[أول لحن]
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[14 - 07 - 2008, 10:56 م]ـ
:::
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ وبعد
** أول لحن **
اللحن له معان، منها ما اصطلح عليه النحاة، وهو مخالفة العرب في سنن كلامهم، أو كما يقول ابن فارس: " إمالة الكلام عن جهته الصحيحة في العربية ".
وهذا اللحن لم يكن معروفا في العصر الجاهلي، وإنما شاع في العصر الإسلامي في المدينة ابتداء، بسبب اختلاط العرب بغيرهم، ودخول الأعاجم في دين الله أفواجا، واتصال العرب بالأمم المجاورة.
ويبدوا أن البوادر الأولى للحن ظهرت في المدينة على مسمع من النبي- صلى الله عليه و سلم - فقد روت المصادر أن رجلا لحن بحضرته فقال - عليه الصلاة والسلام -: "أرشدوا أخاكم فقد ضل " رواه الحاكم عن أبي الدرداء وقال: صحيح الإسناد.
وتكاد تنطق عبارة الحديث بأن هذا اللحن هو أول لحن سمعه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويبدو أن اللحن أخذ في التفشي والانتشار فقد روي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه كان يقول: "لأن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ فألحن".
وازدادت المرويات من اللحن في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فمن ذلك أنه مر بقوم يرمون ويسيئون الرمي، فغضب منهم وقال لهم: "بئس ما رميتم، فقالوا: إنا قوم متعلمين [أو نحن قوم رامين] فقال: والله لخطؤكم في كلامكم أشد من خطئكم في رميكم.
وفي المغني لابن هشام؛ قيل وأول لحن سمع بالبصرة ( ... لعل لها عذر وأنت تلوم)
وفي لسان العرب؛ قال الفراء: أول لحن سمع بالعراق: هذه عصاتي
وقد فشا اللحن زمن الأمويين، وانتشر بين العامة والخاصة، ولم يسلم منه الأمراء والوزراء وأهل الرياسة، فقد قيل: إن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك خطب الناس يوم عيد، فقرأ في خطبته: "ياليتها كانت القاضية"بضم التاء، فقال عمر بن عبد العزيز: عليك وأراحنا منك.
وروى الجاحظ أن كتب الوليد كانت تخرج ملحونة، فسأل إسحاق بن قبيصة أحد موالي الوليد: "ما بال كتبكم تأتينا ملحونة، وأنتم أهل الخلافة؟ ".
وبلغ من أمر اللحن - فيما بعد - أن تسرب إلى ألسنة أكثر العلماء، فتساهلوا في أمره، قال ابن فارس: "فأما الآن فقد تجوزوا، حتى إن المحدث يحدث فيلحن، والفقيه يؤلف فيلحن، فإذا نبها قالا: ما ندري ما الإعراب، وإنما نحن محدثون وفقهاء".
وصار من لا يلحن في زمن الأصمعي خارجا عن المألوف، قالت الأصمعي: "أربعة لم يلحنوا في جد ولا هزل: الشعبي، وعبد الملك بن مروان، والحجاج بن يوسف، وابن القرية، والحجاج أفصحهم".
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[15 - 07 - 2008, 03:22 م]ـ
:::
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ وبعد
** أول لحن **
اللحن له معان، منها ما اصطلح عليه النحاة، وهو مخالفة العرب في سنن كلامهم، أو كما يقول ابن فارس: " إمالة الكلام عن جهته الصحيحة في العربية ".
وهذا اللحن لم يكن معروفا في العصر الجاهلي، وإنما شاع في العصر الإسلامي في المدينة ابتداء، بسبب اختلاط العرب بغيرهم، ودخول الأعاجم في دين الله أفواجا، واتصال العرب بالأمم المجاورة.
ويبدوا أن البوادر الأولى للحن ظهرت في المدينة على مسمع من النبي- صلى الله عليه و سلم - فقد روت المصادر أن رجلا لحن بحضرته فقال - عليه الصلاة والسلام -: "أرشدوا أخاكم فقد ضل " رواه الحاكم عن أبي الدرداء وقال: صحيح الإسناد.
وتكاد تنطق عبارة الحديث بأن هذا اللحن هو أول لحن سمعه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويبدو أن اللحن أخذ في التفشي والانتشار فقد روي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه كان يقول: "لأن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ فألحن".
وازدادت المرويات من اللحن في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فمن ذلك أنه مر بقوم يرمون ويسيئون الرمي، فغضب منهم وقال لهم: "بئس ما رميتم، فقالوا: إنا قوم متعلمين [أو نحن قوم رامين] فقال: والله لخطؤكم في كلامكم أشد من خطئكم في رميكم.
وفي المغني لابن هشام؛ قيل وأول لحن سمع بالبصرة ( ... لعل لها عذر وأنت تلوم)
وفي لسان العرب؛ قال الفراء: أول لحن سمع بالعراق: هذه عصاتي
وقد فشا اللحن زمن الأمويين، وانتشر بين العامة والخاصة، ولم يسلم منه الأمراء والوزراء وأهل الرياسة، فقد قيل: إن الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك خطب الناس يوم عيد، فقرأ في خطبته: "ياليتها كانت القاضية"بضم التاء، فقال عمر بن عبد العزيز: عليك وأراحنا منك.
وروى الجاحظ أن كتب الوليد كانت تخرج ملحونة، فسأل إسحاق بن قبيصة أحد موالي الوليد: "ما بال كتبكم تأتينا ملحونة، وأنتم أهل الخلافة؟ ".
وبلغ من أمر اللحن - فيما بعد - أن تسرب إلى ألسنة أكثر العلماء، فتساهلوا في أمره، قال ابن فارس: "فأما الآن فقد تجوزوا، حتى إن المحدث يحدث فيلحن، والفقيه يؤلف فيلحن، فإذا نبها قالا: ما ندري ما الإعراب، وإنما نحن محدثون وفقهاء".
وصار من لا يلحن في زمن الأصمعي خارجا عن المألوف، قالت الأصمعي: "أربعة لم يلحنوا في جد ولا هزل: الشعبي، وعبد الملك بن مروان، والحجاج بن يوسف، وابن القرية، والحجاج أفصحهم".
سلام عليكم ورحمة الله ... أهلا بك أخي ابن القاضي، سررت جدًّا بقراءة مشاركتك، واسمح لي ببعض الملاحظات:
1 - ظهر اللحن في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن بشكل فردي ولم يعد ظاهرة، ولكن انتشاره كظاهرة بدأ في العراق.
2 - (هذه عصاتي) أول لحن سُمع في البادية، وقد ذكرها الجاحظ في البيان والتبيين.
3 - قول الأصمعي: أربعة لم يلحنوا في جد ولا هزل: " عبدالملك بن مروان، والشعبي، وابن الفريعة، والحجاج بن يوسف ".
ولا أدري أرويت من طريق آخر و ذكر ابن القرية أم لا؟
ستفيدني والقراء إذا ذكرت المصدر.
آسف، وأرجو ألا تغضب مني، فأنا في هذا أستفيد منك، ولعلي أفيدك.
والحكمة ضالة المؤمن.
دعواتي لك أخي ابن القاضي.
¥