تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العربية - لغة كتابة أم لغة كلام؟]

ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 10:46 م]ـ

احترت حيث أضع هذا الموضوع فهو ينتمي إلى المعلمين والمهارات معا, فاخترت هذا القسم.

يعرف اللسانيون اللغة الأم بأنها اللغة التي يتكلم بها صاحبها بطلاقة الذي لا يجهد نفسه باستحضار قواعدها. ويعني ذلك أن قواعد تلك اللغة محفورة في اللاوعي بحيث يكون بها التفكير والتفاعل اللغوي مع العالم الخارجي. وكل لغة ينطبق عليها هذا الشرط فهي اللغة الأم. وإذا طبقنا هذا التعريف على اللغة العربية وجدنا تباينا كبيرا بين صورتين, صورة العربية المكتوبة التي يتقنها كثير منا, وصورة اللهجة التي يتكلم بها كل منا ويفكر بها ويتعامل به مع العالم الخارجي. فأين إذن محل العربية الفصحى من الكلام؟

لئن بدا جليا أن الناشئة في هذا العصر تعاني من ضعف فادح في العربية على مستوى التعبير الكتابي والفهم, فإن الحديث عن التكلم بالعربية بات من السخافة بمكان, فإن ما لا يستطيعه الناشئ كتابة وهو في فسحة من الوقت, فإنه لن يقدر عليه كلاما وهو أكثر تعقيدا.

ونلاحظ أن قارئي الأخبار يقرؤون من الورقة التي بين أيديهم أو الشاشة التي أمامهم, فإذا ما تخلوا عنهما واضطروا إلى التكلم من السليقة وقعوا في تأتأة ولجلجة و"معناها" وأخطاء لا تحصى ولا تعد, مما يظهر أن النظام اللغوي العربي غير محفور في اللاوعي عندهم وأن استحضاره "على الهواء" يحرجهم ويظهر ضعفهم. وهذا الضعف هو على مستوى الإنتاج الكلامي فقط, فإنهم ربما لو كتبوا لوجدتهم يتقنون العربية وقواعدها.

كل هذه الظواهر دفعتني إلى السؤال: "هل العربية لغة كتابة أو لغة كلام؟ هل إذا استمر الوضع في التدهور سنصل إلى موت العربية الكلامية كما ماتت اللاتينية؟

ودفعتني كذلك إلى التفكير في جدوى تعبئة المتعلم بالقواعد العربية إذا كان لا يستعملها إلا كتابة. وأفكر في مشروع تعليمي يكون فيه الكلام بالعربية هو المنطلق للقواعد الكتابية, أي التركيز على التكلم بالعربية والمحاورة بها لأن ذلك أفيد في ترسيخ القواعد في اللاوعي. وفي بلدان مثل السعودية مثلا حيث المخيمات الصيفية أمر معتاد عليه وضمن تقاليد المجتمع, فلماذا - ربما هذا موجود فعلا - لا تنظم مخيمات لغوية حيث يلزم الصغير بالتكلم بالفصحى والمحاورة بها؟ فهذا مما يرفع من مقدرته اللغوية لا محالة ويجعله يعيش اللغة في صورتها الأولى ألا وهي الكلامية.

للحديث بقية بإذن الله.

ـ[مروان الأدب]ــــــــ[20 - 06 - 2008, 05:31 م]ـ

أخي ضاد أصبت عين الحقيقة ووضعت إصبعك على موطن الدّاء.فعلا ما ذكرته أصبح ظاهرة مرضيّة لابدّ لها من حلول علاجيّة درّست تلامذة ممتازين في الإنتاج الكتابي ومع ذلك تجدهم عاجزين عن التّواصل الشّقوي. ولعلّ الأسباب هيكليّة بالأساس تتّصل بالبرامج و بطرق التنشيط في القسم فتمهير المتعلّم على الإنتاج مسؤوليّة المعلّم

ـ[أحاول أن]ــــــــ[23 - 06 - 2008, 05:37 م]ـ

شكر الله أستاذ ضاد هذا الطرح الراقي ..

السؤال: هل اللغة العربية لغة كتابة أم كلام؟ يجعلنا نجيب بثقة: هي الاثنان معا ..

وباختصار فإن القضية الشائكة تعود إلى التعريف الذي تفضلتم به:

يعرف اللسانيون اللغة الأم بأنها اللغة التي يتكلم بها صاحبها بطلاقة الذي لا يجهد نفسه باستحضار قواعدها. ويعني ذلك أن قواعد تلك اللغة محفورة في اللاوعي بحيث يكون بها التفكير والتفاعل اللغوي مع العالم الخارجي

من أين يرتوي بها اللاوعي؟

من استقائها من المحيط الاجتماعي -حتى قبل المدرسة -ولا شك ..

ولأن هذا المحيط لا يقدمها .. فلا عجب ألا تكون حاضرة بلا أوراق و أقلام ..

يضاعف المشكلة التعليم الدراسي , والإعلام , والشارع و و و ....

لذا فالتعليم الحديث للغة العربية يتوجه إلى النطق بها أكثر من إتقان كتابتها ..

وتسأل أستاذنا عن المخيمات الصيفية ومما يسر أن بعضها أدرجت في برامجها فنون الإلقاء وطلاقة التحدث بالفصحى -وهذا عين ما نحتاج - في رأيي أكثر مما نحتاج لدورات لإتقان النحو وإجادته للصغار ..

فليتحدث الناشيء فصيحا وليجرؤ مع أخطاء الرفع والنصب والكسر , وسيحرص مع الأيام على إتقان الضبط ..

أما فكرة المشروع التعليمي فهو من الثغرات التي نسأل الله أن يهيء لها من أهل الخير والخبرة من يسدها , ومنها بوادر التعليم المطور في المملكة التي اعتمدت على كفايات لغوية للتواصل الشفهي وألغت الاختبارات الكتابية وهذا مبشّر ..

وفقكم الله أستاذنا وبورك المداد ..

ـ[المدرس اللغوي]ــــــــ[21 - 08 - 2008, 07:41 ص]ـ

أخي الكريم شكرا لك على حديثك حول هذا الموضوع المهم. في الحقيقة إن اللغة العربية هي لغة استماع وكلام وكتابة وقراءة. ولكننا لم نهتم بها اهتماما واضحا في المراحل الأولى من سنوات الدراسة, ناهيك عن المراحل الدراسية الأخرى. ولذا نجد _ كما قلت_ أن المذيع يخطئ والموظف يخطئ ,والمعلم _أيضا_ تجده يشرح لطلابه بلغة عامية.لا يمكننا أن نحصر الأسباب في زواية واحدة, فهي كثيرة ومتعددة, منها ما يتعلق بالجانب التربوي, ومنها ما يتعلق بالمناهج الدراسية, ومنها ما يتعلق بالمؤسسات التعليمية.

وفي المقابل _كذلك_فالحلول كثيرة, منها ما ذكرت_ وقد حدث فعلا_ حيث قامت بعض المدارس بتطبيق اللغة الفصحى, وتنبيه الطلاب إلى تجنب الحديث بالعامية.

كما ينبغي على المنافحين عن اللغة العربية التعاون والتعاضد للقيام بمشاريع مستقبلية, تحفظ لنا استعمال لغتنا سماعا وكلاما وكتابة وقراءة. والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير