[جريرة النخب.]
ـ[سربال الحكمة]ــــــــ[26 - 05 - 2008, 12:53 م]ـ
إليكم أحبتي المتصفحين مقالي الذي نشرته مجلة بني رشيد مشكورة في موقع ومنتديات بني رشيد.
العيش نوم والمنية يقظة=والمرء بينهما خيال ساري
هكذا الإنسان يسيح في مرابع الحياة، ويسرح في مراتع الأيام لايحيد عن طوارق السنن ونواميس الأزمان، تتجاذبه رياح الأحداث، وتتقاذفه أمواج الزائلة؛ يصحو على همومها، وينام على كدرها.الإنسان؛ الإنسان الذي تحمل المسؤولية بعد أن رفضتها السموات والأرض والجبال، واعتذرت عنها إجلالا وإكبارا؛ لكنه الإنسان وُهب عقلا ثاقبا فاروقا بين الصحيح والسقيم، رُزق التأمل والتدبر.
هو المخلوق العظيم بتركيبه العقلي، المعجز ببنائه الجسمي؛ هو الإنسان ذو المقدرة الفائقة التي تتضاءل حتى تضمحل وتنعدم أمام قوة الجبار ـــ جلت قدرته ــــ.
الإنسان هو المكون للمجتمع؛ لأن المجتمع ذلك الكم الهائل من الناس عندما تجتمع في بيئة واحدة (زمان ومكان) وتكون نسيجا اجتماعيا ذا خط محدد المسار؛ حيث يحكم بماتعارف عليه المجتمع، وما تآلفوا عليه من عادات وتقاليد.
المجتمع بأسره سوف تحركه الحياة، وتتجاذبه الظروف ـــ أيا كانت ـــ، وسوف يكون له مسار يمخر به عباب الأحداث، ويتجاوز مفاوز الظروف؛ ليعلو إلى بر الأمان.
المجتمع لابد له من من قادة يسيّرون أموره (قادة في الفكر، قادة في السياسة، قادة الاجتماع، قادة في الاقتصاد.) وهؤلاء القادة يطلق عليهم اسم (النخبة.).
إخوتي الأعزاء:
النخب في كل مكان تحركها تصورتها الخاصة التي سوف تؤثر في المجتمع؛ لأنهم يعدون نخبة لهم أتباع في هذه البقعة العريضة (المجتمع.)
ما يلاحظ ـــ من خلال استقراء التاريخ ـــ أن لهذه النخب جريرةً على المجتمع.
الأمر الذي يؤسف الجميع:
أنما يحصل بين النخب من تنافس وربما تنافر قد ينسحب على المجتمع؛ حتى يصبح المجتمع مخلخلا تتعدد ولاءاته، وتتباين تصوراته؛ تبعا للقدوة.
إذا تأثير النخب قد يصل إلى تدمير المجتمع، وهذه النخب سادرة في غيها تهزها الأطماع، وتستفزها الرغبات سواء أكانت مادية أم معنوية، والوقود المجتمع.
ومما تجره النخب على المجتمع:
(1) الحروب الأهلية؛ إن كانت المنافسة بين التيارات السياسية، كما يحصل الآن في بعض دول أفريقيا، وكما حدثنا التأريخ عن زمني الأمين والمأمون / وما الانقلابات العسكرية في بعض الدول المجاورة عنا ببعيد. (مايحدث في فلسطين أنموذجا حيا.)
(2) طحن الشعب؛ إن كان التنافس بين إرادة النخبة الحاكمة وإرادة نخبة التجار؛ حيث يرفع التجار سلعهم حتى لايستطيع جمهور الشعب الحصول على السلع الأساسية لغلاء أسعارها وانخفاض مدخولاتهم، فتكون الجعجعة هناك، والطحن هنا، والضراب هناك والطعن هنا؛ ومن أمثلة ذلك:
ماحصل في أوروبة زمن الإقطاع.
(3) تغيير الولاء ا ت، والنخر في ثوابت المجتمع إن كان التنافس بين قادة الفكر؛ حتى إن أكثرهم ليروج لأفكار مستوردة، ويريد أن يسحبها على المجتمع، فتجد المجتمع (العامة) ضحية التسليم بها، ومن أمثلة ذلك:
تعميم الفكر الرأسمالي في المجتمعات الإسلامية.
(4) تجيير مجتمع بأسره، أو شعب بكامله لمكاسب سياسية، والمتاجرة بمشاعره لحظوظ دنيوية؛ كالعمل باسم الأحزاب أو الشعوب أو القبائل، وما الأحزاب الكردستانية عنا ببعيد.
لاشك أن بعضنا يتجاهل اصطناع النخب؛ لأن القوة هناك، وحقل التجارب هنا، والمادة موجودة، والإبهار الإعلامي متوافر.
لذا يجدر بنا أن نعمل عقولنا حتى لاننساق وراء شعارا ت زائفة، ونتوارى خلف ولاءات برقها خلب ونشاصها كاذب، قد تكون مضرة بنا إن عقيدةً وديانة وإن اجتماعا وإن اقتصادا.
إيماءة:
دقات قلب المرء قائلة له = إن الحياة دقائق وثواني
فلنهتم بماتحت الأرض خير من الاهتمام بمافوقها؛ كما ذكر الشيخ / محمد بن صالح المنجد، في محاضرة فائتة.
والسلام ختا م.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 04:29 م]ـ
لذا يجدر بنا أن نعمل عقولنا حتى لاننساق وراء شعارا ت زائفة، ونتوارى خلف ولاءات برقها خلب ونشاصها كاذب، قد تكون مضرة بنا إن عقيدةً وديانة وإن اجتماعا وإن اقتصادا
سلمت أخي الفاضل
فالعقل العربي لم يكن يومًا معطلاً , أو غير نافع , وإلا لما ساد العرب العالم يومًا
ـ[سربال الحكمة]ــــــــ[28 - 05 - 2008, 12:43 م]ـ
سلمت أخي الفاضل
فالعقل العربي لم يكن يومًا معطلاً , أو غير نافع , وإلا لما ساد العرب العالم يومًا
شكرا لمرورك.
نعم العرب سادوا يوم أن أعملوا عقولهم، ولم يدعوا غيرهم يستمتع بالتفكير عنهم، ثم ينظر لهم.
العرب ـــ كما تعلم ويعلم الجميع ــــ أصرام من البدو لاحضارة لهم سوى الشعر الذي حفظ لهم آدابهم حتى جاء الإسلام بنظامه الكامل فهذبهم وصاروا سادة العالم زمانا ثم حالت حالهم إلى مانحن عليه والله المستعان.