[وفي قصصهم عبرة]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 11:56 ص]ـ
قال ابن عمر: كان في بني إسرائيل ثلاثةٌ خرجوا في وجهٍ، فأخذهم المطر فدخلوا كهفاً، فوقع حجرٌ عظيم على باب الكهف، وبقوا في الظلمة وقالوا: لا ينجينا إلا ما عملناه في الرخاء.
فقال أحدهم: إني كنت راعياً فأرحت وحلبت، وكان لي أبوان وأولاد وامرأةٌ فسقيت أولاً الوالدين ثم الأولاد، فجئت يوماً فوجدت أبوي قد ناما فلم أوقظهما لحرمتهما ولم أسق الأولاد، وبقيت قائماً إلى الصبح؛ فإن كنت يا رب قبلت هذا مني فاجعل لنا فرجاً، فتحرك الحجر ودخل عليهم الضوء.
وقال الثاني: إني كنت صاحب ضياعٍ، فجاءني رجل بعد ما متع النهار، وكان لي أجراء يحصدون الزرع، فاستأجرته، فلما تم عملهم أعطيتهم أجورهم، فلما بلغت إلى ذلك الرجل أعطيته وافياً كما أعطيت غيره، فغضبوا وقالوا: تعطيه مثل ما أعطيتنا. فأخذت تلك الأجرة واشتريت بها عجولاً ونمي حتى كثر البقر؛ فجاء صاحب الأجرة يطلب فقلت: هذه البقر كلها لك، فسلمتها إليه، فإن كنت يا رب قبلت مني هذا الوفاء ففرج عنا. فتحرك الحجر ودخل منه ضوءٌ كثير.
وقال الثالث: كانت لي بنت عمٍ فراودتها، فأبت، حتى أعطيتها مائة دينار فلما أردت اضطربت وارتعدت. فقلت لها: ما لك? فقالت: إني أخاف الله. فتركتها ورجعت عنها، إلهي فإن كنت قبلت ذلك مني ففرج عنا. فتحرك الحجر وسقط عن باب الكهف وخرجوا منه يمشون.
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:15 م]ـ
السلام عليكم
بورك فيك استاذنا ابا الفادي
لعلّ ما ذكره ابن عمر رضي الله عنهما اختصار للحديث الصحيح المتفق عليه:
قال الإمام البخاري: حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. فقال رجل منهم: اللَّهم كان لي أبوان شيخان كبيران،وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالاً (أي: لا أقدم في الشرب قبلهما أحداً)، فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما، فجلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي (أي يصيحون من الجوع)، فاستيقظا فشربا غبوقهما. اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه. فقال الآخر: اللَّهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ، وفي رواية: كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فأردتها على نفسها فامتنعت، حتى ألمت بها سنة من السنين فجائتني فاعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى أذا قدرت عليها وفي رواية فلما قعدت بين رجليها قالت: اتق الله ولا تفضن الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إليَّ وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج. وقال الثالث: اللَّهم إني استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم، غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبدَ الله أدِّ إليّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال: يا عبدَ الله لا تستهزئ بي! فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستقاه فلم يترك منه شيئاً. اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون».
صحيح البخاري (10/ 415)، صحيح مسلم (4/ 1982)
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 12:18 م]ـ
نعم هو كذلك أخي الفاتح
شكرا لك على ما تبدي من إضافات مثمرة
أين أنت أيها الأخ العزيز
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 06 - 2008, 05:29 م]ـ
والحديث من أدلة أهل السنة والجماعة على جواز التوسل بالعمل الصالح، وفي التنزيل: (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، فتوسلوا بإيمانهم، وهو عمل صالح، لنيل المغفرة، مطلوب كل عبد، أنالنا الله إياها بفضله ومنته.
وفيه أيضا: (رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ)، فتوسلوا بالإيمان بما أُنْزِل وبالرسول ليكتبوا مع الشاهدين.
والله أعلى وأعلم.