تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لا بد للأخلاق الفطرية من وازع ديني ينميها ...]

ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[28 - 06 - 2008, 08:57 ص]ـ

:::

[لا بد للأخلاق الفطرية من وازع ديني ينميها ...]

لقد شاهدنا التجربة اللادينية في شيوعيي الإتحاد السوفييتي سابقا، وشاهدناها وما زلنا نشاهدها في بقايا الشيوعيين الملحدين اللادينيين والعلمانيين حاليا، وشاهدنا بالتجربة والاختبار أن بعد هؤلاء عن الدين وانعدام الوازع الديني لديهم ومنهجهم الإبليسي أبعدهم عن كل ما هو إنساني، وكل ما هو أخلاقي، وأن مبدأهم المادي الإلحادي قد قضى على كل المشاعر الإنسانية والأخلاقية الفطرية لديهم. إن الإنسان حين ينعدم لديه الوازع الديني يصبح كائنا انتهازيا أنانيا لا يهمه إلا نفسه ومصلحته.

ورغم هذه الحقيقة الإنسانية الاجتماعية الواضحة الثابتة بالدليل المادي المحسوس والممارسة اليومية والاعتراف الشخصي يخرج علينا من الماديين الملحدين والعلمانيين من يكابرون ويدلسون ويقلبون الحقائق ويتكلفون ويفترضون بكل وقاحة وسخف إمكانية وجود دافع إنساني لدى اللاديني الملحد، بل إنهم يحاولون اعتباطا وإمعانا في التدليس نفي هذا الدافع الإنساني ونفي كل الفضائل عن الإنسان المؤمن أو المتدين وعن الدين عموما.

إن هناك شكا كبيرا في أن يكون لدى اللادينيين أية دوافع إنسانية أو أخلاقية، فهم ماديون يجردون الإنسان من إنسانيته، ولا يؤمنون بأية مبادئ إنسانية أو أخلاقية حتى لو كانت هناك حاجة أو ضرورة اجتماعية، في حين تشير الأدلة والحقائق الواقعية وبشكل لا يقبل الشك إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين الدوافع الدينية والدوافع الإنسانية، وأن الدين والأخلاق والدوافع الإنسانية من المتلازمات.

إن الكلام عن أي دافع إنساني لدى من حرم من الدافع والوازع الديني مجرد خيال وافتراء ليس له أي سند من أرض الواقع، لأن من حرم من الدين انحدر بدوافعه وأخلاقه ومثالياته وإنسانيته إلى أسفل سافلين. ويبقى مثل هذا الكلام التدليسي كلاما بعيدا عن الحقيقة والواقع، لأن الأخلاق والمشاعر الإنسانية كلها مرتبطة بوضوح شديد وبشكل مباشر بالدين وبالوازع الديني الفطري لدى الإنسان، ولأن الدين وحده هو الذي يتولى هذه الميول الإنسانية الأخلاقية الفطرية بالرعاية وبالتنمية، بينما اللادين يعمل على قتلها وتجفيفها إلى غير رجعة.

إن الكلام عن أي علاقة أو أي رابط مفترض بين الإلحاد والأخلاق والرحمة والرفق والشفقة هو كلام مضحك ومرفوض وغير واقعي ومن عالم الخيال، لذلك فإن أية استنتاجات تبنى على هذه الفرضية الهزيلة تكون خاطئة بشكل كلي.

اللادينيون لا يرفقون بالإنسان! وأما عن رفقهم بالحيوان فقد يكون من الجيد بالنسبة إليهم إن هم اكتفوا بذبح الحيوان للانتفاع بلحمه كما يفعلون في شرق آسيا. لقد سمعنا أخبارا، وشاهدنا أفلاما بالصوت والصورة عن مسالخ بشرية في روسيا يسلخ فيها الناس الميتون أو المقتولون من قبل العصابات بقصد الإفادة من لحومهم وأعضائهم القابلة للأكل!

ليست الأمور كما يقولها المدلسون، لأن من يحاربون الدين وينفرون منه يحاربون الأخلاق ولا يحضون عليها ... هذا ما خبرناه وعرفناه ... والشمس لا تغطى بغربال ...

والله أكبر ...

منذر أبو هواش

:; allh

ـ[مهاجر]ــــــــ[29 - 06 - 2008, 03:05 م]ـ

تحياتي لك أستاذ منذر.

والأخلاق الفطرية إذا لم تكتس بلحاء الشريعة: أخلاق نفعية، أخلاق: "خذ وهات" كما يقال عندنا في مصر، فالرقيب هو القانون البشري، الذي يجرم أفعالا ويجيز أخرى، سواء أكان قانونا مكتوبا أم أعرافا وتقاليد، ولهذا يكثر خرقه، بخلاف القانون الإلهي فإن الرقيب فيه هو: تقوى الله، عز وجل، الذي لا يغيب عن خلقه طرفة عين، فيظل العبد مراقبا لربه، كأنه يراه، وهذا مقام الإحسان الذي ذكره جبريل، عليه السلام، فهو مستحضر دوما لمعية الله، عز وجل، العلمية، المطلع على ما في القلوب والضمائر.

وفي إطار المقارنة بين القانونين: الرباني والوضعي يقول أهل العلم:

القانون الرباني: ينظم العلاقة بين العبد وربه، جل وعلا، من جهة، وبين العبد وإخوانه من جهة أخرى، فيهتم بإصلاح حال الفرد والجماعة، فتكون الأخلاق فيه وسيلة إلى تحصيل رضا الله، عز وجل، ابتداء، والمصلحة الدنيوية انتهاء، لأن الناس يحبون الصادق الأمين ......... إلخ.

بينما القانون الوضعي: قانون نفعي بالدرجة الأولى، لا يهتم إلا بتنظيم العلاقة بين أفراد الجماعة لتحقيق المصلحة الدنيوية العاجلة، ففلان صادق الوعد، لا امتثالا لأمر الله، عز وجل، وإنما امتثالا لالتزاماته العملية إن كان تاجرا أو رجل أعمال، لئلا تسوء سمعته، فيخسر زبائنه، فهذا منتهى أمله!!!!!، فلا همة عنده إلى تحصيل المصلحة الأخروية الآجلة.

والله أعلى وأعلم.

ـ[أم أسامة]ــــــــ[30 - 06 - 2008, 03:10 ص]ـ

الدين و الأخلاق حلقة لا يمكن فكها هذا مما لاشك فيه ..... جزيت خيراً.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير