[متاع الغرور]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 12:25 م]ـ
من تفكر بعواقب الدنيا، أخذ الحذر، و من أيقن بطول الطريق تأهب للسفر. ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه، و يتحقق ضرر حال ثم يغشاه! و تخشى الناس و الله أحق أن تخشاه. تغلبك نفسك على ما تظن، و لا تغلبها على ما تستيقن. أعجب العجائب، سرورك بغرورك، و سهوك في لهوك، عما قد خبىء لك. تغتر بصحتك و تنسى دنو السقم، و تفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم. لقد أراك مصرع غيرك مصرعك، و أبدى مضجع سواك ـ قبل الممات ـ مضجعك. و قد شغلك نيل لذاتك، عن ذكر خراب ذاتك:
كأنك لم تسمع بأخبار من مضى = و لم تر في الباقين مايصنع الدهر
فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم = محاها مجال الريح بعدك و البقر!
كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده، حتى نزل! و كم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل! فيا من كل لحظة إلى هذا يسري، و فعله فعل من لا يفهم لو لا يدري ...
و كيف تنام العين و هي قريرة؟ = و لم تدر من أي المحلين تنزل؟
ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 12:27 م]ـ
من كتاب " صيد الخاطر " لابن الجوزي
لا تأخذك العزة بالاثم
أعظم المعاقبة ألا يحس المعاقب بالعقوبة. و أشد من ذلك نفع السرور بما هو عقوبة، كالفرح بالمال الحرام، و التمكن من الذنوب. و من هذه حاله، لا يفوز بطاعة. و إني تدبرت أحوال أكثر العلماء و المتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها و معظمها من قبل طلبهم للرياسة.
فالعلم منهم، يغضب إن رد عليه خطؤه، و الوعظ متصنع بوعظه، و المتزهد منافق أو مراء. فأول عقوباتهم، إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق. و من خفي عقوباتهم، سلب حلاوة المناجاة، و لذة التعبد إلا رجال مؤمنون، و نساء مؤمنات، يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم، بل أجلى، و سرائرهم كعلانيتهم، بل أحلى، و هممهم عند الثريا، بل أعلى.
إن عرفوا تنكروا، و إن رئيت لهم كرامة، أنكروا. فالناس في غفلاتهم، و هم في قطع فلاتهم، تحبهم بقاع الأرض، و تفرح بهم أملاك السماء. نسأل الله عز و جل التوفيق لاتباعهم، و أن يجعلنا من أتباعهم.
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[02 - 07 - 2008, 08:32 م]ـ
حفظنا الله وإياك من الغرور
شكرا لموضوعك الرائع
لندع الفرصة لترك الغفلة والاستيقاظ من جديد
والسلام
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[03 - 07 - 2008, 04:58 م]ـ
شكراًًًًًً لك جعلة الله في موازين حسناتك