تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل تاب أدونيس؟]

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 10:13 م]ـ

هي علاقة أدونيس بالوهابية؟!

لماذا أشاد أدونيس بتعاليم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؟!

(1من2)

د. محمد وقيع الله

waqialla1234***********

صبأ الشاعر السوري الشهير أدونيس عن الإسلام، وتخلى عن اسمه الذي منحه إياه أبواه (علي أحمد سعيد)، لينتحل اسما اختياره له استاذه، أنطون سعادة، زعيم الحزب القومي الاجتماعي السوري، وهو هذا الاسم الذي غدا يعرف به، وهو في الأصل اسم لأحد آلهة اليونان.

وقد ذكر بعض من تتبعوا سيرة هذا الأديب العربي أنه إنما بدّل ديانته الإسلامية، واختار ديانة الطائفة المارونية، كي ينال الجنسية اللبنانية. ذكر هذا العلامة العراقي الدكتور، كامل مصطفى الشيبي، صاحب كتاب (الصلة بين التصوّف والتشيّع)، وهو باحث شيعي معجب شيئاً ما بأدونيس!

ولما لم تعد الجنسية اللبنانية مغرية بعد اصطلاء لبنان بأتون الحرب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي، ولى أدونيس وجهه شطر فرنسا، ليكتسب جنسيتها، فنالها، وأصبح تحت حمايتها، وحماية المجموعة الأوروبية، التي احتفت به أخيراً، ومولت موسماً ثقافياً، عقد للترويج لخزعبلاته الأدبية الحداثية!

فما الذي يدعو أديباً بهذه الخلفية العجيبة المختلطة للاهتمام بداعية التوحيد الكبير الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؟!

هذا ما عجبت له، ولذلك سعيت لقراءة هذا الكتاب، الذي أصدره أدونيس (بالاشتراك مع زوجه خالدة سعيد) بعنوان: (الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب)، وذلك من ضمن سلسلته المسماة (ديوان النهضة). فهو إذن يعترف بأن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كان مفكراً وإماماً نهضوياً كبيراً!! وهذا في الحق عجب من أعجب العجب أن يعترف إمام الحداثيين العلمانيين الأشهر أدونيس بتقدمية إمام السلفيين الأكبر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؟!

من هومحمد بن عبد الوهاب؟

عاش شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بين عامي (1115 - 1150هـ) (1703 - 1791م) في نجد، وهو باعث الدعوة السلفية، التي تفجّرت من كتب الإمام ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية، وهي الدعوة التي قامت على أساس الكتاب والسنة، ومحاربة الشرك والبدعة.

ولم تكن الدعوة (الوهابية) مذهباً جديداً كما يدعي خصومها، وإنما كانت حركة إصلاحية، تجديدية، في إطار المذهب الحنبلي. والأصح أن تسمى الدعوة السلفية، أو دعوة التوحيد، ولكن شاعت عنها هذه التسمية، التي هي من صنع خصومها. ومهما يكن من أمر فهي تسمية لا بأس بها، ولا غبار عليها، ولا حرج في الانتماء إلى قائدها، وهو ولي من أولياء الله الصالحين، أعاد مجد الإسلام، ونصر السنة، وقهر البدعة.

وأما المدعو أدونيس فهو ملحد، وشعوبي كبير، كما تدل أقواله في كتابه (الثابت والمتحول)، وقد قدمنا فيما سلف طرفاً من سيرته، وسنقدم عنه المزيد.

ماذا فعل أدونيس؟!

اختار أدونيس مجموعات من رسائل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ليبرز بها الأثر النهضوي التقدمي الذي خلّفه في حياة العرب المعاصرين. فهذا عمل من أعمال التصنيف، لا التأليف، وقصارى ما يمكن أن يقال فيه إن أدونيس أحسن الاختيار، وإنه لم يرم إلى تشويه سيرة شيخ الإسلام، والإساءة إلى مؤلفاته، وتبخيسها، كما يفعل عادة متطرفو العلمانيون من أعداء السلفيين.

وقد أنشأ أدونيس مقدّمة طويلة من نحو إثنتي عشرة صفحة لهذه المجموعة المختارة من الأفكار (الوهابية) بدا فيها وكأنه يشايع القوم ولا يختلف معهم في شيء، حتى في مسائل العقيدة التي يوليها هؤلاء السلفيون الراشدون الإعتبار الأكبر.

وأقل انطباع يخرج به قارئ هذه المقدمة هو أن أدونيس كان أميناً في تلخيصه لأفكار شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، حيث أنه لم يفتر عليه شيئاً، أو يقوِّله شيئاً لم يقله في كتبه المعروفة، وعلى رأسها كتابه (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد).

الفهم الصحيح لفهم العقائد الوهابية:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير