؤون مثلما يصلي المسلمون). [3]

أدت حركة القرائين اليهود التي أسسها عنان [4] إلى الاهتمام بأسفار العهد القديم، فقام أحبار "المسوريين"، وهم من القرائين، باستعارة نظامَي الإعجام والتشكيل عن العرب وإدخالهما في عبرية العهد القديم، معتمدين في ضبط نطقه على الآرامية اليهودية، وهي الآرامية التي دون كثير من الأدب اليهودي بها، والتي كان اليهود يتكلمون بها قبل استعرابهم بداية العصر العباسي. وكان أهم علمائهم في هذا المجال هارون بن موسى بن آشر الطبري (مات سنة 960)، وإليه يدين اليهود ـ قرائين وحاخاميين تلموديين ـ بإعجام أسفار العهد القديم وتشكيلها بالحركات، وذلك بعد روايته لأكثر من ألف وثلاثمائة سنة بلغة غير محكية وبدون إعجام ولا تشكيل! [5]

انتشرت الفرقة القرائية انتشاراً واسعاً بين جمهور اليهود وكادت تطغى على التلموديين حتى قام الحبر المتكلم سعاديا بن يوسف الفيومي وبدأ بمجادلة القرائين معتمداً في ذلك على مناهجهم العقلية التي أخذوها عن متكلمي المسلمين وخصوصاً المعتزلة. فترجم سعاديا العهد القديم إلى العربية ترجمة فسر فيها التشبيه الوارد في التوراة تفسيراً مجازياً، وعالج تلك المشاكل العويصة في النص التوراتي معالجة عقلانية بعض الشيء، وفسر غريب التوراة من العربية والآرامية، فكانت دراساته حلاً وسطاً بين جمهور اليهود الذين يقدسون التلمود ويثبتون التشبيه بأقذع صوره، وبين القرائين الذين لا يأخذون إلا بكتب العهد القديم وينفون التشبيه مثل نفي المعتزلة المسلمين ولا فرق [6]. ثم أتى بعده أهم حبر في تاريخ اليهودية على الإطلاق، وهو موسى بن ميمون طبيب السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمة الله عليه [7]، فهذب الديانة اليهودية في كتابه الكبير ???? ????: مِشْنِه توراة أي "التوراة الثانية"، وضبط فيه أصول الإيمان والعبادات في الديانة اليهودية بحيث صارت اليهودية ـ كما نعرفها اليوم ـ من وضعه تقريباً!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير