و هذا خطأ لا يعذر فيه من انتصب لنقد صحيح البخاري، اذ كيف يجهل أن موضوع الكتاب الأحاديث المرفوعة؟ و لو قرأ أوائل الفصول في هدي الساري أو أوائل الفصول في كتب المصطلح لم يكن ليقع في مثل هذا الخطأ الفاحش.
و للبيان، لو كان الحديث موقوفا عند البخاري لصدره ب:
- و قال لنا / لي يحيى بن موسى
- و قال عبد الرزاق، أو و قال معمر، أو ... بحذف بعض أول الاسناد
و عليك بمراجعة شرح ابن حجر في الفتح، كتاب الرقاق، للحديث:
وقال لنا أبو الوليد: حدثنا حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي قال: كنا نرى هذا من القرآن، حتى نزلت: {ألهاكم التكاثر}.
قوله:
و البخاري رحمه الله كان يكثر من تعليل الأحاديث اعتمادا على رواية لعبد الله بن لهيعة و هذا كثير منه كما
في العلل الكبير للترمذي - مثال حديث الوضوء من مس الفرج لأم المؤمنين حبيبة –
و هذا النقل غير صحيح، ليس في العلل الكبير منه شئ، بل فيه في ما جاء في التكبير في العيدين، أحاديث تفرد بها ابن لهيعة، تروى عنه على وجهين، و مع أن المتن موافق لما صححه البخاري من حديث غيره في نفس الباب (التكبير في الركعة الاولى سبعا و في الثانية خمسا)، الا أنه لم يصحح روايات ابن لهيعة
فهذا ابن لهيعة تفرد، و وافق في المتن غيره أي أنه لم يخالف غيره، و لم تصحح روايته، فكيف تعل روايات الثقات بروايته؟ ألا تستحي ايها الأخ / عزت مما تزعم؟ و كيف يجهل من أراد نقد صحيح البخاري حال ابن لهيعة؟
قوله:
الحديث به نكارة و كلنا يحس بذلك و لا يصرح به - فلا داعي للمكابرة و الانكار–
و قوله:
و يا أخي كل الشراح يتكلمون عن أن الحديث مشكل المعنى - ثم تقول ليس في صدورنا أيانكار على متن الحديث!
و هذا أيضا لا يصح، فأهم الشروحات فتح الباري لابن حجر، لم يذكر فيه ابن حجر أن الحديث مشكل المعنى! (و لم أرجع الى غيره).
قوله:
و جرب أخي أن تشرح الإسلام لأحد من غير المسلمين - غير العرب - و حدثه عن فقءعين ملك الموت من نبي مرسل و ستعرف ساعتها ماذا تعني النكارة
و حدثه أيضابالرواية الأخرى أن ملك الموت كان يأتي عيانا قبل هذه الواقعة! و أنه بعدها لم يعديظهر للناس عيانا (كأنه خوفا من تكرارها!)
أولا: لماذا لا تبحث في شذوذ زيادة مجئ ملك الموت عيانا في حديث عمار، و التي لم يذكرها طاوس و همام؟
ثانيا: جرب أن تشرح لأحد من غير المسلمين حديث النزول، و لا تنس اخوانك بالملتقى من تجربتك!
و أنبه الأخ / عزت الى أن بينه و بين النقد العلمي للصحيحين مفاوز (و لا تبتئس، فكلنا هنا كذلك)، فانصرف الى ما ينفعك، و اركب مركبا غير هذا المركب.
ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[09 - 12 - 10, 10:23 ص]ـ
الأخ الأديب البشير
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
كلامك طيب كله لو خلا من القسوة غير المطلوبة!!
ووقفاتك تدل على علم طيب فتابع وبارك الله فيك
ـ[أديب بشير]ــــــــ[09 - 12 - 10, 08:37 م]ـ
و جزاك الله خيرا أخي أبو عبدة.
و هو كما قلت، و ما كان الرفق في شئ الا زانه، و كنت قد اسأت الظن بأخينا عزت لما نقل عن علل الترمذي الكبير، و لما نقل عن شراح البخاري (و هذه يمكن أن يلتمس له فيها عذر)، و لنعتبر الاولى زلة، فاعتذر عن هذه القسوة.
و عودا الى موضوع رواية أبي هريرة للاسرائيليات:
فلا شك أنه لا يمكن لانسان أن يحدث الناس بخبر جازما به و يكون هو نفسه غير معتقد لما أخبر به، و لا سيما أن السامع سيعتقد صحة الحديث اذا كان المحدث ثقة، و اذن فكل رواية فيها أن أبا هريرة كان يحدث بالاسرائيليات و لا يبين ذلك، لا شك أن ذلك يقتضي عمله بخلاف ما روى هو نفسه في الصحيح (لا تصدِّقوا أهل الكتاب ولا تكذِّبوهم)، فان وردت مثل تلك الرواية بطريق صحيحة فان كان لها مخرج بغير اعلال فحسن، و الا فالترجيح (و لا يغتر بصحة الاسناد عندئذ، و مخالفتها لما في صحيح البخاري هو نفسه وجه لاعلالها)
و قد روى ابن خزيمة في صحيحه عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعةقال قلت له أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل شيء حدثناه كعب
¥