في هذه الأثناء كان هناك صراع عظيم يدور بين عادل وأخوته وبين ألسنة نيران بدأت شرارتها من مكيف الصالة ثم انتشرت سريعاً في أنحاء الشقة ..
كان الصراخ والعويل والطرق على الباب هو السلاح الوحيد لهؤلاء الأطفال المساكين الذين غُلقت عليهم الأبواب بإحكام من أحن إنسان لهم في الوجود وهي أمهم!!
أخذ عادل وأخوته يدقون على الباب بشكل هستيري ويصرخون طلباً للنجدة ولكن هيهات فقد كانت النوافذ في أزقة جانبية لا يراها المارون، والجيران في بقية الشقق إما مسافرون أو في العمل أو نائمون أو لاهون.
كانت ألسنة اللهب تقترب رويداً رويداً من هؤلاء الصغار كوحش كاسر كشر عن أنيابه الرهيبة.
ولكن الدخان الكثيف كان أرحم بهم وبتوسلاتهم من تلك النيران المتوحشة، فقد خارت قواهم واختنقوا بها قبل أن تجعلهم النار جثثاً متفحمين فوق بعضهم البعض وملتصقين بالباب ويد عادل ممسكة بالمقبض على وعسى!!!
لم ينتبه الجيران والمارة ومن ثم رجال الإنقاذ والإطفاء إلا متأخرين وقد أكلت النيران الأخضر واليابس في هذه الشقة وقضت على أية حياة فيها.
وبعد وصولهم أدرك رجال الإنقاذ بخبرتهم أنه لو وجد في هذه الشقة أحد لانتهى أمره، ولكنهم رغم ذلك أرسلوا فرقة لتستطلع الأمر ...
كان وصول عادل وفاتن لموقع الحدث في نفس اللحظة معاً
وسمع الجميع صراخ امرأة تقول: الدخان هذا في منزل من؟!
أرجوكم لا تقولوا أنها في شقتي؟ لا تقولوا أن أولادي احترقوا؟!
أين أولادي؟
ثم أخذت تركض ناحية البناية فمسكنها بعض المسعفات
ثم جاءت صرخة أخرى مدوية من رجل تمسك به الجيران وهو يدفعهم: اتركوني هذه شقتي، اتركوني أولادي في الداخل، اتركوني فلذات كبدي يحترقون .... !
ومع هذا الصراخ والعويل جاءت الأنباء المؤكدة والتي سمعها الجميع: لقد تفحم الأطفال جميعاً ولم يعد لهم وجود ... !
هنا انفطرت قلوب كل من كان في المكان وهم يشاهدون فاتن وقد أخذت تهذي وتصرخ وتركض كأنها مجنونة ..
وسقط عثمان على الأرض مغشياً عليه بنوبة قوية أصابته ...
انتهت ..
بقلم كرم مبارك
ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 06:20 م]ـ
اللهم ارحم حالنا وضعفنا ياحي ياقيوم
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 10:15 م]ـ
بوركت استاذنا الفاضل ...... هذه الظاهرة منتشرة في بلادنا فمتى سندرك خطورتها يا ترى؟
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 12:01 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
عجيب هذا الزمان
اللهم ارحمنا واعف عنا واسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
والسلام
ـ[أبو طارق]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 03:32 م]ـ
نسأل الله حفظه ورعايته
وليتنا نعقل ونفهم أن أسما وظيفة , وأشرف عمل تقوم به المرأة وظيفتها في بيتها , واعتناؤها بفلذات كبدها , وثمرات فؤادها
درس آخر: الإفراط في كل شيء مضر ومفسد , ولا خير فيه.
رحمهم الله
سلمت يمينك أستاذي الربيع النضر
ـ[محمد سعد]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 04:26 م]ـ
بورك قلمك أخي كرم
موضوع مؤلم، حبذا أخذ العبرة، والاستفادة من تجارب الآخرين ولو كانت حزينة
لا حرمنا هذا القلم
ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 04:46 م]ـ
بوركت أخي الحبيب أسلوباً وفكرةً وموعظة ً.
خروج الأم إلى العمل .. فائدة محتملة وتضحيات أكيدة.
لقد انتشرت المنظمات المدنية المعنية بحقوق المرأة أو بمعنى أصح
المعنية بكيفية جعل المرأة ذات سلطة على الرجل
بداية حتى لا تأخذ الأخوات الفضليات عني فكرة خاطئة فأنا من
أشد المؤيدين لكرامة المرأة حيث إنه بالنسبة لي لا أنثى بلا كبرياء
دعونا نتكلم عن نقطتنا الرئيسية وهى عمل المرأة.
قال تعالى (وقرن فى بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)
اختلف الكثيرون فى تفسير وقرن فى بيوتكن
وقال تعالى ملخصا العلاقة والالتزامات والواجبات بين الجنسين
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
أى إن الخالق قد اختص تلبية الرغبات بالرجل والسكن والطمأنينه بالمرأة
فهل فى عمل المرأة إيجاداً للسعادة فى بيتها؟؟؟؟ بل لا
أطفال لم يجدوا من يوجههم قد يكونوا ناجحين فى المجالات العلمية ولكنهم سوف يكونون النواة للظواهر التى لا نريدها فى مجتمعاتنا
ألم يجعل الله لكل وظيفته فى الحياه؟؟؟
أم نحن أعلم من الله؟؟
هذا رأيى أفيدوني بأرائكم أعزكم الله.
ـ[بثينة]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 05:34 م]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله
للأسف ظاهرة تزداد انتشارا في واقعنا
بوركت أخي الكريم و بورك قلمك
ـ[بل الصدى]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 03:00 م]ـ
أستجير بالله العلي العظيم نسأل الله السلامة اللهم احفظنا و لا تكلنا إلى حرصنا
ـ[طالبة ثانوية]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 04:22 م]ـ
لاحول ولا قوة إلا بالله
أعتقد أن المرأة لابد ألا يكون عملها على حساب بيتها فبيتها أولى بها أما إن كانت غير مشغولة ويمكن التوفيق بين العمل والبيت فلا مانع من العمل
¥