A PHP Error was encountered

Severity: Warning

Message: preg_replace(): Unknown modifier '�'

Filename: controllers/Browse.php

Line Number: 227

Backtrace:

File: /home/soft/domains/al-maktaba.org/application/controllers/Browse.php
Line: 227
Function: preg_replace

File: /home/soft/domains/al-maktaba.org/index.php
Line: 318
Function: require_once

- أرشيف منتدى الفصيح - وفاة العلامة المحدث الفقيه الشيخ / أحمد بن يحيى النجمي - المكتبة الشاملة الحديثة
تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>


(الخطبة الأولى)
الحمد لله المتفرّد بالبقاء، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، القاضي على خلقه في هذه الدار بالموت والفناء، القائل في محكم التنزيل {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} آل عمران185
أحمده سبحانه جعل الموت مخلصاً للأتقياء و سوء منقلب للأشقياء،، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له له الحمد في الأولى و الآخرة. و أشهد ن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله، خير الأنبياء، وسيّد الأصفياء أرسله لانفاذ أمره و انهاء عذره و تقديم نذره فأيده بالحجج الباهرة صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فما خاب من اتقاه ولا خاف من لاذ بكنفه وحماه
ومن خاف الوعيد قصر عليه البعيد، و من طال أمله ضعف عمله، و كل ما هو آت قريب
عباد الله إن ربكم لم يخلقكم عبثاً ولم يترككم سداً، فتزودا من دنياكم ما تحرزون به أنفسكم غداً فالأجل مستور و الأمل خادع واعلموا أن هذه الدنيا دار تكليف والآخرة دار جزاء، والسعيد من لقي الله على حال ترضيه، وإلى الجنة بإيمانه تهديه. ومن النار تنجيه واعلموا أن الأعمال بالخواتيم فمن كانت خاتمته حسنة فهو إلى أحسن إن شاء الله ومن كانت خاتمته سيئة فهو إلى الأسوأ والعياذ بالله {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ} إبراهيم27
عباد الله: في يوم الأربعاء 20 من رجب 1429هـ قضى الله قضاءه الحقّ بوفاة شيخنا الكبير العالم النحرير المدافع عن الكتاب والسنة مبدد الجهل والظلام الشيخ الوقور والرجل الصبور أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله
ومع رحيله يكون قد هوى للعلم نجم، وانطفأ للمعرفة سراج، مصداق قول النبي الأمين صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جُهّالاً. فسئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا." (متفق عليه
ومن هنا كان موت العلماء مصيبة لا تعدلها مصيبة، وفاجعة لا تدانيها فاجعة، فبموتهم يضيع علم غزير، وتخبو أنوار نصح وهداية، وينزل الناس درجة.

لعَمرُكَ ما الرَّزيَّةُ فقدُ مالٍ = ولا شاةٌ تموتُ ولا بعير
ولكنَّ الرزيّةَ فقدُ قَرْمٍ = يَموتُ بموتهِ بشر ٌكثيرُ

ألا وإن أعظم أنواع الفقد على النفوس وقعاً فقد العلماء الربانين، والأئمة المصلحين لأن للعلماء مكانة عظمى، ومنزلة كبرى، فهم ورثة الأنبياء، وخلفاء الرسل، هم للناس شموسٌ ساطعة، وكواكب لامعة، وللأمة مصابيح دجاها، وأنوار هداها، بهم حفظ الدين وبه حفظوا، وبهم رفعت منارات الملة وبها رُفِعُوا
) يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة.
يقول الإمام أبو بكر الآجري رحمه الله: "فما ظنكم بطريقٍ فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم، فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت فئامٌ من الناس لا بُدَّ لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ أطفئت المصابيح فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم؟ فهكذا العلماء في الناس".
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير