إن القرآن الكريم هو مرجعية المسلمين العليا، ودستورهم الأعظم، ونحن حين نذكر السنة النبوية الشريفة، التي لا تثبت إلا بتواتر الأمة وبما صح من أحاديث شريفة، فهذا لا يعني انتقاصاً من قدر القرآن الكريم كما يزعم بعض هراطقة "القرائين العرب" على سبيل التمويه على بعض القراء ممن لم يُؤتوا علماً يحصنهم ضد أصحاب الشبهات، فلقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في محكم الكتاب:
"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ". الآية.
والتفسير الأعم لهذه الآية الكريمة هو: "ما أمركم به من طاعتي فافعلوه، وما نهاكم عنه من معصيتي فاجتنبوه"، وليس مسألة الفيء فحسب، فليتنبه إلى ذلك. فهذه الآية الكريمة تبطل جميع ما قامت عليه نحلة "القرآنيين"، فلا خير يرجى من مناقشة سائر الشبهات التي يثيرها مؤسس النحلة الدكتور أحمد صبحي منصور.
وعلى الرغم من أن الآية الكريمة أعلاه تفيد بصريح العبارة ضرورة التقيد بالسنة النبوية التي لا تثبت إلا بالحديث الشريف الذي رواه علماء أهل السنة والجماعة، وهم أصدق علماء الأمة طراً، فإن اختيار أعداء الإسلام للدكتور أحمد صبحي منصور وتلقينه منهج القرائين اليهود لتطبيقه على المسلمين لضرب الإسلام السني من الداخل، واضح للمطلعين على منهج القرائين اليهود، الذي سألخصه باختصار وتبسيط شديدين إفادة للسيدات والسادة القراء:
1. ينكر القراؤون اليهود سنن اليهود كما رواها أحبار جمهور اليهود الأوائل إنكاراً تاماً.
2. يرمي القراؤون اليهود أحبار جمهور اليهود بالوضع والنحل ونسبة ذلك إلى موسى عليه السلام.
3. يطالب القراؤون اليهود باعتماد كتاب العهد القديم مرجعاً وحيداً لليهودية، ويستشهدون به على أحبار جمهور اليهود لإلغاء سنن اليهودية وشرائع التلمود.
4. يستغل القراؤون اليهود كتاب العهد القديم ـ بصفته المرجع الأعلى لليهودية ـ استغلالاً عاطفياً للتمويه على جمهور اليهود ..
وأما منهج "القرائين العرب"، فهو هو منهج القرائين اليهود، فالمنهج متطابق كلياً، ولا خلاف إلا في المرجعية كما أسلفت، ذلك لأنهم:
1. ينكرون سنن المسلمين كما رواها علماء أهل السنة والجماعة.
2. يرمون علماء أهل السنة والجماعة بالوضع والنحل ونسبة ذلك إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
3. يطالبون باعتماد القرآن الكريم مرجعاً وحيداً للإسلام، ويستشهدون به على علماء الإسلام بهدف إبطال الحديث الشريف.
4. يستغلون القرآن الكريم ــ بصفته المرجع الأعلى للإسلام ــ استغلالاً عاطفياً للتمويه على جمهور المسلمين ..
إن هذا تاريخ مكتوب وموثق أيها الناس، ومن شاء الاطلاع على منهج القرائين اليهود، وإثبات تطابقه الكلي مع منهج "القرآنيين" العرب، فعليه بأهم كتاب لأهم متكلم من متكلميهم، وهو:
أبو يعقوب إسحاق القرقساني، "الأنوار والمراقب". مجلدان. حقق في نيويورك سنة 1939. والكتاب ـ لحسن الحظ ـ بالعربية!
إن أية حجة يسوقها "القراؤون العرب" أمام هذا التطابق المريب، حجة واهية، وإن استدلالهم بالقرآن الكريم على صحة "منهجهم" (هو منهج القرائين اليهود كما سلف) هو كلام حق يراد به باطل، فليتنبه إلى ذلك جيداً.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 12:39 ص]ـ
سلمت الأنامل د. عبدالرحمن السليمان.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 01:14 ص]ـ
مائدة عامرة لا يُشبع منها
جزيتم خيرا أستاذنا الفاضل ولأنكم من خبراء اللغات السامية أود أن اسألك عن كلمة (التوراة) فقد قرأت أنها تعني (القرآن) إذا ترجمت من العبرية فهل هذا صحيح
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 01:27 ص]ـ
سلمت الأنامل د. عبدالرحمن السليمان.
سلمك الله أخي المكرم الأستاذ عبدالعزيز بن حمد العمار.
هلا وغلا.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[25 - 07 - 2008, 01:40 ص]ـ
مائدة عامرة لا يُشبع منها
جزيتم خيرا أستاذنا الفاضل ولأنكم من خبراء اللغات السامية أود أن اسألك عن كلمة (التوراة) فقد قرأت أنها تعني (القرآن) إذا ترجمت من العبرية فهل هذا صحيح
جزاك الله خيرا أخي المكرم أبا يزن.
تعني كلمة (التوراة) في العبرية القديمة حرفيا: "الوصية، التعليم". إذن ليس صحيحا أنها تعني "القرآن".
من جهة أخرى: التوراة هي الأسفار الخمسة الأولى من كتاب "العهد القديم" الذي يؤمن اليهود به. يتكون كتاب "العهد القديم" من ثلاثة أجزاء: التوراة والأنبياء والأسفار. يسمي اليهود "العهد القديم" بأجزائه الثلاثة: (مِقرأ)، وهو اسم الآلة من الفعل (قرأ) في العبرية ويعني "القراءة بصوت مرتفع" أي "التلاوة". وهذا الاسم، (مقرأ)، نشأ في العبرية بعد استعراب اليهود في العراق والشام ومصر والأندلس بعد الفتح الإسلامي. وتعليل ذلك هو أن اليهود المستعربين استعملوا في كتبهم التي كتبوها بالعربية لفظة "القرآن" ــ مصدر الفعل قرأ ــ للدلالة على كتاب "العهد القديم" بأكمله. وبعد سقوط الأندلس ترجموا كتب علمائهم الرئيسية المكتوبة بالعربية (مثل كتب ابن جناح وابن ميمون وسعيد الفيومي وغيرهم) إلى العبرية فترجموا "قرآن" ترجمة مستعارة إلى "مقرأ" علما أن "قرآن" في العربية مصدر و"مقرأ" في العبرية اسم آلة.
وربما يكون الكاتب الذي قرأت له قصد هذا الأمر. أما "التوراة" فمعناها "الوصية" و"التعليم". ويقصد بذلك الوصايا والتعاليم التي أوحيت إلى النبي موسى على نبينا وعليه السلام. وأرجو أن يكون الأمر قد اتضح لك.
وهلا وغلا.
¥