تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من مدريد!!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 07 - 2008, 10:35 ص]ـ

انتهت أعمال مؤتمر الحوار بين الأديان برعاية العاهل السعودي: الملك عبد الله، والعاهل الإسباني الملك: خوان كارلوس، بحضور رئيس وزراءه: لويس ثاباتيرو ذو: "الوجه الطفولي البريء".

وكعادة المؤتمرات "الدبلوماسية" خرج المؤتمر بعدة توصيات "نظرية" لا تمت لواقع الصراع الحالي بين الإسلام والغرب بصلة، فالحوار بينهما على طريقة: "الاعتراف بالآخر"، يسير في اتجاه واحد: اتجاه اعتراف المسلمين بالنصرانية بواقعها الحالي المنحرف، في مقابل تقدير أو إعجاب أو احترام للإسلام بوصفه نظاما راقيا، لا دينا ذا رسالة سماوية، ومن قرأ شروط "الفاتيكان" الذي يترأسه الآن: الجاهل المتعصب "بيندكت"، لبدء الحوار مع الإسلام، تملكه العجب فإن مضمونها: نسف الإسلام، وإبطال قرآنه قبل البدء في الحوار أصلا، فعلام الحوار، والقضية منتهية قبل أن تبدأ؟!!!، أم أنها دبلوماسية باردة لاحتواء مشاعر المسلمين وتخديرهم بـ: "ثقافة السلام" الباردة التي ترمي إلى إفراغ الإسلام من مضمونه ليصير كالنصرانية: طقوسا لا روح فيها، لا منهج حياة كامل في السلم والحرب، في الأمن والخوف، في السراء والضراء، في الغني والفقر، في المنشط والمكره، في السعة والضيق، في الفرح والحزن ............. إلخ.

ويوما ما:

سنة: 897 هـ، 1492 م، سقطت "غرناطة" آخر معاقل الإسلام في الجزيرة الأندلسية المفقودة، وخرج آخر ملوك بني الأحمر: أبو عبد الله الصغير باكيا على ملك ضائع، وخلد التاريخ الإسباني المعاصر تلك اللحظات، فحمل ذلك المكان اسم: "زفرة العربي الأخيرة"، وبعدها شهدت الجزيرة الأندلسية عمليات "تطهير عرقي"!!!، باصطلاح العصر، طالت المسلمين ابتداء، فأرغموا على الدخول في "النصرانية": دين المحبة!!، أو مغادرة الأندلس، وعرفت محنتهم بـ: "محنة الموريسكيين"، أو المسلمين المغاربة.

ولم يسلم منها اليهود الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة إلا بحبل من الله وحبل من الناس، فتعرضت الجالية اليهودية هي الأخرى لويلات "ديوان التحقيق"، أو "محاكم التفتيش" التي تولت التنقيب في ضمائر الأندلسيين عما يخالف دين الكاثوليك لتستأصله، فقد رام فرديناند وزوجه الكاثوليكية المتعصبة: إيزابيلا، "كثلكة" الجزيرة الأندلسية، إن صح التعبير، فلا مكان فيها لغير دين الكاثوليك.

وإزاء هذا الاضطهاد الذي تعرض له المسلمون واليهود: فتح المغرب الإسلامي ذراعية لاستقبال المسلمين الفارين بدينهم، ولا زالت العائلات الأندلسية محتفظة بأنسابها العريقة إلى يومنا هذا، لاسيما في "المغرب"، بل إن بعضها ما زال محتفظا بمفاتيح دوره تتوارثها الأجيال: جيلا بعد آخر أملاً في العودة إلى دور الأجداد يوما ما، وإن أقوت وطال عليها سالف الأمد.

وفتحت الخلافة العثمانية ذراعيها هي الأخرى لاستقبال "اليهود" في عهد السلطان "سليمان القانوني"، رحمه الله، آخر سلاطين بني عثمان العظام، في خطوة مستنكرة، إذ كيف تنكل دولة الخلافة، وهي في أوج قوتها وجيوشها تدك معاقل النصارى في شرق وجنوب أوروبا عن نجدة إخوان الملة في غرب القارة، وتفتح ذراعيها في نفس الوقت لليهود الذين ردوا الجميل بعد ذلك بقرون لما أبلغ مبعوثهم: "إيمانويل قره صو" السلطان: عبد الحميد الثاني، رحمه الله، قرارَ عزله سنة 1909 م، لتنتهي الخلافة فعليا، وإن بقيت بعد ذلك بضع سنوات شكلية لا سلطان لها، والفضل في تلك الهجرة المشئومة يرجع إلى "روكسلان" اليهودية الخزرية التي استولت على قلب السلطان: سليمان القانوني، وحملته على استقدام بني جلدتها، بل وحملته على إعدام بكره الأمير: مصطفى، ليتولى ابنها الماجن "سليم الثاني" السلطنة بعد أبيه.

ولم يستجب لنداء المسلمين في الأندلس إلا مجموعات فدائية صغيرة من المجاهدين المغاربة والأتراك تسللت إلى الأندلس لتشارك في ثورات "الموريسكيين" على تفصيل ذكرته المراجع التي أرخت لتلك الحقبة البائسة.

الشاهد أن إسبانيا الكاثوليكية صارت مدينة باعتذارين:

اعتذار للمسلمين الذين وقع عليهم الضيم الأكبر باعتبارهم القومية الثانية من جهة التعداد بعد الكاثوليك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير