حتى أصبح بعضهم خاصة في يوم الجمعة يترك المسجد المجاور لمنزله و يذهب لمسجد آخر ربما يكون بعيداً عنه و ذلك تفادياً لما يقع فيه بعض الخطباء من اللحن أثناء الخطبة.
و قد لاحظت هذه الظاهرة عند كثير من الخطباء و الدعاة سواءً أعلى المنابر أم في الأشرطة الإسلامية حتى عددت على أحدهم في محاضرة مدتها ساعتان تقريباً ما يقارب الخمسين خطئاً في اللغة , إما برفع منصوب أو نصب مجرور أو غير ذلك.
و للأسف فإن هذه الظاهرة لم تُعطُ حقّها من الاهتمام , لا أدري ما السبب , ربما أن من يخطئ لا يدرك هذا الخطأ! و إن كان كذلك فأين الألوف ممن يستمعون لهذه الخطب و المواعظ ألم يفطنوا لبعض هذه الأخطاء؟!
قبل أيام استمعت لأحد البرامج الإذاعية , و كان الحديث حول أهمية خطبة الجمعة و عن دور الخطيب و الصفات التي يجب أن يتحلى بها حتى يكون خطيباً ناجحاً , أذكر أن البرنامج أتى على كل صغيرة و كبيرة ينبغي أن يدركها خطيب الجمعة , لكنه لم يهمس ببنت شفة عن أهم صفة ينبغي أن يلتزم بها الخطيب و هي الإلمام بمبادئ اللغة العربية , فلم يتعرض مقدم البرنامج و لا الضيف لشيءٍ من هذا القبيل.
و للأسف فإن هذه الأخطاء ليست أثناء الخطبة أو المحاضرة فقط بل حتى أثناء دعاء القنوت في رمضان , فقد صليت خلف أحدهم و عندما رفع يديه كدت أقطع صلاتي و أخرج من المسجد لكثرة الأخطاء اللغوية.
بل تجاوز الأمر ذلك إلى أن يخرج شريط مدته تقارب الساعتين يتكلم فيه المحاضر عن موضوع ديني و اجتماعي و قد عددت له ما يقارب الخمسين خطئاً كما أسلفت.
فيا ترى من المسؤول عن هذه الظاهرة؟
أهو الشخص نفسه؟ أم وزارة الشؤون الإسلامية؟ أم أفراد المجتمع؟
لا شك أن المسئولية مشتركة بين الجميع , فعلى الخطيب أن يُمكِّن نفسه لغوياً كما و علمياً , و على الجهات المختصة أن تعقد دورات و محاضرات في اللغة العربية حتى تصلح ذلك الخلل , كما ينبغي أن تعقد اختباراً في اللغة قبل أن تُولِّي أيّ شخص هذه المسئولية العظيمة , كما أن أبناء المجتمع عليهم دور تنبيه الخطيب و الواعظ و المتكلم إن لحن و عليه أن يتقبل منهم.
يعلم الله أني لا أقصد بهذه الكلمات أن أتهجم على أحد أو أقلل من شأنه , فلا شك أن خطباءنا و مشايخنا هم نواة المجتمع و حراس سفينته من الغرق , فما هي إلا زفرات و آهات غيرةً على اللغة من الضياع؛فما عزّت لغة قوم إلا عزّوا و ما ذلت إلا ذلّوا و خابوا , كما أنها محاولة لإصلاح شأن المجتمع.
فالله اسأل أن ينفعني و ينفعكم بما كتبت , و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم.
شكر الله لك هذا الجهد، أخي الكريم الأستاذ أنس عبد الله، وبارك الله فيك؛ فقد وضعت أصبعك على حرج غائر عميق من جراح أمتنا في لسانها الشريف لسان الكتاب العزيز والحديث الشريف، وإنه لجرح يندى له جبين كل محب للإسلام غيورعلى لسانه، أسأل الله أن يقيل عثرته ويزيل غربته ويعيد إليه عزته.
أما السبب الذي سألت عنه فلعله الهوان! هوان هذه الأمة العظيمة على نفسها في دينها ولسانها وكل شأن من شؤونها، فقد كان الزير يستقيل ويقال إذا ظهر لحنه في كلام أو كتاب، وهذا أمر نادر؛ لأن الأصل أنه لا يختار للأعمال العامة إلا من استوفى شروطا من أهمها إجادة هذه العربية إجادة تامة خطابة وكتابة.
والأمر نفسه نعاني منه أشد المعاناة في هذه الشبكة وغيرها من المواقع حتى المختصة منها في العربية وعلومها وشؤونها؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
والحل عند في مزيد العناية والاهتمام منا جميعا؛ إذ معظم الأخطاء سببها العجلة والتسرع وعدم المراجعة بعد الكتابة لا الجهل وعدم العلم بالحكم؛ لأن معظم تلك الأخطاء -والخطايا أحيانا- في القواعد الأولية والمبادئ التي تدرس في المراحل الأولى من التعليم في جميع البلاد العربية؛ فلا بد من الاهتمام من الجميع.
ومعذرة؛ أشرت إلى بعض الهنات في مقالك الممتازحين وصل الأمر إلى همز (المشايخ) وهم لا يُهْمَزون:):):)
بالملح يصلح ما يخشى تغيره * فكيف بالملح إن حلت به الغير؟!
هذا مع تكرير الشكر لك على إثارتك هذه القضية الراكدة، كتب الله أجر ذلك وأجر كل من شارك.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 12:38 م]ـ
هؤلاء ليسوا خطباء لان كل خطيب يجب ان يتقن النحو والصرف وغيرها من علوم العربية، وهؤلاء اصحاب كلام فارغ كل الخطبة يتحدث عن بطولاته وانه هو كان وكان ولكن يعلم الله انه ترك المنبر وذهب للعيش الرغيد في مكان آخر وترك المسلمين في اصعب المواقف وعندما استقر الوضع جاء ليحدثنا عن مواقفه التي لاتساوي شيء فكفانا كذبا ونفاقا.يا معاشر ((الخطّاء)) وليس الخطباء
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[29 - 05 - 2008, 02:40 م]ـ
أشكر كل من ساهم في هذا الموضوع:-
الأستاذ محمد التويجري:
و هذا ما يحدث معي و مع الكثير ممن أعرفهم أيضاً.
ليث بن ضرغام:
عددتُ هذه الأخطاء و أنا مجرد طويلب علم مبتدئ في اللغة , فكيف بصاحب الأذن النحوية من الأساتذة الفضلاء و من أصحاب التخصص.
د. سليمان:
لست هامزاً لأحد أو لامزاً, إنما هو واقع نعايشه فعلينا محاولة إصلاح واقعنا:)
على حرج غائر جرح
فقد كان الزير يستقيل ويقال الوزير
والحل عند في مزيد العناية عندي
واحدة بواحدة:):):)
أخي قصي:
أشكرك على حماسك للموضوع , و لكن ينبغي أن نحسن الظن بخطبائنا فليس الكل كما ذكرت , بل إن النماذج التي ذكرتها قليلة في مجتمعنا ولله الحمد
¥