[من الدوحة]
ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 03:54 م]ـ
انتهت مسرحية: "البقاء للأقوى": نهاية منطقية، فلملمت الجراح بهدنة عقدها الفرقاء في "الدوحة"، ضمنت للمقاومة الباسلة التي احتلت العاصمة!! مكاسب ثمينة، مع أنها كانت تهدد قبل ذلك بضرب "تل أبيب"، حصان طروادة الذي يجيد القوم امتطاءه لغزو قلوب أهل السنة الذين ضاقوا ذرعا بحكامهم المتخاذلين فراحوا يبحثون عن أي بطولة، ولو كانت وهمية، وما أسهل الإيقاع بمن يبحث عن نصر بلا رؤية شرعية مؤصلة، فهو أشبه بالمريض ذي المناعة الضعيفة، لا يسلم من إصابة حتى يبتلى بأخرى، فمن قومية إلى وطنية إلى ليبرالية إلى وحدة إسلامية مزعومة يكذبها التاريخ من زمن الخليفة: عثمان، رضي الله عنه، الذي قتل شهيدا مظلوما إلى زمن الحسين، رضي الله عنه، الذي أسلمه أولياؤه لأعدائه!!!!، إلى زمن المستعصم العباسي: الخليفة المسكين الذي دهسه جيش هولاكو بمباركة الطوسي وابن العلقمي.
ويكذبها التاريخ اليوم في: فارس التي يعاني فيها السنة منذ قيام الحكم الصفوي أوائل القرن العاشر الهجري، والعراق، والمشهد العراقي لا يحتاج إلى تعليق، ولبنان، وأحداث بيروت الغربية خير شاهد على ذلك، فإن السياسة لا تحرك عرق التعصب الأعمى كما تحركه الملاحم والمظلوميات المفتراة على صحب النبي الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، واليمن إذ يعيث الحوثيون فسادا في صعدة بتأييد فارسي لا يخفى.
ومن أبرز إنجازات المعارضة:الحصول على الثلث المعطل الذي يشل قدرة الحكومة على اتخاذ أي قرار إذا لم يتلاءم مع أجندة المعارضة، وهي أجندة طائفية مستوردة، باعتراف قيادات المعارضة فالأمر ليس بالسر الذي يخفى على أحد.
وإعادة تشكيل اللجان الانتخابية في بيروت بما يتناسب مع طموحات المعارضة في الانتخابات البرلمانية القادمة، وللمعارضة أن ترفع سقف طموحها بعد هذا الانتصار العسكري في بيروت والسياسي في الدوحة، في ظل انحسار واضح لأي دور سني من دول الجوار التي اكتفت باستنكار التدخلات الفارسية في لبنان، فحصل ما حصل من المشادات الكلامية على شاشات الفضائيات بين ساسة دول المنطقة.
وضمان عدم المساس بسلاح المعارضة، أو على الأقل تأجيل الخوض في أمره، فالاتفاق، كما تقدم، أشبه بالهدنة منه بالصلح الدائم بين طوائف لا يجمعها أي انتماء سوى: انتماء التراب الوطني المزعوم الذي لا يصمد أمام الانتماء العقدي إذا جد الجد.
وأما جورج بوش ووزيرته: "رايس" فقد أسلموا الأكثرية إلى الأقلية، واكتفت بالترحيب بانتخاب رئيس الجمهورية، فلديها ما يشغلها في العراق وأفغانستان، وليس بمقدورها النزول في ملعب ثالث لتخوض ثلاث مباريات شرسة في نفس الوقت.
*****
ومن موقع المسلم:
http://www.almoslim.net/node/94578
وحاميها حراميها!!، ولو صدق هذا الاعتراف لكانت صفعة جديدة على قفا فريق الأكثرية المغلوب على أمره.
*****
وإذا حقق الأمر فإن:
المقاومة العراقية السنية، على ما وقعت فيه إحدى فصائلها من أخطاء منهجية وميدانية كبيرة أربكت تحركاتها وأخرت النصر المنشود، ومقاومة الطالبان في أفغانستان، وهي سنية، أيضا، هما، بعد فضل الله عز وجل، اللتان أفشلتا المشروع الصليبي في المنطقة، فأمريكا الآن في ورطة حقيقية، فتراها في أفغانستان تستجدي دعم حلفائها في "الناتو" محاولة إقحامهم في هذا المستنقع ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، لاسيما "بوش الصغير": "نيكولا ساركوزي" الذي بدأ الفرنسيون يتضجرون من تبعيته المطلقة لواشنطن، وهي تبعية تذكرنا بتبعية "توني بلير" التي دفع ثمنها بمغادرة منصبه قبل عامين من انتهاء ولايته مع تدهور كبير في شعبية حزبه: "حزب العمال" يعاني منها خليفته: "جولدن براون"، فقد وَرَثَه الأول تركةً من الفشل الذريع!!.
وتراها في العراق تحاول إقحام الدول العربية في الشأن العراقي، وفتح سفارات لها في بغداد التي أضحت: "طائفية" تمقت كل ما هو عربي، لتخوض هذه الدول الصراع مع الجارة الشرقية بالنيابة عن أمريكا فـ: "اللي فيها مكفيها" كما يقال عندنا في مصر.
وبعد هذا تحاول المعارضة في لبنان: حصد هذه الثمرة التي لم تزرعها، بل حاولت اجتثاثها، وما تدريب قيادات المليشيات العراقية الطائفية في جنوب لبنان عنا ببعيد، ويخرج أحد المحللين ليبارك فشل المشروع الأمريكي بفضل قوى الممانعة، وليس منها بطبيعة الحال: القوى الإرهابية الظلامية في العراق!!!، التي تنكر لها الصديق قبل العدو، مع أن "محمد علي أبطحي" و "هاشمي رافسنجاني" قد أعلنا صراحة عن دعم بلادهما للغزوين، بل قال أبطحي أنه لولا ذلك، لما سقطت قندهار وبغداد، مذكرين أمريكا التي أنكرت الجميل لما تعارضت المصالح، وأمريكا هي أمريكا: خائنة لا تحفظ ودا، ولا تقر إلا بمصالحها الآنية.
والله أعلى وأعلم.