تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الفصيح مرة أخرى- توقيعات]

ـ[السراج]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 06:50 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لله درهم الذين بنوا هذا الفصيح، بناء عالي العماد مثل ما نسب لمن سُمي به – اللغة الخالدة – ذلك البنيان شديد القوة، كثير التعقيد، لَبَنَاتُه متماسكة مثل جزيئات الماس، ولا يدرك سرها إلا الفصيح من الناس ..

لله درهم رسموا أثرا لا يُنسى وشاهدا لا يُبلى وحروفا لا يطويها النسيان لأنها حروف علم وفائدة تذوب في عقل قارئها، فيسمو فكره ويبعد نظره ويرتقي لسانه ويغدو بليغا أو هكذا خُيّل لي ..

كل ما حوى الفصيح من كلمات منيرة، لها جاذبية شفافة تجذبك لقراءتها، تقودك لمراتع الشعر ومرابع الخطب والنثر، أغادر لحظاتي إلى عالم أو شاعر أو أديب بيننا تنام القرون والفصيح يدنيني ويدني العلم والأدب، وكثير من الأحيان أفني الساعات في تأمل جملة أو عبارة أو مشاركة من فصيح.

كنت أتأمل التوقيعات التي يمهر بها جهابذة الفصيح إبداعاتهم، فكنت أتوقف لأجد لمحة من نفس كاتبها أو ناقلها تجول بين سطور تلك الكلمات فألقط خيطا لمدى تذوقه للأدب ومدى ثقافته، وأحس بحسن اختياره ..

فكانت تتطاير أمامي رمال البادية، وتوشك الخيام أن تطوى إيذانا بالرحيل، وهاهنا الكلمات قديمة متجددة لا تشيخ رغم سنينها ..

وكانت مدادا من حكيم يصبه مع فكره في الطرس تطير مع الأزمان حكمة ..

وكانت أبياتاً لشاعر فذ، رضع المروءة، سبق الخيال، رسم الجمال حروفاً فراقت لنا.

وكانت من الفصيح رأيا وشعراً نسج الحروف كما النسيج الزاهي ..

احتفظت بكثير من صفحات الفصيح في جهازي من ثلاث سنوات خلت، ثم أتى وقت التذكر الآن فتذكرت التوقيعات وتذكرت سرب الفصحاء الذين غادروا – هنا منزلكم الأول – هلا عدتم ..

وهذا نزر يسير من تلك التوقيعات:

الأخفش

فإن أصبتُ فلا عجب ولا غرر

وإن نقصتُ فإن الناس ما كملوا

والكامل الله في ذات وفي صفة

وناقص الذات لم يكمل له عملُ

ربحي شكري محمد

تعلّموا العربية َ،فإنَّها تزيدُ في المروءةِ.

أبو تمام

قال الاصمعي:أجمل بيت قالته العرب:

والنفس راغبة إذا رغبتها **وإذا ترد الى قليل تقنعُ

بديع الزمان

وكم عزّ أقوام بعز لغات

الأخطل

لو كل كلب عوى ألقمته حجرا **** لأصبح الصخر مثقالا بدينار

نبراس

أخي جاوز الظالمون المدى

فحق الجهاد وحق الفدا

أنتركهم يغصبون العروبة

مجد الأبوة والسؤددا

وليسوا بغير صليل السيوف

يجيبون صوتا لنا أو صدى

فجرد حسامك من غمده

فليس له بعد أن يغمدا

حروف

قد رفعنا هامة الفصحى التزاما

فكلانا طوّر الفنّ وجدّد

وزرعنا اللغة الفصحى حقولاً

في رباها يولد الشعر وينشد

بدر

حب الدنيا رأس كل خطيئة!

المثنى

لكل شيء إذا ما تم نقصان

أبو سارة

قلب الأحمق في فيه، ولسان العاقل في قلبه

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 09:28 ص]ـ

بوركت أخي الكريم على هذه التذكرة والتذكار، جعلك الله سراجاً تنير الطريق للحيارى.

وما زال منهم هنا معنا أساتذة أفاضل وندعو الله أن تلحق بنا البقية بأقرب وقت.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[19 - 06 - 2008, 11:01 ص]ـ

بارك الله فيك يا أيها السرج الرائع؛ فلقد شعرت أننا في بيت واحد.

ـ[الوافية]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 06:25 ص]ـ

كنت أحسب أني الوحيدة التي وقفت مبهورة أمام جهابذة هذا الصرح الكبير.

أتأمل رقي أخلاقهم, وغزارة علمهم ,وسعة اطلاعهم.

وكما قال الأخ السراج حتى توقيعاتهم كانت تجبرني على تأملها ومحاولة استكشاف ما وراءها.

بارككم المولى جميعا, وأعاد سرب الطيور المهاجرة إلى موطنها (الفصيح).

ـ[السراج]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 07:02 ص]ـ

شكراً لكم

ونحن في أشد الحاجة لمثل هذه التذكرة، فمن هؤلاء كما قلت أستاذنا - الغنام - رحلوا عن الفصيح ومنهم مقلّ .. نحن بحاجة لأنوارهم.

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 08:54 ص]ـ

لله درهم الذين بنوا هذا الفصيح .. أتوقف لأجد لمحة من نفس كاتبها أو ناقلها تجول بين سطور تلك الكلمات فألقط خيطا لمدى تذوقه للأدب ومدى ثقافته، وأحس بحسن اختياره ..

من ثلاث سنوات خلت، ثم أتى وقت التذكر الآن فتذكرت التوقيعات

"] [/ color][/size]

أقدر لكم هذا ..

ـ[أبو طارق]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 08:51 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبًا بالفصيح الرائع الأستاذ السراج

وكم تتوق أنفسنا لعودة تلك النجوم

تأتي عليَّ لحظات أشتاق فيها لتلك الصفحات التي لم نعد نرى لأصحابها وجودًا

وكم هي بهية تلك الصفحات

فتلك آثارهم باقية وشاهدة على أطايب انتقائهم , وجميل حوارهم , ونبوغ فكرهم , وسعة علمهم.

فكما كتب الله لنا أن نرى السراج لامعًا متوهجًا ’ نسأله أن ينعم علينا بعودة أولئك الأعلام

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير