تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[" ... وأبواه يجعلانه غير قادر."]

ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 09:33 م]ـ

تعقيب على النص ( http://www.alfaseeh.com/vb/showpost.php?p=252035&postcount=30)

إن جاز لي أن أضمن أسلوب حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم في الفطرة, فسأقول: "يولد الولد قادرا أن يصير متكلما وأبواه يجعلانه غير قادر." أقول هذا لأن الكلام من ممارسة بشرية لا تكون إلا تفاعلية, أي أنها تفاعل أكثر من فرد, أي تكالم. والولد أول ما يتعلم الكلام فإنه يتعلمه من أبويه ويتعلم منهما اللفظة فالكلمة فالجملة فالكلام فالحوار, وهذا قبل دخوله المدرسة حيث يتعلم اللغة. ويظن بعض الآباء أن المدرسة تعلم الكلام, وهذا خطأ, لأن المدرسة تبني على ما عند الصغير من القدرة على الكلام لتعلمه اللغة وتبني له على ذلك شخصية. ولو افتقد الولد القدرة على الكلام, فإن دور المدرسة يصير من الصعوبة بمكان. ويفتقد الولد القدرة على الكلام إذا لم تُحفَّز هذه القدرة في نفسه من أبويه, ويكون التحفيز بالمحاورة والاستماع. فالبيت الذي يسوده فقر الكلام بيت يكون أبناؤه غير قادرين على الحوار. والبيت الذي يكون الكلام فيه صياحا وشجارا تجد أبناءه غير قادرين على التعبير, لأنهم تعلموا الخوف من الكلام. والبيت الذي لا يتكلم فيه الأبوان إلى أبنائهم ولا يحاورونهم تجد هؤلاء منعزلين يسود تعبيراتهم ضيق الأفق وعدم القدرة على البناء والتركيب.

والعكس صحيح. فأينما تجد آباء يتكلمون مع أبنائهم ويحاورونهم ويصغون إليهم تجد هؤلاء على مستوى كلامي ولغوي وتعبيري طيب جدا, وتجدهم يعرفون كيف يوظفون اللغة في الاتصال بالآخر, وتجدهم صريحين وقادرين على الإقناع, إلى غير ذلك من القدرات الكلامية الحسنة.

أعلم أني لم أوف الموضوع حقه, ولكن أردت أن أتطرق إليه لأفسح لكم المجال لإبداء آرائكم فيه.

ـ[أحاول أن]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 10:28 م]ـ

حياك الله أستاذ ضاد وشكر الله لك هذا الطرح ..

صدقت فيما ذكرت عن دور الوالدين أولا ثم الأسرة ثانيا في تعليم الطفل على مهارات الكلام .. وإن كنا في عصر الثورة المعرفية اليوم فإننا نهمل كثيرا هذا الجانب عند الطفل حيث يقضي أكثر وقته صامتا أمام شاشات التلفزيون والحاسب والألعاب الإلكترونية ..

في حين كان الأجداد القدماء يرسلون أبناءهم إلى البادية ليتعلموا الفصاحة وسلامة الكلام ,

فكانت النتيجة ما نراه ونسمعه من ضعف شديد لمهارات الكلام المتنوعة ..

فقط تأمل الأسئلة التي تعتمد على سؤال العامة في الأسواق والشوارع وكيف تستعصي الجملة المفيدة على الكثيرين هناك صغارا وكبارا ..

جزاك الله خيرا ولا حرمنا الله فوائد طرحكم ..

ـ[رسالة]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 11:43 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل هي السنوات الماسية التي يكتسب فيها الطفل ثروته اللغوية، حيث أنّها سنوات تأسيس اللغة، فالاطفال يختزنون كل ما يسمعونه ويرونه. فهل نستغل هذه السنوات القليلة في تهيئة أبنائنا لمرحلة أكثر تعقيدا.؟

ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 07 - 2008, 11:50 م]ـ

الثروة اللغوية التي يكتسبها الولد في هذه السنوات الخمس قليلة, فهو يكتسبها من بعد في المدرسة وبالمطالعة. ولكن الذي عنيته أنا هو القدرة على الكلام والتعبير حتى بالثروة اللغوية المتواضعة. وهو تحفيز ملكة الكلام فيه وإطلاق لسانه وعقله وتهيئتهما لتعلم اللغة العربية مثلا, أو أي لغة أخرى. فانحصار القدرة الكلامية يحصر الدماغ والنفس فلا ينفتحان لعلوم لغوية جديدة, ناهيك عن شخصية لغوية.

ـ[رسالة]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 12:08 ص]ـ

شكرا لك أخي على التوضيح أنا معك في دور الآباء في تحفيز ملكة الكلام عند الاطفال، ولكن أظن اني قرأت أن الطفل خلا ل هذه السنوات يختزن كل ما يسمعه. ألا ترى أخي أنه يردد ما تقوله له بل أحيا نا تعجب من جمل تعبيرية يطلقها هي اكبر من سنه مما تثير ضحكنا سعادة به.

ـ[ضاد]ــــــــ[10 - 07 - 2008, 12:11 ص]ـ

نعم. ولكنها تظل قليلة, لأن مصدرها الأسرة والتلفزة عادة والأصدقاء الصغار. وبدخول الطفل المدرسة ينفتح على عالم لغوي آخر, مكتوب وملفوظ. بوركت.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير