تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الليلة الكبيرة!!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 11:39 م]ـ

من لبنان:

تمكن الحزب المهيمن على جنوب العاصمة إلى حدود الدولة جنوبا مع فلسطين المحتلة من تحرير خمسة من الأسرى: أربعة من أسراه، وواحد، هو الآن، أشهر من أن يذكر، فلقب: "عميد الأسرى العرب" قد صار علما بالغلبة عليه كما قرر النحاة!!!!.

وقد لفت الأنظار بقصته المؤثرة التي استمرت نحو 30 عاما في سجون الدولة العبرية اللقيطة، تعرض خلالها، كما حكى بنفسه، وأغلب الظن أنه صادق، لتعذيب نفسي وبدني رهيب، بعد قيادته إحدى العمليات العسكرية ضد المحتل.

ووسط هذا الاحتفاء الكبير: توارت عدة حقائق من أبرزها:

شخصية ذلك العميد: فهو فلسطيني، وعادة الحزب الطائفي في جنوب لبنان أنه يتاجر، كمرجعيته الفارسية، بالقضية الفلسطينية لترويج مشروعه العقدي المنحرف، فما أسهل التسلل إلى قلوبنا بالبطولات العسكرية، سواء أكانت حقيقية أم زائفة، وإن لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل، كما حدث في حرب يوليو 2006 التي عانى منها أهل السنة في الجنوب اللبناني رغم أنوفهم، ولم يظهر جزء من الحقيقة إلا بعد انتهاء الملحمة التي أريد بها التغطية على جرائم المحتل الفارسي في العراق ضد أهل السنة، وقد بلغت ذروتها في عامي: 2005 و 2006.

ولكن الشك تسلل إلى قلوب كثير منا عن مذهب هذا الأسير المخضرم، بل عن دينه، هل هو مسلم أصلا، وإن كان كذلك: هل هو من أهل السنة، أو من أهل القبلة، وهي أسئلة غالبا ما تتوارى خلف المشاعر الملتهبة التي تتطلع إلى أي نصر، ولو كان سرابا، أو كان من صنع الآخرين، فقد أصبح التطفل على موائد الآخرين دأبنا، لاسيما مع شح انتصاراتنا، أو التعتيم الإعلامي المتعمد عليها، كما هو الحال في: العراق وبلاد الأفغان، التي تشهد هذا الصيف ضربات متوالية لقوات حلف الناتو، مما دعى كبار مسئولي الحكومة العميلة إلى التحذير من استهداف قوات الطالبان العاصمةَ "كابول" مباشرة مرورا بمحافظة "غزنة" الشهيرة، وخرج "أوباما" المسالم!!!، ليعلن في إحدى حملاته الانتخابية أنه سيرسل 100 ألف جندي أمريكي إلى بلاد الأفغان إن نجح في السباق الرئاسي، وهو رقم يعكس حجم المعاناة الحقيقية التي يتعرض لها الغزاة هناك، ولكن فضائياتنا الإخبارية الجادة!!!، كـ: "الجزيرة" عودتنا دوما الإشارة المجملة إلى مثل تلك الأنباء في مقابل تغطيات حية لمعارك واحتفالات الآخرين، فمقامنا: الإجمال، ومقام الآخرين: البيان بكل وسائله: صوتا وصورة، مع تألق واضح ومعتاد لرئيس مكتب الجزيرة في لبنان في تلميع الحدث في برنامجه: "ساعة حوار" على مدى أكثر من حلقة ماضية تمهيدا لـ: "الليلة الكبيرة"، كما يقال عندنا في مصر، وقد كانت أمس الأربعاء، وليته أفرد أحداث بيروت الغربية في مايو الماضي بسلسلة من الحلقات كتلك التي يفرد الحزب وتحركاته بها!!!!.

ومرة أخرى أثبتت "الجزيرة" أنها الشقيقة الكبرى لـ: "المنار"!!!، فهي أحرص منها على تغطية الأحداث لحظة بلحظة.

الشاهد من كل ذلك أن كثيرا منا استبعد أن يكون سنيا، فمنطلقات الحزب الطائفية تأبى ذلك، إذ كيف يكون العميد "ناصبيا"؟!!!، وقد قرأت في أحد المنتديات العلمية أقوالا متباينة حول عقيدته، فرجح بعض المشاركين في الحوار أنه نصراني!!!، وقال أحد إخواننا من "بيروت"، وهو بلدي الحدث، فخبره مقدم كما يقول أهل العلم بالأخبار، قال بأنه: "درزي"!!!!، وتلك طامة كبرى، أن يكون نجم السهرة على هذا المذهب العقدي المارق عن دين الإسلام جملة وتفصيلا، ومن شاء فليرجع، غير مأمور، إلى كتب العقائد ليقرأ معتقد القوم، ولم يعد تكتمهم على عقائدهم الباطنية يجدي شيئا في زمن السماوات المفتوحة، فليته كان على مذهب الدولة الفارسية الطائفية، كبقية الأسرى، بل ليته كان نصرانيا، فحالهم أحسن من حال الدروز، لأنهم، على أقل تقدير، يعزرون النبوات والكتب السماوية، وإن وقع منهم من الانحراف والغلو ما وقع.

إن ديننا الحنيف لا يمنعنا من تقدير تجارب الآخرين، بل والاستفادة منها، فللحزب أساليب عسكرية واستخباراتية وإعلامية تستحق الدراسة، ولكن معايير البطولة المختلة في أذهاننا، هي التي توقعنا دوما في الزلل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير