تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أخبار المساجد]

ـ[مهاجر]ــــــــ[16 - 07 - 2008, 10:20 ص]ـ

من الباكستان:

تمر خلال هذه الأيام: الذكرى الأولى لاقتحام القوات الباكستانية: "المسجد الأحمر" مما أسفر عن مذبحة قتل فيها ما يزيد عن الألف طالب من طلاب المدرسة الشرعية الملحقة بالمسجد في واحدة من جرائم النظام العسكري الذي ألقى بثقله كله في الكفة الأمريكية بعد أحداث 2001 التي كانت ذريعةَ القوى اليمينية الإنجيلية الصهيونية لشن غارتها الهمجية على العالم الإسلامي.

وكانت البداية: مع مشروع أمريكي: واعد!!!، لتطوير المدارس الإسلامية في الباكستان، وهي التي خرجت كوادر حركة الطالبان التي نجحت، باعتراف المنصف، في إقرار الأمن في بلد قبلي تمثل القبيلة فيه كيانا مستقلا، مما يضعف سلطة الحكومة المركزية، ويجعل القبائل دويلات داخل الدولة، وكانت بداية المشروع: بتمويل الإدارة الأمريكية حكومة: الجنرال المتخاذل بمائة مليون دولار لتطوير المدارس الدينية لتتواءم مع التوجهات الأمريكية، تماما كما حدث في أفغانستان بعد انحياز حركة الطالبان ووصول العميل الأمريكي ذي الجنسية الأمريكية: "حامد قرضاي" إلى سدة الحكم، وكما يحدث عندنا في مصر من اختراقات متكررة لمناهج التعليم وصلت إلى حد العبث بمقررات المعاهد والجامعات الشرعية بحجة تطوير الأزهر الشريف، وتجديد خطابه الديني!!!، وكما تعاني دول إسلامية أخرى من هذه الضغوط السافرة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بصفتها معقل الفكر السني الذي يستمد مقرراته مما سطره السلف الصالح من مصنفات في العقائد والشرائع والأخلاق.

وبعد أحداث يوليو 2005 في العاصمة البريطانية: "لندن" تم التضييق على الطلبة الأجانب في المدارس الباكستانية، فأصدرت الحكومة العسكرية قرارا بطرد الطلاب الأجانب منها بعدما ذُكِرَ عن تورط بعض المنتسبين إليها في أحداث لندن.

وما أشبه حركة الإصلاح تلك بما حدث للأزهر الشريف في خمسينيات القرن الماضي، فقد أدركت الثورة المصرية، وكانت سوفييتية الهوى، أن الأزهر، كمؤسسة دينية لها ثقلها في العالم الإسلامي، وإلى الآن ولله الحمد وإن أصابها ما أصابها، أدركت أن الأزهر هو مكمن الخطر على أي حكم شمولي مستبد، ومن قبلهم فعل الإنجليز في الأزهر ما فعلوا، حتى صار طالب الأزهر، الذي كان الكبير قبل الصغير يجله، أضحوكة على شاشات السينما، فأصدرت الثورة في بداية الستينات قانونا لـ: "تطوير الأزهر"!!!!!، والطريف أن الذي تولى ملف تطوير الأزهر كان رجلا معروفا بميوله الشيوعية، وما ظنك إذا تولى رجل زائغ مشبع بالأفكار الإلحادية مسئولية الإشراف على مؤسسة دينية إسلامية؟!!!! وبطبيعة الحال كان مضمون القانون: "تخريب الأزهر"، فأدخلت العلوم التجريبية البحتة في كلياته، ولا إشكال في دراسة هذه العلوم، بل إن دراستها تصل إلى مرتبة فروض الكفايات التي تأثم الأمة إن لم يتعلمها فريق منها تحصل به الكفاية، ولكن الإشكال:

أن لكل مقام مقال، فالأزهر مؤسسة دينية، لا مؤسسة دنيوية، وعلى التسليم بصحة هذا المسلك، ما الذي يسوغ جعل الكليات العلمية، وهي ليست مقصودة أساسا في مؤسسة كالأزهر، ما الذي يسوغ جعلها لأصحاب الدرجات العليا من المتفوقين في الشهادة الثانوية، ومن ثم تبقى الكليات الأساسية كـ: أصول الدين والشريعة .............. إلخ لأصحاب الدرجات الدنيا، الأمر الذي أدى إلى تدهور مستوى خريج الأزهر الذي يعتلي منبر الدعوة بعد تخرجه، وهذا أمر مشاهد في كثير من مساجد مصر، وإن كان هذا لا يعني عدم وجود دعاة أفاضل من خريجي الأزهر. فضلا عن إلغاء نظام الدراسة القديم الذي كان يعتمد على أمهات الكتب الإسلامية، واستبداله بكتب حديثة مادتها العلمية في غاية السطحية، وكل هذا التخريب تحت شعار "الإصلاح والتجديد".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير