تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مشروع حوار أخلاقي ..]

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 01:37 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحوار قيمة إنسانية تواصلية، عن طريقها تنبثق الآراء وتتلاقح الأفكار، وتتقارب الأهداف ...

ولا يكون الحوار حوارا، إلا إذا أثمر واستوى على سوقه من خلال جملة معطيات يكون بها ناجحا ومثمرا بل ومثريا أيضا ..

وكثيرا ما نشهد حوارات تتصارع فيها الرؤى، وتتخبط الأهداف ومن ثم يؤول الأمر إلى جدل عقيم لا يسمن ولا يغني من جوع .. ومن هنا أفتح هذا الموضوع لمناقشة الآليات والمعطيات التي تقود إلى حوار هادف يحقق شرطه الأخلاقي والإنساني،ولعلنا نبسط الأمر فنتأمل جملة المعوقات التي من شأنها أن تقوض آليات الحوار برمتها، وترمي بالنواتج إلى الهاوية ..

منكم نستمع ومن خلالكم نتطرق إلى ما سلف، وبكم نتطلع إلى مشروع حوار هادف، فإلى ذلك سلم الله الفاعلين

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 01:51 ص]ـ

اسمح لي أخي مغربيًّا بالمشاركة زادك الله علمًا وفهمًا وأدبًا (ومالا:)).

- قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: (النفوس بيوت أصحابها؛ فإذا طرقتموها فاطرقوها برفق).

- الحوار دائمًا يصل معها الحاور إلى فائدة بسلامة الصدر والمحبة. أما الجدل والمماراة فقلما يصل المجادل فيها إلى فائدة، والدليل على ذلك أن الجدل جاء في القرآن موصوفا بالحسن قال تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن).

(ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن).

واترك لكم المجال أيها الأحباب، بل أنتظركم لأستفيد من خبرتكم.

دمتم أهلَ الفصيح بصحة وعافية وطاعة مرضية.

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 02:03 ص]ـ

على الرحب والسعة أخي عبدالعزيز

وأكرمك الله على هذا الاقتباس الرائع: " ... فاطرقوها برفق "، الرفق إذن هو مفتاح الحوار، واي حوار ناجح لا يتحقق إلا من خلال هذا المعطى " الرفق "، هذا إلى جانب معطيات أخر توشح الحوار ليزدهي يانعا

دمت يانعا

ـ[بل الصدى]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 02:17 ص]ـ

و عليكم السلام

موضوع رائع قمين به مندى الفصيح فالمحاورة المجدية لقاح للعقل و سداد للرأي و طريق لنيل المعرفة و تمحيص للعلم والمؤمن طالب للمعرفة ناشد للحمكة أنى وجدها فهو أولى بها.

و في اعتقادي أولى القاعدات المتبعة لكي يكون الحوار هادفا و بعيدا عن النقاش العقيم الذي لا طائل تحته: الإيمان بمبدأ "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ".

و ثانيها: عدم التعصب للرأي و لا اتباع هوى النفس الذي يقودها لغيها فاتباع الحق مسلك لابد منه لبيان الحقيقة.

و ثالثها: احترام الرأي الآخر فليس المخالف لنا عدو تجب محاربته! خاصة إذا كان الأمر مما يخضع للنظرة الذاتية و الميل الشخصي و لا يؤطره الدين أو الأعراف بل هو أمر مباح متاح للمرء و رغبته.

و رابعها: عدم التعرض للمحاور أو المناظر بتسفيه رأيه أو النيل من شخصه بأية صورة و بأي مفهوم فالاحترام ثم الاحترام ثم الاحترام أثناء إدارة الحوار و لذلك صور منها: عدم المقاطعة و عدم رفع الصوت " في الحوار الشفهي " و عدم التهكم أو الاتهام بالكذب أو المغالطة في الحوارات الشفهية و الكتابية و حفظ الألقاب العلمية و احترام الحقوق الأدبية للطرف الآخر و إن عرض له رأي لم يسمعه أو لم يبلغه فلا يرفضه أو يطعن فيه بل يعترف بأنه لم يبلغه و يعمل فيه الرأي إن كان موطنا للاجتهاد.

خامسها وهو الأهم: ألا يحاور المرء في أية قضية مالم يكن له علم بها و إدراك لأبعادها و إحاطة بدقائقها فلا يفتي بغير علم و لا يجادل بغير فهم بغية الحديث فقط! و ذلك يقود لأمر عظيم الخطر بين الأثر و هو: أن يحفظ لمن هو فوقه في العلم حقه فيحاوره مستفهما لا ندا مساويا.

سادسها: أن يعود للحق إذا تبين أنه خلاف ما ذهب إليه و شعاره:" اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه ".

سابعها: أن يلتزم الوضوح في عرض ما في ذهنه و لا يعمد إلى استعمال العبارات الملبسة أو المحتملة لأكثر من تفسير و ألا يثبت أمرا بغير دليل ممحص لا يدخله الاحتمال و لا يعرض فيه النقض و البطلان فلا يقبل أمرا و لا يرفضه إلا بحجة أو يسوق لذلك دليل.

هذا ما حضرني يا أخي و إنني لأعلم أن هناك من هو أولى مني بالرد لسعة علمه و علو قدره لكن شاء الله عز و جل أن أكون أول المجيبين فتقبل تحياتي و الله تعالى يتولي الجميع بحفظه.

ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 02:47 ص]ـ

من أهم أسس الحوار احترام الطرف الآخر مهما كان سنه أو منصبه أو ديانته .... حتى لو كان الطرف الآخر كافراً ...

و من نماذج الحوارات الناجحة حوار سيدنا إبراهيم مع أبيه:

قال تعالى: ((واذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً [41] إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً [42] يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً [43] يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً [44] يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً [45] قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً [46] قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً [47])) {سورة مريم}.

فانظر إلى روعة الأسلوب و رقي الأخلاق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير