تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشعر والشعراء ((وهوية اللغة))]

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[24 - 07 - 2008, 01:29 م]ـ

:::

السلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاتهُ

.,.,.,.,

لم يكُن الشعر على مَر العُصور مُجرد كلمات تُقال وتسبح فى فضاءات القبول أو الرفض

بل كان دائماً حلقة الوصل بين المشاعر وبين وكُل جنس يتحلى بالثقافة والروح ومُخاطبة

الآخر تاره والنفس اُخرى ومما لا شكَ فيه أن عصرنا هذا قد حال فيه الشعر وأصبح مُجرد

مادة من مواد البلاغة التى ينظُر إليها جُل البشر على أنها الشىء الثقيل العويص الذي

يَدخل فى مصاف ((اللغة المُعقدة)) ولممتهنيا كذلك.,

ومع مرور الوقت وكثرة اللحن حدث ما حدث باللسان العربي,

لهذا فقد احتلت اللهجة العامية ((المصرية)) والنبطيه ((الخليجية)) والشامية ولهجات أهل المغرب العربي كتونس والجزائر ولبيا والمغرب

فإنك تجد مكانت تلك اللهجات قد تفوق بل فاقت مكانة الفُصحي عند جُل البشر العربي خاصة من حيثُ السهولة

واليُسر فى النطق مما يُساعد علي الاستسهال في شتي الأمور.,

وطبعاً علينا أن نُدرك أنهُ كُلما غاب الحس النحوي والبلاغي لدينا اللذان يتمثلان في اللغة

العربية من حيث الذوق والانتقاء كُلما غابت عنا الجماليات فى التعبير والتنسيق.,

فيُصبح كُل شىء مُجرد نمطية تامة لا تحوى صور جميله ولا حس شعوري يجمع بين

الواقع والخيال.,

من هُنا أري أنهُ علينا أن نستجدي فعلاً لا قولاً في العودة الى لغتنا العظيمة لا من كونها

لغة الشعر فقط بل قبل ذلك من جانب أنها بالأساس ذي أمرين هامين هُما

((أنها لغة القرآن ذلك الذي يتمثل فى كلام الله عز وجل كذلك أن الله شرف بها أهل الجنةِ فقد أنعم عليهم بها وبأنها ستكون محور حديثهم بالجنان))

من هذا المصاف والمنطق علينا أن نُحصن ونُصقل ذلك الحس لدينا ومن أسباب الإصقال ما يمكننا به مواجهة تلك الهوجة الشنعاء ضد العربية وضد كل عربي

ومن بين هذه الأشياء سنجد حساً جذاباً معطاءاً ,

هذا الحس لدينا هو الشعر وليس أي شعر فالشعر المقصود هو شىء يهدُف إلى توحيد

الغاية الفكرية لخدمة الحق وخدمة الذوق والجمال.,

وقد رأيتُ أن أقوم بوضع موضوع كهذا به تكون الفاتحة لعلم الشعر وكذلك التعريف

بأعظم الأعمال وأعظم الشعراء الذين قد خدموا هذا النهج الذي بصدده كتبنا هذا الموضوع.,

وسأضع ها هُنا أشمل وأجمع وأبلغ رأي قيل عن الشعر مع اجتهاد بسيط مني حول ذلك النهج.,

وإليكُم الآتي.,

الشعر لغة موسيقية وليدة معانيه تحمل رسالة إنسانية قاصدة الوجدان والفكر والخاطر غايتها إحداث هزة في الأذواق وتغيراً في الإنطباع .. والشعر ينساب داخلنا بإيقاعه الساحر ونسجه الجميل وصوره الأخّاذة ليحرك الطاقات الكامنة ويفتح المساحات المغلقة وينبه المشاعر الساكنة ويشعرنا أن لنامساحات وأحاسيس وإمكانيات أرحب وأكبر ويجعلنا أكثر حياة.

وكما نُجمّل خارجنا فالشعر معني بتجميل داخلنا ووضع القيم الجمالية في مكانها الصحيح فهو يحاول الوصول بنا إلى تلك الشخصية المتوازنة في كل مكوناتها .. السليمة الإنطباع الثابتة تجاه ما حولها من تيارات ومؤثرات خارجيّة فلا تأثير جاذب إلاّ بمقدار ما تحمل من جمال يتلقاه ذوق سليم قادر على التمييز نا فر من كل مسف هابط.,

كذلك أقولُ أن الشعر هو ذاك الحس الذي طالما وجد في أي جوهر سواء كان

ملك له أو تملكه حبه فإنه يُضيف على شخصه شىء من الخلق الكريم خاصة

واللسان الأمين والفكر الذي منطقه البلاغة والقلب الذي لا يحمل إلا الحُب ذو الغاية السمحاء وإن الكلمة تفعل وتبلغ مالا يفعله ولا يبلغه السلطان.,

أخيراً وليس بآخر فالموضوع مفتوح للجميع وصوره وشمائله هي.,

أن نأتي بشاعر قد بقت كلماته عبر الأزمنه أيًّ كانت هويته المهم أن تحمل كلماته مضمون يخدم الحق لا يخدم الباطل شاعر أريب لا مارق.,

حتي لا يتحقق فينا قول الله عز وجل والشعراء يتبعهم الغاوون., ((سورة الشعراء))

بل نسعى بأن ينطبق علينا قوله عز وجل ,. إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا., (سورة الشعراء))

والشاهد من هذا كله أننا سَنُعَرَّف الشاعر تعريفاً كاملاً قدر المُستطاع مع ذكر

مصدر المرجع مع تحليل جمالي وفني للنص وذكر الشمائل وذكر السلبيات بالنص.,

اسال الله العظيم التوفيق لي ولكُم بما يحب ويرضي

وفي انتظار ابدعاتكم والسلام يا كرام.,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير