تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقتطفات من محاضرة الشيخ محمد أبو موسى (ذكرياتي مع العلم وطلابه)]

ـ[أبو حاتم]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 12:36 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه مقتطفات دونتها من محاضرة الشيخ محمد أبو موسى وفقه الله،حاولت فيها أن أبرز أهم ماتفضل الشيخ به فإليكم هذه المدونة المتواضعة:

قدم الدكتور ظافر العمري مقدمة مسهبة، أشار فيها إلى حاجة الناس إلى عقل وتجربة ليكون مثالا يحتذي به السالكون سبيل العلم، وأثنى على الشيخ بما هو أهل له فذكر حرصه على تلامذته، والسؤال عنهم بين الفنية والأخرى.

ثم أشار الدكتور ظافر إلى منهج الشيخ – وفقه الله – في التأليف، فهو يحمل على عاتقه أمانة توثيق الصلة بين علوم السلف وهذا الجيل.

ثم سرد سيرة الشيخ العاطرة (وهي موجودة في هذه الموقع المبارك ولا حاجة لإعادتها أخرى)

بدأ الشيخ وفقه الله

واستهل حديثه بتوجيه لعنوان المحاضرة، فهو يذكر أنه تلقى اتصالا مسبقا من أحد تلامذته يطلب إلقاء محاضرة واعتذر الشيخ حينها لشغله ثم عاوده أخرى وأخبره أن العنوان (ذكرياتي مع العلم وطلابه) وذكر الشيخ أن العلم ليس فيه ذكريات ولم يجتمع هنا بطلابه ليقص ذكريات لأن ذلك ليس من العلم، بل إنه سيحدثهم عن العلم.وقد وجه حديثه إلى الطلاب لأنهم هم الذين سيكونون معلمي الأجيال القادمة وهم النخبة لذا فهو حديث مقدس. ومما ذكره الشيخ:

إذا أخرجنا جيلا في مستوانا فهو توقف في حركة الحضارة، وإذا أخرجنا جيلا دون مستوانا فهو تخلف.والمشكلة أن الجيل ينحدر نموه العلمي ولابد أن يكون جيل الغد أفضل من جيل اليوم فالناس يتقدمون والتحديات من حولنا تتزايد، وهذا ناقوس خطر ومسؤولية لا يجوز التخلي عنها وإهمالها.

التحديات التي واجهها جيلي ضخمة ووتحديات الأجيال القادمة أشد، ولذلك لابد أن يهيأ لها جيل في مستوى هذه التحديات.

وأول شيء أقوله لك:

لابد أن يكون لك هدف، ولا يجوز لحي أن يعيش على الأرض دون هدف وهدفك هنا تكوين العقلية اللغوية الواعية المتمكنة، لايجوز التفريط في هذا الأمر، وأول خطوة أن ينطق لسانك هذه العربية نطقا صحيحا فلا يجوز أن تعلمها وأنت لا تتقنها، ولا يجوز أن نعلم مالا نعلم، فإذا فرغنا من الممارسة نقلناها إلى غيرنا، والطريق لصحة النطق ليس علوم العربية إنما العربية نفسها .. قراءة الشعر وكلام العرب وأعلى منه كلام الله عز وجل " ولقد يسرنا القرآن للذكر " ويستحيل أن ييسر القرآن للذكر ثم يعسر لغته، وكل ماقيل في صعوبة هذه اللغة لاقيمة له، وإذا كنت لا تقرأ بشكل صحيح فأنت لاتفهم الكلام على الوجه الصحيح.

وقد ارتحلت العربية حيث ارتحل القرآن، ودخلت ما دخل عليه الليل والنهار، وكان هذا جديرا أن يدخل فيها الفساد لأن ألسنة أعجمية تكلمت به، ولكنها غالبتها وعربت هذه الألسنة فأكسبتهم عذوبة وجزالة.

إنهم لم يكونوا فصحاء فحسب بل لا يلحنون ولا يتسرب اللحن إلى ألسنتهم فاستشهد أهل العلم بكلامهم، فسيبويه استشهد بكلام لسحيم عبد بني الحسحاس.

كيف تدخل على طلابك وأنت تلحن؟! لابد أن ترتقي من مستوى الصحة إلى مستوى اللغة الأعلى حتى يألف طلابك عذوبة هذه اللغة.

إذا تخطينا ذلك، فعلوم العربية علوم واحدة يمد بعضها بعضا ويسقي بعضها بعضا فلا أعتم بالبلاغة وأهمل النحو، ولا أهتم بالنحو وأهمل البلاغة والأدب، وقراءة الأدب لاتكون مرة أو مرتين بل حتى تكون جزءا من نفسي وعقلي.

هذه العلوم نبتت على شاطئ نهر هو كلام العرب فإذا درست العلوم وأهملت الذي سقاها ورباها فهو شيء في الهواء، لابد لك من الربط ومن الوعي اليقظ لأن هذه العلوم حمت هذا اللسان خمسة عشر قرنا، أنا أقول هذا لأن البعض يريد أن يفر منها ويزرع غيرها مكانها، إذن المسألة تحتاج منك اجتهادا وجدا.

لا أعرف نحويا يجهل البلاغة، ولا أعرف بلاغيا يجهل النحو، ولا أعرف مفسرا ولا فقيها يجهل النحو واللغة، فالتفسير رافد للنحو والبلاغة، أنت حين تقرأ في التفسير أنت في تحليل لغوي، وكذلك الفقه ليس أحكاما إنما لغة استنبط منها العلماء الأحكام، فهو نوع من التفسير الجيد والاستنباط،وقل مثل هذا في العقيدة فهي اختلافات حول صيغ وتراكيب ومثال ذلك خلاف السنة والمعتزلة وغيرهم في قوله تعالى: " ماهم بخارجين من النار "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير